الرئيس الزُبيدي: تدهور الأوضاع يحتّم على الانتقالي مراجعة قراراته    منح العميد أحمد علي عبدالله صالح حصانة دبلوماسية روسية..اليك الحقيقة    عاجل: قصف يستهدف سفينة جديدة غربي الحديدة بالبحر الأحمر وإعلان بريطاني بشأنه    فلكي يمني يحدد موعد أول أيام عيد الأضحى المبارك وبداية أيام العشر    بعد يوم من محرقة الخيام.. الاحتلال يرتكب مجزرة جديدة بحق النازحين برفح    الزُبيدي يؤكد على أهمية المخيمات الصيفية لخلق جيل مناهض للفكر الحوثي    المنتخب الوطني الأول يواصل تحضيراته في الدمام استعداداً للتصفيات الآسيوية المزدوجة    الوحدة التنفيذية : 4500 شخص نزحوا من منازلهم خلال الربع الأول من العام الجاري    عاجل: الحكم بإعدام المدعو أمجد خالد وسبعة أخرين متهمين في تفجير موكب المحافظ ومطار عدن    مارسيليا يسعى إلى التعاقد مع مدرب بورتو البرتغالي    نقل مراكز البنوك إلى عدن (المخاطر والتحديات)؟!    بعد تجريف الوسط الأكاديمي.... انتزِعوا لنا الجامعات من بلعوم السلفيات    ياوزير الشباب .. "قفل البزبوز"    بحضور القاسمي ... الاتحاد العربي للدراجات يعقد الاجتماع الأول لمكتبه التنفيذي الجمعة المقبل بالقاهرة    وزير الإعلام: مليشيا الحوثي تواصل استغلال مأساة المخفيين قسراً للمزايدة السياسية    انعقاد جلسة مباحثات يمنية - صينية لبحث مجالات التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها    سد مارب يبتلع طفلًا في عمر الزهور .. بعد أسابيع من مصرع فتاة بالطريقة ذاتها    إثارة الخلافات وتعميق الصراع.. كيف تعمل مليشيا الحوثي على تفتيت القبيلة اليمنية؟    ''بيارة'' تبتلع سيارتين في صنعاء .. ونجاة عدد من المواطنين من موت محقق    غرامة 50 ألف ريال والترحيل.. الأمن العام السعودي يحذر الوافدين من هذا الفعل    هل رضخت الشرعية؟ تفاهمات شفوية تنهي أزمة ''طيران اليمنية'' وبدء تسيير رحلات الحجاج عبر مطار صنعاء    انطلاق أولى رحلات الحج عبر مطار صنعاء.. والإعلان عن طريقة الحصول على تذاكر السفر    شاهد .. وزير الزراعة الحوثي يعترف بمجلس النواب بإدخال الحوثيين للمبيدات الإسرائيلية المحظورة (فيديو)    استعدادات الأمة الإسلامية للعشر الأوائل من ذي الحجة وفضل الأعمال فيها    بن مبارك في دبي للنزهة والتسوق والمشاركة في ندوة إعلامية فقط    أكاديمي سعودي: التطبيع المجاني ل7 دول عربية مع إسرائيل جعلها تتفرعن    برشلونة تودع تشافي: أسطورةٌ تبحث عن تحديات جديدة وآفاقٍ أوسع    الإعلان عن تسعيرة جديدة للبنزين في عدن(السعر الجديد)    إنجاز غير مسبوق في كرة القدم.. رونالدو لاعب النصر يحطم رقما قياسيا في الدوري السعودي (فيديو)    بوخوم يقلب الطاولة على دوسلدورف ويضمن مكانه في البوندسليغا    خمسة ملايين ريال ولم ترَ النور: قصة معلمة يمنية في سجون الحوثيين    سقوط صنعاء ونهاية وشيكة للحوثيين وتُفجر تمرد داخلي في صفوف الحوثيين    الاستخبارات الإسرائيلية تُؤهّل جنودًا لفهم اللهجتين اليمنية والعراقية    العكفة.. زنوج المنزل    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    استشهاد جندي مصري في الحدود مع غزة والقاهرة تحذر من المساس بأمنها    الوزير الزعوري يلتقي رئيس هيئة التدريب والتأهيل بالإنتقالي ورئيس الإتحاد الزراعي الجنوبي    استقرار أسعار النفط مع ترقب الأسواق لاجتماع مجموعة "أوبك بلس"    تدشين دورة إدارة البحوث والتطوير لموظفي وموظفات «كاك بنك»    8200 يمني سيغادرن من مطار صنعاء الى الأرضي السعودية فجر غدا الثلاثاء أقرأ السبب    معالي وزير الصحة يُشارك في الدورة ال60 لمؤتمر وزراء الصحة العرب بجنيف    مغادرة أول دفعة من الحجاج جواً عبر مطار عدن الدولي    ''زيارة إلى اليمن'': بوحٌ سينمائي مطلوب    محرقة الخيام.. عشرات الشهداء والجرحى بمجزرة مروعة للاحتلال في رفح    شيفرة دافنشي.. الفلسفة، الفكر، التاريخ    سلطان العرادة وشركة غاز صافر يعرقلون أكبر مشروع لخزن الغاز في ساحل حضرموت    شاهد: فضيحة فيسبوك تهزّ منزل يمني: زوجة تكتشف زواج زوجها سراً عبر المنصة!    مارب.. افتتاح مدرسة طاووس بن كيسان بدعم كويتي    دعم سعودي جديد لليمن ب9.5 مليون دولار    - 45أعلاميا وصحفيا يعقدون شراكة مع مصلحة الجمارك ليكشفون للشعب الحقيقة ؟كأول مبادرة تنفرد بها من بين المؤسسات الحكومية منذ2015 فماذا قال مرغم ورئيس التحرير؟ اقرا التفاصيل ؟    الثاني خلال أسبوع.. وفاة مواطن نتيجة خطأ طبي خلال عملية جراحية في أحد مستشفيات إب    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    عالم يمني يبهر العالم و يكشف عن أول نظام لزراعة الرأس - فيديو    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    ما بين تهامة وحضرموت ومسمى الساحل الغربي والشرقي    وهم القوة وسراب البقاء    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أرحب ترزح تحت فوهات الدبابات

صباح السبت الماضي بدا هذا الرجل محتقن الوجه متوتر الأعصاب بعد القصف العنيف الذي تعرضت له منطقة أرحب وقراها من قبل قوات الحرس الجمهوري. كان عليه أن يبحث عن ملجأ له ولأسرته، أو يتخذ لنفسه مخبأ في الجبل، وهو ما حدث بالفعل، إذ بنى لأسرته كوخا في بطن الجبل المحاذي للقرية، ولم يكن هذا الكوخ لأسرته فقط، بل لأربع أسر.

اختار المكان بعد معرفة دقيقة بالمنطقة اكتسبها من أيام رعى الغنم، فهو محصن وفي أعلى ربوة لليابسة، ملتصقاً ومستنداً بالجبل وقريباً من نبع ماء، أيقن قبل البدء في رص الحجارة على بابه أن صواريخ الحرس الجمهوري لا يمكن أن تهزم بنيانه المشيد بقدرة إلهية. كانت نظرات الشيخ تبعث على الثقة وعدم المبالاة بتهديدات تلك الصورايخ العملاقة الجاثمة أمام بيته والتي قال إنها لم ترهب سوى الأطفال والنساء.

ومنذ أن استقر حاله في بطن الجبل يخرج كل يوم يمسك بمعوله ويظل يضرب في بطن الجبل ليفتح كوخا آخر بحثا عن السعة.
تقبض على فوهة الدبابة، وتتحمل حرارة الماصورة التي تريد التوجه إلى صدور المعتصمين السلميين في ساحة التغيير بالعاصمة، كما فعلت نهم التي منعت إلحاق الأذى بابن حضرموت...

أرحب.. بين مخطط الحمدي ومخطط صالح
يمتد تاريخ قبيلة أرحب إلى 1400 عام، لأرحب تاريخ من النصرة للحق، بداية ب: عبدالله بن قيس الأرحبي ومروراً بكثير من الشخصيات كان من أهمها الشهيد محمد محمود الزبيري، أبرز مناضلي الثورة اليمنية، والنائب المخضرم منصور الحنق، والدكتور محمد ألحيفي (دكتوراه في العلوم البيئية)، والنجم المسرحي عبدالمحسن المراني، والكوميدي علي السعداني، والمفكر عراف العبيدي، والأديبة نسيمة الجالدي (أستاذة في كلية التربية) والعديد من المثقفين وقادة الرأي، ناهيك أن قبيلة أرحب احتضنت معهدا لتأهيل المعلمين وكلية تربية وأصبحت قراها شعلة فيها العديد من مدربي التنمية البشرية.

عندما وضع النجل الأكبر لصالح ألوية الحرس الجمهوري في أرحب كان يريد بذلك غرس خنجر في خاصرة هذه القبيلة التي ظلت عصية على القمع خلال زمن الأئمة وتحديدا خلال ثورة سبتمبر. وهاهي تسجل موقفاً تاريخيا جديداً يتمثل في الوقوف إلى جانب أبناء الشعب اليمني في مطالبته بإسقاط النظام العائلي المستبد.

تقبض على فوهة الدبابة، وتتحمل حرارة الماصورة التي تريد التوجه إلى صدور المعتصمين السلميين في ساحة التغيير بالعاصمة، كما فعلت نهم التي منعت إلحاق الأذى بابن حضرموت.
حاول من تبقى من النظام العائلي أن يلحقوا الأذى بأرحب منذ أن وجهوا إليها قنوات الصرف الصحي، ولم يستجب لنداءاتها المتكررة: «ارفع أذاك عنا يا صالح».

لقد قدمت أرحب شهداءها في ساحة التغيير منذ انطلاقة شرارة الثورة، منهم أنور المداني، وأحمد عواض، وعبدالحميد شبرين، وكلهم شباب بعمر الزهور.

تساهم أرحب في حماية الثورة وساحات التغيير من خلال منع معسكري الحرس الجمهوري الواقعين في المديرية من التوجه إلى العاصمة لمهاجمة الاعتصام وقمع المتظاهرين وخنق العاصمة، وقدمت ولا تزال -في سبيل ذلك- أكثر من عشرين شهيدا وعشرات الجرحى، وتدمير أكثر من مائة منزل، وتشريد آلاف الأسر. لن ينسى الشعب ل»أرحب» القبيلة اليمنية الوحيدة التي توجد بها هذه القوة العسكرية الكبيرة هذا الصمود الأسطوري، وهذا الموقف البطولي الذي لن ينساه التاريخ.

يذكر أبناء أرحب الخطة التي أعدها الرئيس إبراهيم الحمدي ليربط بالطرقات أرحب بالجوف ومأرب والتي كانت جزءً من مشروع الحمدي لتمدين القبيلة، لكن اغتيل باغتيال الحمدي وتولي صالح الرئاسة والذي قام بتغيير مجرى هذا الخط الرئيسي ولا يوجد حتى الآن إلا خط واحد وهو خط صنعاء مأرب.

يقول أحد أبناء القبيلة: لو تم مخطط الحمدي لكانت أرحب تحتضن مشاريع كبيرة لقربها من العاصمة.
بعد الوحدة كانت أرحب هدف استراتيجي للحزب الاشتراكي، وكانت القبيلة الوحيدة التي زارها على سالم البيض، وعقد فيها مؤتمرا شهيرا للحزب الاشتراكي، وعندما أعلن الانفصال وقفت أرحب مع الوحدة.

في 93م كانت أرحب مقسمة لدائرتين انتخابيتين تقاسمها الإصلاح والاشتراكي، وفي 97م حظي الإصلاح بالدائرتين، وذلك مؤشر واضح على أسباب تكثيف صالح لقوات الحرس الجمهوري بداخلها، فهذه القوات هناك لأغراض أمنية وعسكرية وانتخابية، حيث عمل في 2003م على تقسيم جغرافي للدوائر الانتخابية حتى لا ينال الإصلاح الدائرتان في أي انتخابات قادمة، إضافة إلى أن النظام يريد أن يشتت وحدة القبيلة الذي ظلت عصية عليه وعلى حزبه كما يقول أحد شباب أرحب، فعمل على تقسيم دائرة كاملة جزء منها تم ضمه على نهم وحرف سفيان، والجزء الآخر ضمه إلى الدائرة الأخرى.

قدر أرحب المديرية الكبيرة التي تعد من أفقر مناطق الجمهورية للمشاريع التنموية كما يتحدث أبناؤها الذين التحق الكثير منهم بالتعليم، أن تكون إحدى المناطق المهمة والحساسة بالنسبة لأمن العاصمة صنعاء، حيث تقع شمال العاصمة وعلى مقربة من المطار، ويحدها شمالاً مديرية سفيان التابعة لمحافظة عمران ومن الجنوب مديرية همدان من محافظة صنعاء ومن الشرق مديرية نهم ومن الغرب مديرية عيال سريح وكلاهما من محافظة عمران.

ثمة ارتفاعات متفاوتة في هذه المديرية لكنها في أغلبها تبدو هضاباً تنبسط بينها الوديان الزراعية وتتقاطع المدرجات بعد أن سطرها -بإتقان- الأرحبي الأول.
تحتضن التربة السوداء الطينية ولعلها -حسب تقدير الجيولوجيين- من أخصب أنواع التربة حيث تكتفي غالباً برشفة من الماء لتنتج أنواعاً من المحاصيل الزراعية المحلية.

على امتداد المديرية هناك مقاطع صخرية رسوبية وبازلتية طافحة تحول دون نمو الشجر إلا فيما ندر.
أرحَب.. هي أكبر القبائل المنتمية لبكيل وفي الرواية الشعبية وهما اسمان لولدي جشم بن خيوان بن نوف بن همدان بن وأسلة بن ربيعة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ.

سميت باسم أرحب بن الدعام بن مالك بن ربيعة بن الدعام بن مالك بن معاوية بن صعب بن دومان بن بكيل، تقع أرضها في شمال صنعاء فيما بين جبال نهم شرقاً وجبال عيال يزيد غرباً وهي قسمان: زهيري وذيباني.
أما أهم قبائل بني زهير فهي: زندان، عيال عبدالله، بني علي، شاكر، وبيت مران بني الحقاري، فازع وأبو هادي.
وأهم قبائل ذيبان: عيال سحيم، بني مرة، بني حكم، الزبيراَت، حبار، بني سليمان، قبائل حسان.
من أشهر أبناء هذا القبيلة القدماء الحسن بن أحمد الهمداني مؤلف كتاب «الإكليل» وكتاب «صفة جزيرة العرب».

وعلي بن محمد ردمان الأرحبي، كان من كبار مشايخ بكيل وأحد وزراء المتوكل القاسم بن الحسن المهدي، توفي سنة 1144ه وقبره في حمى المسجد الذي عمره بالروضة، وهو المعروف بمسجد ردمان وهو جد آل ردمان المشايخ المعروفين اليوم.

أرحب.. السلم والحرب
لا أحد باستطاعته وصف ما يحدث في أرحب، حتى المتقنون للوصف لن يستطيعوا نقل الصورة المرئية للصواريخ وهي تهمي على منازل الأرحبيين كما لو كانت زخات غيث في فصل صيف!

وشتان بين زخات المطر النازلة بعد لمع البروق وصوت الرعود وبين وابل الرصاص الذي يلحق بعد ضوء الصواريخ ودوي المدافع.
أعلنت قبائل أرحب تأييدها لثورة الشباب السلمية منذ انطلاقتها، فدفعت ثمن ذلك غالياً ومازالت ممتلكات أبنائها ومزارعهم بل وأجسادهم قيد الدفع الباهظ لمعسكرات الحرس الجمهوري المرابطة هناك والتي تتلقى أوامرها رأساً من أحمد علي صالح.

بادئ ذي بدء، كانت مُعسكرات الحرس تتأهب استعداداً للانتقال إلى العاصمة صنعاء لمجابهة شباب الثورة، ولكن أبناء أرحب وقفوا لها بالمرصاد على اعتبار أن بعض المُجبرين والمغرر بهم من الحرس الجمهوري سيوجهون سلاحهم إلى سكان صنعاء والمعتصمين فيها ومن بينهم أبناء أرحب، وحين رأت معسكرات الحرس بأن أبناء أرحب جادين في منعهم من التوجه إلى العاصمة باشروهم بالنار.

يتحدث الشيخ خالد الراقد شاكرا كل المشائخ والقبائل المناصرة للثورة، مبديا حزنه وألمه الشديد لما يحدث في منطقته، وارتسمت على ملامحه تجاعيد الأسى الممزوج بالفخر والاعتزاز.
اعتلت نبرة صوت الشيخ قائلاً: «سنبقى ثابتين في ساحة التغيير ولن تخيفنا قذائف وصواريخ أذناب من تبقى من النظام العائلي لصالح»، قبل أن ينتقل إلى طبقة صوتية أخرى مُشكِّلاً جُمَل الشجاعة: «ونحذر من التمادي في قصف القرى والممتلكات العامة والخاصة».

مؤكداً بأن ذلك ليس معناه التخلي عن الدفاع عن النفس والمال والعرض فهذا واجب مقدس كفلته كل الشرائع السماوية والأعراف والقوانين في شتى أرجاء الأرض -كما يقول.

وهم يتحدثون، ينتابك شعور كم هم مَظلومُون وفي نفس الوقت كم هم أعزة وشجعانا.
يقول الأخ عبدالله الشعبي -نجل شقيق الشهيد علي حسين الشعبي: أشعر بالأسى والحزن لما يحدث لأبناء قبيلتي من قصف مدفعي وصاروخي وتدمير للمنازل والآبار والمزارع وتشريد للأطفال والنساء وترويع الآمنين.. ويُضيف: «أشعر بالفخر والاعتزاز عندما أنظر لماذا يحدث لهم هذا العمل الإجرامي المُخل بحقوق الإنسان وأنه ليس لشيء إلا أنهم وقفوا أمام الظلم وقالوا للمفسدين: ارحلوا. وناصروا ثورة الشباب السلمية فكان لهم ما أراده المجرمون».

الأستاذ بدر البكولي وهو من الذين قُصِفت قُراهم تماماً تحدث باقتضاب: «أشعر بالحزن عندما يسقط الشهداء والألم عندما يصاب الجرحى، والحسرة عندما تقصف القرى والعزل الآهلة بالسكان».
لكل شعور شعور مُضاد.. هذا ما نتعلمه من أبناء أرحب، فالحزن يُقابله الفخر، والألم تُقابله الشجاعة. الأستاذ البكولي يعرب عن فخره الذي يقابل حزنه ليقول: أشعرُ بالفخر لصمود أبناء قبيلتي تجاه ما يتعرضون له، وكذا بالسعادة لقوة الرجال والنساء والأطفال مقارنة بقوة مصاصي الدماء الذين لا يكفون عن العبث بأرواح الناس».
ويتابع: «كل ما نقدمه من تضحيات يهون في سبيل إنجاح ثورة الشعب السلمية».

وفي ساحة التغيير رجال لا يبرحونها أمثال «حميد الرجوي الذي يرابط في الساحة منذ أشهر بعيداً عن الديار التي سيقف على أطلالها ذات يوم ويبكي ثم يمسح دموعه باعتزاز لأنّ ما كان ينشده قد تحقق وبأن المُخربين في الخط السريع مطاردون من قبل الشعب الذي يريدهم للمحاكمة.

يقول حميد: بالرغم مما يعانيه أهلنا في أرحب من قصف وتدمير وتشريد واختطاف واستهداف للممتلكات الخاصة والعامة إلا أننا سنظل صامدين في الساحة صمود الرواسي الشُم.
ويضيف: «هذا النظام لا يفرق بين شيخ طاعن في السن ولا طفل صغير.. أهلنا في أرحب ينامون ويستيقظون على دوي المدافع والصواريخ، فما يعيشه أهلنا في أرحب هو محاولة النظام لارتكاب جرائم إبادة بما تحمله الكلمة من معنى، وعلى وسائل الإعلام أن تكشف هذه الجرائم وعلى المجتمع الدولي أن يتحرك».

وكسابقيه في التحدث الذي ينم عن الصمود الأسطوري لأبناء أرحب قال الرجوي: «مع كل ذلك إلا أننا نشعر بالفخر والاعتزاز عندما نرى أهلنا الصابرين والصامدين يسطرون أروع البطولات والتضحيات، وهذا ليس بغريب على أهل هذه القبيلة الأبية التي عرف أهلها بالمواقف البطولية والنضالية».
وأردف: نشعر بأن ما قدمناه من تضحيات قليل، ومستعدون بأن نقدم الغالي والنفيس من أجل هذه الثورة التاريخية التي سيسجلها التاريخ في أنصع صفحاته.

الدكتور محسن محمد العرشاني يوجه من ساحة التغيير رسالة لأبناء قبيلته: «أحيي الأحرار والأشاوس من شباب ورجال هذه القبيلة الأبية الثائرة التي تتعرض لعدوان هستيري وانتقام جنوني ممن لا يرقب فيهم إلا ولا ذمة، لا لشيء إلا أنهم لم يهابوا قول الحق أمام الظالم، معلنين انضمامهم الكامل لثورة الشعب السلمية التي أقضت مضجع الطاغية».

ويردف: «لا نملك إلا أن ننحني أما صمودهم وتحملهم إجلالا وإكبارا لمن شُرِّدوا وُروِّعوا ولمن دُمِّرت بيوتهم وآبار شربهم وأُحرِقت مزارعهم وهم يصنعون بدمائهم وتضحياتهم صورة مشرقة لليمن الجديد».
ويؤكد الدكتور أن هناك وحدات من الجيش مختطفة مع الحرس الجمهوري كرهائن، ويخاطب الحرس: «لقد اختطفتم وحدات من الجيش وجعلتموها رهينة لديكم لتنتقموا بها من يخالفكم، فلا تغتروا.. فمهما طال الليل فلا بد من طلوع الفجر، ولو دامت لغيركم ما وصلت إليكم، وحذار أن تجربوا صبر أبناء أرحب».

وينادي: «أيها الأرحبيون ما سرتم سيرا ولا قطعتم وادياً إلا وقلوبنا معكم، ثقوا بأن كيد الظالم إلى بوار وأنكم المنصورون بقيمكم وشهامتكم وعزتكم ورؤوسكم المرفوعة التي لا تنحني لأحد إلا الله.. لا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الأعلون منهجاً وأسلوباً ومعاملة وعقيدة، والحق معكم (إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون).. لكم التحية أينما كنتم وحيثما حللتم والله معكم وعلى الباغي تدور الدوائر (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)..».

الشيخ بن عامر: لن نسمح بدخول ترسانة الحرس القاتلة إلى صنعاء وسنضحي بالآلاف
لا تزال أرحب حتى هذه اللحظة تتعرض للقصف براجمات الصواريخ والمدفعية. وبحسب الشيخ محمد علي عامر فقد تم تدمير أكثر من قرية خلال الأسبوع الماضي من قبل لوائي الحرس الجمهوري (61) و(62)، وقال الشيخ بن عامر إن كل هذا القصف يزيد أبناء أرحب وكل القبائل اليمنية إصرارا وقناعة على ضرورة قلع من تبقى من النظام ومحاكمتهم على كل جرائم القتل.

وقال إن القبيلة على استعداد أن تضحي بالمزيد من الشهداء في سبيل منع دخول تلك القوة القاتلة للحرس إلى العاصمة ومستعدون من أجل ذلك للتضحية بآلاف الشهداء، واستثنى قائلاً: إن أردوا الخروج مجردين من تلك القوة فلن نمنعهم، فليخرجوا رغم كل ما قد حدث من تدمير وقتل وتشريد لأبناء القبيلة.

ويفتتح الشيخ محمد مبخوت ناصر العرشاني حديثه بالقول: «أشعر بالأسى والحزن تجاه أولئك الذين نزحت أسرهم وشرد أبناؤهم وهدمت منازلهم، فهم يعيشون مأساة إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى».
ويضيف: أنا إنسان توجب علي إنسانيتي أن أعمل شيئا، وأنا في نفس الوقت أخ وقريب تحتم علي قرابتي أن أقدم لهم ما أستطيعه من خدمة وإعانة وإغاثة وإعلام الآخرين بما يجري لهم على أقل تقدير.

ويتابع: «السعادة تغمر قلبي وأنا أرى أبناء أرحب يهتفون لعز اليمن وثورته وإسقاط النظام الفاسد». ويختم حديثه: سأظل وفيا لأرحب دون عنصرية حمقاء ولا عصبية جهلاء ولا انتقاص من الآخرين.
ولا ينسى أثناء حديثه أن يشرك النائب عبد ربه في مسؤولية ما يحدث باعتباره مسئول دستورياً عن كل ذلك وقد صرح أبناء علي صالح بأنهم يأتمرون بأمر النائب.

لم يستطيع بن عامر إخفاء شعوره بالخوف والحزن والأسى في آن واحد، تحدث على عجالة قائلا: «كيف سينام الصغار في الكهوف وديدنهم المدافع والصواريخ الغاشمة؟ وكيف سيذاكر ابنى وبقية طلاب المرحلة الثانوية والإعدادية وهم في داخل تلك الكهوف كيف هي حياتهم؟.

الأضرار البشرية:
وقد رصد شباب أرحب حجم الخسائر في الممتلكات والأرواح جراء الهجوم الصاروخي والمدفعي عليهم من قبل قوات الحرس الجمهوري:
1. استشهاد (23) شخصاً بينهم امرأتين ورضيعه أحداهن بقصف طائرة حربية.
2. إصابة (64) منهم (32) إصابة بليغة.
3. اختطاف (16) شخصاً.
4. احتجاز الجرحى ومنعهم من دخول العاصمة للعلاج بل تعدى الأمر إلى تركهم ينزفون والبعض تم اختطافهم إلى أماكن مجهولة مع مسعفيهم.
5. نزوح أكثر من (1000) أسرة إلى المديريات والمحافظات المجاورة
6. تشريد أكثر من (500) أسرة من منازلهم ولجوئهم للكهوف.
7. ممارسة عمليات القنص للمارة في الطرقات والمزارع.
8. حالات إجهاض.

الأضرار المادية:
1- تضرر أكثر من (94) منزلا بأضرار مختلفة.
2- تدمير (15) بئرا ارتوازية.
3- إحراق (8) سيارات خاصة بالمواطنين.
4- قطع خدمة الكهرباء منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وتدمير شبكة الكهرباء العمومية.
5- استهداف مسجدين.
6- استهداف خزانات مياه الشرب.
7- حصار المديرية ومنع دخول المواد الغذائية والنفطية.
8- مصادرة بعض ممتلكات المواطنين والعبث بها في النقاط العسكرية التابعة للواءين 61 و62 حرس جمهوري.
9- إعاقة حركة السير إلى العاصمة صنعاء.
10- نهب (4) محلات تجارية من المحلات القريبة من المعسكرين.
11- إعاقة حركة طلبة الثانوية العامة أثناء مرورهم من النقاط العسكرية لحضور الامتحانات في العاصمة صنعاء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.