ما تزال المعارك متواصلة بين الجيش اليمني ورجال القبائل من جهة ومسلحين متشددين يعتقد ارتباطهم بتنظيم القاعدة في محافظة أبينجنوب اليمن بعدما سيطر المسلحون على مدينة زنجبار عاصمة المحافظة. وقال العميد الركن محمد الصوملي قائد اللواء 25 ميكا المرابط في أبين إن القوات الحكومية تخوض معارك عنيفة مع «القاعدة» في زنجبار. وشكك محللون أمنيون في تقارير رسمية يمنية أفادت بأن القوات الحكومية قتلت عشرات من مقاتلي القاعدة وعددا من قادتها الكبار، مشيرين إلى أن كثيرا ممن يقاتلون في أبين هم على الأرجح أعضاء في جماعات متطرفة أخرى. وقال الخبير اليمني في شؤون الجماعات المتطرفة سعيد عُبيد الجمحي إن «القاعدة مُنيت بخسائر ثقيلة في الأيام الماضية في جنوب اليمن». وأضاف في تصريحات لراديو سوا الأمريكي «القاعدة تعيش تقهقرا وهذا لم يأت بفضل القوات الحكومية وإنما جاء نتيجة تضجر هذه القبائل ووعيها ووطنيتها، لأن هذه الجماعات الإرهابية سوف تضر القبائل وتسبب أيضا وسببت الكثير من المآسي وإخراج عشرات الآلاف. نحن على شهر رمضان وله دلالة نفسية وروحية عند المسلمين عظيمة، هؤلاء يخرجون من ديارهم ومنازلهم كلاجئين إلى مناطق أخرى». وحذر الجمحي من لجوء القاعدة إلى وسائل بديلة بعد تضييق الخناق عليها قائلاً: «القاعدة ارتكبت حماقات وهذا شأنها دائما وربما تجني نتائج هذه الحماقات قريبا ومزيدا من السقوط، إلا أننا أيضا لا نستبشر كثيرا ولا نتفاءل، فالإرهابيون أيضا لديهم البدائل ولديهم إمكانية تغيير بنودهم. إنما عموما تقهقروا في أبين وظهرت في إرهابهم عمليات انتحارية هي الخامسة على مدى شهر ونصف في مدينة عدن». وفر نحو 90 ألفاً من العنف في أبين وتوجه معظمهم إلى مدينة عدن الساحلية فيما يتهم معارضون للرئيس علي عبدالله صالح بأنه يسمح لقواته بالتراخي أمام المتطرفين لإقناع الحكومات الأجنبية بأنه الوحيد الذي يحول دون امتداد رقعة سيطرتهم. يأتي ذلك في الوقت الذي تواجه فيه البلاد أزمة مستمرة في نقص الإمدادات النفطية والكهربائية، إضافة إلى تواصل القتال جنوب اليمن بين القوات الحكومية مدعومة بمقاتلين من القبائل وجماعات يُشتبه بصلتها بالقاعدة. وقد حذر الجمحي من نجاح القاعدة في استغلال الظروف الحالية واسترضاء القبائل مرة أخرى قائلاً: «القاعدة الآن في هذه الفترة ربما تنشغل إعلاميا لمحاولة مراضاة هذه القبائل، هناك اتجاه لترضية هذه القبائل ولمحاورتها. والقاعدة تحاول أن تستبق الجميع لتستميل القبائل، وتقول نحن لسنا أعداء لكم. نحن قد نقع في الأخطاء لكننا ندافع عنكم». وأشار إلى أن نجاح القاعدة في مد الجسور مجددا مع القبائل أمر غير مستبعد في ظل ضعف فعالية الدولة في هذا الجانب، وتابع قائلا: «الدولة ليست لديها من يحاور القبائل. وأيضا بينها وبين أكثر القبائل عداء كونها تعيش الآن تضجرا قبليا وشعبيا عارما». واستطرد «فالقبائل سواء الشمالية أو الجنوبية تشارك الآن في الثورة الشبابية والاعتصامات والاحتجاجات. هناك ضغط على الدولة. والدولة، بما فيها من سلطة وقوات مسلحة هي المعنية بملاحقة هذه العناصر الإرهابية، لكنها مشغولة شمالا وشرقا وجنوبا». وقال الجمحي إن المعادلة انقلبت لصالح الحكومة بعد رفض القبائل للجماعات المسلحة: «محافظة أبين انقلبت فيها المعادلة مفاجأة، كانت الكثرة ترجح إلى جانب الإرهابيين لكن تدخل العنصر القبلي جعل الإرهابيين يندحرون إلى الخلف وهناك بشائر ودلائل على انتصارات حقيقية». وحقق مسلحو القبائل تقدماً على الأرض، حيث تمكنوا من طرد المسلحين من عدة مديريات بأبين.