قال مكتب عبدالملك الحوثي أن الطائرات شنت غارتها مساء الخميس على منطقة المقاش بمديرية باقم وأن القصف الذي ألحق دمارا هائلا بالمنازل لم يسفر عن أي إصابات بشرية. وبحسب الحوثي فإن مديرية سفيان تشهد هدوءا نسبيا يشوبه إطلاق متقطع للصواريخ والمدفعية. وأضاف أن منطقة المنزالة بمديرية الملاحيط هي الاخرى لم تشهد أي مواجهات مسلحة، متهما "السلطة" بترويج ما أسماها "لأكاذيب والانتصارات الوهمية في الإعلام. وتابع ساخرا: "فهي منذ بداية الحرب تراوح مكانها، سوى تقديم أسماء وتأخير أخرى، لجبهات تقول أنها تسيطر عليها، وقد استنفدت تقريباً معظم الأسماء لنصل إلى مرحلة أن تبدأ السلطة من جديد لسرد تلك الأسماء والمناطق وهكذا"، طبقا للبيان. يأتي هذا في الوقت الذي أعلن فيه الجيش اليمني تمكنه من قطع خطوط إمداد المتمردين الحوثيين بالأسلحة والذخائر والمؤن عبر طريق الجوف. وقال مصدر عسكري إن وحدة متخصصة قامت بتفكيك عدد من الألغام والمتفجرات التي زرعها "الإرهابيون" في الطريق المؤدي إلى شبارق. ونسبت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) للمصدر قوله أنه: "تم ضرب تجمعات للإرهابيين في خميس مران والجميمة وجبل غافرة وحفينة, وسقط عدد من العناصر الإرهابية بين قتيل وجريح, إلى جانب تدمير العديد من السيارات التي كانت تحمل أسلحة وذخائر ومؤن مختلفة للعناصر الإرهابية, منها خمس سيارات تم تدميرها وهي في طريقها من منطقة سودان إلى جبل عنم, وتدمير تجمع لسيارات أخرى لتلك العناصر في مفرق ذويب والجرائب, إضافة إلى تدمير أسلحة لتلك العناصر في منطقة الجرائب". وأوضح المصدر إن الوحدات العسكرية والأمنية واصلت تقدمها باتجاه الشقراء بعد ضرب مواقع وأوكار للمتمردين في تلك المنطقة وفي بيت الحتمة التي كان يتواجد فيها مجاميع من العناصر الإرهابية والذين أجبروا على الفرار. وذكر ان وحدات عسكرية وأمنية دمرت مواقع وأوكار المتمردين في قرية سليمان والمجزعة وشهران ومواقع أخرى في منطقة الملاحيظ. مشيرا إلى أن القوات المسلحة أسكتت مصادر لنيران عناصر الإرهاب ودمرت مواقع كانوا يستخدمونها لقنص مواقع الجيش جنوب التبة الحمراء ومواقع أخرى في ضبعان. على الصعيد السياسي وجه القائد الروحي والميداني لجماعة الحوثي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أكد فيها رغبته الوقف الفوري للحرب وبدون شروط و اعتماد أسلوب الحوار والتفاوض لحل قضية صعدة، معلنا ترحيبه بلجان مستقلة تراقب تطبيق وقف إطلاق النار ومتابعة أعمال الإغاثة . وخاطب عبدالملك الحوثي، في خطوة تعتبر الأولى من نوعها، الامين العام للامم المتحدة، إن الحكومة اليمنية "لا تكترث لحياة المدنيين وسلامتهم أكثر من رغبتها في إنهاء قضية صعدة بالحرب والحديد والنار"، وقال إنه "إذا لم يكن هناك ضغوط تجبر السلطة على القبول بوقف إطلاق النار، ووجود جهة مستقلة لمراقبة تطبيقه وحماية المدنيين وتوفير الممرات الآمنة للنازحين وإيصال المساعدات والإغاثة إلى المتضررين، فإن السلطة ستستمر في انتهاكاتها للقانون الإنساني الدولي وخرق إعلانات وقف إطلاق النار". وأشار إلى أن الحرب بالنسبة للسلطة ليس لها أهداف ولا نتائج ألا قتل المدنيين وتشريدهم، على حد قوله. وفي تلميح لا يخلو من مغزى، لفت الحوثي إلى مأساة المدنيين ناجمة عن ممارسة التمييز ضدهم بحرمانهم من حقوقهم التي كفلها الدستور والقانون إضافة إلى غياب المتطلبات والخدمات الأساسية التي حرمتهم منها السلطة على مر عقود. وقال إن تحذيره المستمر من نشوب حرب سادسة "كان ومازال نابعاً من رغبتنا الصادقة في وقف إطلاق النار حرصاً منا على حقن دماء اليمنيين وتجنيبهم ويلات الحرب, وهذا ما تعتبره السلطة نقطة ضعف طالما حاولت استغلالها كوسيلة للضغط علينا. حيث تعمد إلى استخدام أسلوب العقاب الجماعي ضد المدنيين عبر استهدافهم بالقصف المباشر و فرض الحصار". وختم رسالته بالقول: " كما ونعرض استعدادنا تقديم كافة التسهيلات لوصول المنظمات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية وهيئات الإغاثة الدولية والمحلية غير الحكومية والصحفيين إلى المناطق المنكوبة ونلتزم بتوفير الحماية المطلوبة للعاملين في تلك المنظمات في المناطق الخاضعة لنفوذنا.