من المعروف أن البرلمان في أي دولة هو صاحب الكلمة الأولى وهو لسان حال الشعب. أما في اليمن فالحال يختلف تماماً. فبينما تعيش البلاد حرباً طاحنة في صعدة، وتشهد تآكل وانهيار للبنى التحتية من ماء وكهرباء وعيش كريم وغيرها.. ونرى في المقابل سلطة تعبث بحاضر الأجيال ومستقبلها، ولسان حال الشعب من صعدة إلى المهرة، ومن صنعاء إلى عدن: من يوقف هذا العبث؟ أين البرلمان؟ أين نواب الشعب ليقولوا كلمتهم في وجه هذا العبث كله. لماذا الحرب الطاحنة في صعدة؟ نريد جواباً من البرلمان.. هذه الحرب تقودنا إلى مأزق خطير، أصبح العالم كله يهتم بها ويجتمع بسببها، الأممالمتحدة، مجلس التعاون الخليجي، إلا البرلمان اليمني ممثل الشعب، لماذا لا يقول كلمته؟ ألم يفوّض البرلمان قبل سنوات الحكومة بالحسم العسكري؟ هل تم مساءلة الحكومة: لماذا لم تحسم؟ وما معنى الحسم لديها؟ وهل أنتم يا نواب قبل ذلك تعرفون لماذا قامت الحرب؟.
ثم تأتي مشكلة الماء والكهرباء التي ما زالت مطلباً أساسياً بعد أكثر من 40 سنة من الثورة، اليوم النبى التحتية معطلة، تنهار تتراجع، يقتل الناس لأنهم يطالبون بشربة ماء.
اليوم نسبة الفقراء في تزايد، وبالمقابل الفساد والمفسدون في تزايد مستمر.. أيها النواب المحترمون: مشكلة المياه، الكهرباء، حرب صعدة، الانفلات الأمني، الكذب الرسمي، كل هذه قضايا تسقطا بسببها حكومات، وليس وزراء فقط. ماذا فعلتم أنتم يا نوابنا أم تحولّتم إلى نوابهم، وأصبح البرلمان فقط منظمة للدعم والمساعدة للحكومة والسلطة التنفيذية!.
قليلاً من الحياء السياسي والاجتماعي، تذكروا اليمين الدستورية فربما تكفي لأن تصحوا. نداء أوجهه إلى جميع الكتل البرلمان في الحاكم والمعارضة والمستقلين. الوطن يحترق، فهل لكم من موقف؟ على الأقل ارفعوا الصوت عالياً... وإذا لم يُسمع لكم أحد.. احتجوا خاطبوا الشعب والشعب معكم. أم أن البرلمان هو الآخر ينتظر توجيهات الأخ .... لا بد أن يعلم الجميع أن التاريخ لا يرحم.