تصاعدت خلال اليومين الماضيين «حرب» استهداف الشاحنات وناقلات النفط بين مديريات قعطبة بمحافظة الضالع ومديريات محافظة لحججنوب اليمن في ظل أزمة خانقة للوقود في معظم محافظات البلاد. وبلغت حصيلتها حتى مساء أمس الأربعاء احتجاز تسع قاطرات وإحراق واحدة ومقتل سائقها. وكان مسلحون مجهولون في منطقة الحسيني بلحج والقريبة من إحدى نقاط الأمن المركزي بنحو كيلومترين أحرقوا مساء السبت الماضي ناقلة نفط تعود ملكيتها لمحطة الصيادي في مديرية قعطبة بالضالع، حيث تزامن ذلك مع قيام مسلحين آخرين باختطاف ناقلتين أيضاً وإطلاق النار على أخرى من قبل مسلحين وجنود إحدى النقاط الأمنية بمحافظة لحج. كما تعرضت إحدى ناقلات محطة الصيادي لإطلاق نار أصيب خلالها سائق الناقلة وشخص آخر بجانبه عصر الجمعة الماضية. وشهدت مدينة قعطبة مساء أمس الأربعاء إطلاق نار كثيف بأسلحة خفيفة ومتوسطة، أصاب سكان المدينة بالفزع والخوف. وقالت مصادر محلية ل«المصدر أونلاين» ان إطلاق النار استهدف ناقلة محملة بمواد غذائية رفضت التوقف في النقطة التي أقامها مسلحون يتبعون مالك محطة الصيادي أكرم عبده علي الصيادي، ردا على إحراق ناقلته في لحج، وان إطلاق النار استمر حتى توقفت القاطرة. ويقوم المسلحون في النقطة، التي لا تبعد عن نقطة عسكرية موجودة في نفس المكان بحوالي كيلومتر واحد، باعتراض طريق الناقلات واحتجاز التي لها صلة بمحافظة لحج للضغط على أبناء المحافظة والسلطة المحلية بالكشف عن المتورطين في إحراق الناقلة وتقديمهم للعدالة. وعلم المصدر أونلاين بأن المسلحين احتجزوا أكثر من خمس ناقلات محملة بمواد مختلفة ولا تزال محتجزة حتى اليوم الخميس.
وقتل مواطن مساء الاثنين في هجوم مسلح شنه مجهولون على ناقلتي نفط أثناء مرورهما من منطقة كرش بمحافظة لحج باتجاه تعز. وأفاد شهود عيان ل«المصدر أونلاين» بأن المسلحين كانوا يتمركزون في منطقة كرش بانتظار ناقلتي النفط وقاموا بإطلاق النار باتجاههما، مشيرين إلى أن إطلاق النار أسفر عن مقتل سائق إحدى الناقلات نقل إلى مستشفى كرش الطبي وتوفي على الفور. وأكد الشهود بأن إحدى الناقلات لازالت متوقفة في الطريق العام وعليها أثار الأعيرة النارية، مشيرين إلى أن الهجوم وقع بالقرب من إحدى النقاط العسكرية التي نصبتها السلطات لحماية الناقلات والشاحنات المحملة بالمستشفات النفطية. وتأتي هذه الحادثة بعد يومين فقط من اعتداء مسلح على ناقلة نفط في وادي الحسيني بمدينة الحوطة تسبب في إحداث انفجار عنيف هز المدينة. كما قام مسلحون باختطاف ناقلة محملة بالديزل تابعة لمحطة باجة في قرية لكمة الدوكي تتبع شخصاً يدعى ناجي محمد مصلح الشرجي واختطافه مع سيارته واقتيادهم إلى مديرية حبيل جبر بردفان. وكانت السلطات قد نصبت منذ أعوام عدة نقاط عسكرية في الطريق الرابطة بين محافظتي لحجوتعز وذلك لتأمينه من الاعتداءات المسلحة المتكررة على الناقلات والشاحنات.
ودفع هذا التصاعد من وتيرة عمليات استهداف الشاحنات وناقلات النفط التي حدثت جميعها على مقربة من النقاط الأمنية والعسكرية المنتشرة على الخطوط العامة في قعطبة وكرش والحسيني بلحج، دفع أصحاب الشاحنات وملاك ناقلات النفط إلى التوقف عن العمل خوفاً على شاحناتهم من الاستهداف. وتسبب توقف أصحاب الشاحنات والناقلات عن العمل أزمة المشتقات النفطية وانعدامها بشكل كلي، مما انعكس على حياة المواطنين الذين يدفعون ثمن تلك الصراعات والأزمات التي يتهمون نظام الرئيس علي عبدالله صالح بافتعالها «كعقاب جماعي للمواطنين» بسبب مواقفهم الداعمة والمؤيدة لثورة الشعب السلمية المطالبة بإسقاط النظام ورموزه.