شهدت منطقة أكاديمية الشرطة في القاهرة الجديدة اشتباكات بين العشرات من مؤيدي ومناهضي الرئيس المصري السابق، حسني مبارك، في وقت مبكر من صباح الأربعاء، قبيل بدء أولى جلسات محاكمته أمام محكمة شمال القاهرة، والني خصصت لها قاعة في كليةا الشرطة لضمان حمايتها. وتمكنت قوات الأمن التي انتشرت بكثافة في محيط أكاديمية الشرطة، بهدف تأمين محاكمة الرئيس السابق ونجليه علاء وجمال، ووزير الداخلية الأسبق، حبيب العادلي، و6 من كبار مساعديه، من السيطرة على الوضع، وفض الاشتباكات بين الجانبين، دون أن تتوافر أي بيانات عن سقوط ضحايا. ويحيط عدد كبير من أفراد الجيش والشرطة بمقر الأكاديمية، حيث أفادت تقارير إعلامية رسمية بأن ما يقرب من ثلاثة آلاف جندي، من أفراد وضباط القوات المسلحة والشرطة، يقومون بحراسة مقر المحاكمة، بمشاركة ما يزيد على 20 مدرعة، كما تم فرض طوق أمني على كافة منافذ الأكاديمية. وفي وقت سابق من مساء الثلاثاء، وعشية بدء المحاكمة بالقاهرة، وقعت اشتباكات عنيفة، استخدمت فيها أسلحة نارية، أمام مستشفى شرم الشيخ الدولي، حيث كان يرقد مبارك. وذكرت شبكة تلفزيون "النيل" الرسمية، أن ثلاثة أشخاص أصيبوا بجراح خطيرة، خلال مشاجرة وقعت بين عدد من البدو، وعمال وافدين من صعيد مصر. وتجري محاكمة الرئيس السابق، وباقي المتهمين من مسؤولي نظامه، بتهم قتل المتظاهرين والشروع في قتل متظاهرين، في الحراك الشعبي الذي أطاح به في فبراير/ شباط الماضي، إلى جانب تهم التربح والإضرار العمد بالمال العام، وتصدير الغاز لإسرائيل. وتنسب النيابة العامة إلى الرئيس السابق أنه اتفق مع وزير الداخلية الأسبق وبعض مساعديه، على قتل متظاهرين في ميدان التحرير في 25 يناير/ كانون الأول الماضي، وأمر رجال الشرطة بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين. وذكرت في مذكرة الاتهام أن المتهمين قاموا "بتحريض بعض ضباط وأفراد الشرطة، على إطلاق الأعيرة النارية من أسلحتهم على المجني عليهم، ودهسهم بالمركبات لقتل بعضهم، ترويعاً للباقين، وحملهم على التفرق، وإثنائهم عن مطالبهم وحماية قبضته واستمراره في الحكم، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى من بين المتظاهرين." كذلك أشارت الاتهامات إلى أن مبارك ونجليه استغلوا مناصبهم في امتلاك 4 فلل في شرم الشيخ بأسماء مزيفة، تصل قيمتها إلى 40 مليون جنيه بأثمان صورية، مقابل استغلال نفوذه الحقيقي لدى السلطات المختصة. وبالمقابل، سمحوا لرجل الإعمال الهارب، حسين سالم، بالحصول على نحو 4 ملايين متر مربع من أراضي جنوب شرم الشيخ، المملوكة أصلاً للدولة، وفي المناطق الأكثر تميزاً. بالإضافة إلى ذلك، فقد جاء بمذكرة النيابة أن مبارك اتفق ووزير البترول السابق، سامح فهمي، على السماح لسالم بتوقيع اتفاقية بيع غاز لإسرائيل، مع الحصول على نسبة تصل إلى ملياري دولار، مما أدى إلى خسارة مصر ما مجموعه 714 مليون دولار.