عبر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن عن قلقه البالغ إزاء التدهور الخطير الذي تمر به البلاد وقال إنه سيغادر صنعاء يوم غد السبت لتقديم تقرير إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن بشأن نتائج زيارته الأخيرة ولقاءاته بالأطراف اليمنية. وقال جمال بن عمر في مؤتمر صحفي مساء اليوم الجمعة إن حضوره إلى اليمن كان بالنيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وان تقريره إلى مجلس الأمن هو تقرير الأمين العام، مضيفاً أن سيغادر صنعاء غداً السبت إلى نيويورك لتقديم التقرير على أن يعود لاحقاً إلى صنعاء. وقال المبعوث الأممي إنه مقتنع بأن الحل السياسي للأزمة اليمنية لا يزال ممكناً، مشدداً على ضرورة مواصلة جميع الأطراف العمل للتوصل إلى اتفاق حول كيفية الدخول في المرحلة الانتقالية.
وخلال زيارته الأخيرة لليمن المستمرة منذ أكثر من أسبوع، التقى بن عمر بمختلف الأطراف السياسية اليمنية في مسعى للخروج من الأزمة الحالية التي تعيشها البلاد. وبشأن الاختلافات بين الأطراف السياسية، قال بن عمر إنه لمس خلال لقاءاته بالأطراف رغبة لإيجاد حل، وإجماعاً على دخول اليمن في مرحلة الانتقالية، مضيفاً أن الاختلافات موجودة على «تفاصيل الدخول في المرحلة ومدتها والانتخابات». كما تحاشى الحديث عن الأطراف التي تعرقل الوصول إلى حل. وقال «لقد حان الوقت من أجل أن يتحمل القادة السياسيون كامل مسؤولياتهم من أجل التوصل لحل سريع يبنى على المبادرة الخليجية ويستجيب لآمال الشعب اليمني بمن فيهم الشباب بأسرع وقت ممكن وتجنيب البلاد كارثة حقيقية». وأضاف بن عمر أن «الوقت حان لاتخاذ القرارات لأن البلاد لا يمكنها الانتظار مع استمرار المناورات السياسية».
وتابع: «إن القادة السياسيين يواجهون خيارين: التوصل إلى اتفاق مقبول للجميع وتنفيذه والدخول في المرحلة الانتقالية فوراً. أو انهيار الدولة وصوملة اليمن». وقال جمال بن عمر إن الدخول إلى المرحلة الانتقالية سيمكن جميع الأطراف من الجلوس على طاولة مستديرة لمناقشة القضايا العالقة. وألمح إلى وجود اتصالات بين الأطراف السياسية قائلاً: «هناك إرادة وتواصل.. وإذا استمرت هذه الجهود فسيتم التوصل إلى صيغة ترضي الجميع». وكشف بن عمر عن مبادرات محلية وإقليمية لحل الأزمة في اليمن، لكنه رفض الخوض في تفاصيل هذه المبادرات. وجدد تحذيره من الشلل الذي تعاني منه مؤسسات الدولة وتدهور الوضع الإنساني الناجم عن قلة إمدادات الوقود والانقطاع الطويل في التيار الكهربائي وتعمق الأزمة الاقتصادية وما ينجم عن ذلك من معاناة «غير مقبولة وغير محتملة للشعب». ورفض بن عمر التعليق على تصريحات صحفية أدلى بها وزير خارجية تصريف الأعمال أبو بكر القربي عن رفض تنحي الرئيس علي عبدالله صالح إلا بموجب انتخابات، أو تصريحات المتحدث باسم المشترك حول موافقة المعارضة على المشاركة في حوار وطني موسع برعاية الأممالمتحدة، وقال بن عمر إن دور الأممالمتحدة «مساعد وميسر» مؤكداً على إن «الحل لا يمكن أن يأتي إلا بجهد يمني.. ليس لنا في الأممالمتحدة حلول جاهزة».
وشدد في حديثه على ضرورة إشراك الشباب في أي عملية سياسية أو اتفاق للحل، مضيفاً أنه التقى أكثر من مرة بمجموعات بممثلين عن الشباب، وان الأممالمتحدة تساند طموحات الشباب بالكرامة والحرية وإقامة دولة القانون والفرص المتساوية.
وخلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم في فندق فخم بالعاصمة صنعاء، انقطع التيار الكهربائي فجأة، فقال أحد الصحفيين وسط جو مظلم «مسرع.. عادوا ما قد سافر»، في إشارة إلى الحديث السائد بأن توفر الكهرباء مرتبط بوجود مسؤول أممي في اليمن. لكن الكهرباء عادت سريعاً.