الأحداث تتوالى في اليمن بعد ظهور علي صالح على شاشات التلفزيون ، ولكن العجيب أن هناك صمت رهيب من قبل الغرب والشرق والإعلام العربي والدولي تجاه ثورة الشباب وكانها طبخة سياسية على نار هادئه. أتساءل كثيرا عن ماكانت ستئول اليه الأحداث وعن كيفية ردود الأفعال الغربية أن كانت اليمن في موقع أخر مثل سوريا أو العراق. وأتساءل أكثر عن ردة فعل دولة الجوار أن كانت تركيا جارة اليمن؟ فبالتأكيد أن الولاياتالمتحدة والإتحاد الأوربي و مجلس الأمن سيتخذون إجراءات أكثر حزماً وجديه لحل الأزمة اليمنية وتركيا لن تقبل أن تكون جزء من المسرحيات الهزلية والمساومات السياسية من قبل نظام صالح واحزاب اللقاء المشترك اللذين تباطئوا وتواطئوا لتحقيق مصالحهم على مصلحة ثورة الشباب.
غيوم الأزمة السياسية في اليمن تتراكم ويبدو أن الحزب الحاكم وبقية أفراد الأسرة الحاكمة بدعم دولي واضح للعيان مازالوا يمسكون بخيوط اللعبة السياسية الى حد ما، ومراهنتهم على اطالة الفترة وادارتهم لخلق الأزمات الإقتصادية في اليمن ناجحة، ولكن بالرغم من تأخره كان إعلان المجلس الوطني الإنتقالي من قبل مجلس شباب الثورة في بداية الأسبوع بمثابة هزة بركانية سياسية أقلقت بقية النظام وماكانت تصريحاتهم المعهودة بعدم شرعية المجلس وخروجه عن الدستورية الشرعية والإنقلاب على دولة النظام والقانون الا محاولة لبقية النظام الدفاع عن جرائمهم المرتكبة ضد المدنيين العزل في ارحب والحديدة وتعز ومختلف المدن اليمنية التي ترفض الوصايا الداخلية لأقرباء الرئيس والوصايا الخارجية أياً كانت.
توالت الردود الإيجابية والسلبية على صفحات الفيس بوك والتويتر أكثر من الصحف حول أهمية وجدية الإعلان عن المجلس الإنتقالي ومدى قدرة أعضاء المجلس المرشحين من قبل مجلس الثورة على القيام بواجبهم نحو الوطن. بالتأكيد المرحلة لاتحتمل النقد السلبي للخطوة الجريئة التي قد تضيع كما ضاعت الفرص السابقة ولاتحتمل التقاعس والخذلان كتقاعس نائب الرئيس عن إنقاذ اليمن مما هي فيه. فيجب على كل الشرفاء من أبناء هذا الوطن أن يحسموا الأمر ويقفوا صفاً واحداً وراء هذا التشكيل وأنا على ثقة بأن أعضاء المجلس المرشحون لن يخذلوا ولن يتقاعسوا عن اداء واجبهم الوطني لإنقاذ هذا الوطن من براغيث الظلم والأستعباد المتمثلة ببقية نظام صالح. وليثبت الشباب بأنهم قادرون على تغيير مجرى الأحداث وأن الثورة لن ترضخ للضغوط الداخلية والخارجية فلا مصلحة للشباب كمصلحة اصحاب اللقاء المشترك مع الخارج . وهذه هي ثورة الشباب الذين وقفوا بصدور عارية لمواجهة الظلم وليست ثورة الأحزاب ذات المصالح الضيقة التي تساوم على دماء الشهداء. وليشعل الشباب النار الهادئه حتى تفسد الطبخة السياسية على الأوصياء من الداخل والخارج.