عاد الهدوء الحذر اليوم الثلاثاء إلى مديرية أرحب شمال العاصمة اليمنية صنعاء بعد يوم من مواجهات عنيفة إثر محاولة قوات من الحرس الجمهوري التوغل إلى بعض قرى المديرية. وشن اللواء 62 حرس جمهوري الواقع في منطقة فريجة هجوماً على قرى عزلة شعب بأرحب، حيث اندلعت مواجهات مع مسلحين قبليين تصدوا للحملة العسكرية بينما قصفت قوات الحرس بشكل عشوائي قرى أرحب بالمدفعية والصواريخ في أعنف قصف منذ أسابيع.
وقال مصدر قبلي ل«المصدر أونلاين» إن حصيلة ضحايا المواجهات سقوط 12 قتيلاً في صفوف القبائل قتلوا بينهم مدنيين سقطوا جراء القصف بينما كانوا في منازلهم، كما جرح 19 آخرون.
وأضاف أن المواجهات توقفت في الصباح الباكر اليوم الثلاثاء، حيث صد القبائل محاولة حملة عسكرية مكونة من دبابات ومصفحات اقتحام قرى شعب.
وقال إن قوات الحرس استحدثت موقعين عسكريين على تخوم قرى شعب، ولم تستطع التوغل.
واتهمت مصادر قبلية قوات الحرس باختطاف عدد من جرحى القبائل، مضيفين أن مصيرهم لا يزال مجهولاً.
وبحسب المصادر القبلية فقد سقط قتلى وجرحى من جانب الحرس، غير أنه لم يتسنى الحصول على معلومات تفصيلية بسبب تكتم السلطات على خسائرها.
وكانت مصادر محلية قالت يوم أمس ل«المصدر أونلاين» إن قوات عسكرية هاجمت القرى من الناحية الجنوبية قادمة من مواقع الحرس الجمهوري في مديرية بني الحارث بصنعاء، كما قصفت معسكرات الحرس بشكل عشوائي عدداً من قرى المديرية.
وقالت المصادر إن المواجهات دارت بالقرب من طريق مهم يسيطر عليه القبائل، ويوصل إلى معسكر الصمع الاستراتيجي الذي تتواجد فيه ألوية عسكرية موالية للرئيس علي عبدالله صالح، حيث يمنع القبائل منذ أسابيع وصول تعزيزات عسكرية إلى الصمع. ومعسكر فريجة يقع على تلة مقابلة لجبل الصمع، والأخير يحوي مجمع معسكرات تتكون من عدة ألوية عسكرية هاجمها مسلحو القبائل قبل أسابيع في محاولة لإنهاء القصف شبه اليومي الذي تتعرض له القرى منذ نحو ثلاثة أشهر، والذي أسفر عن سقوط أكثر من 150 بين قتيل وجريح بينهم نساء وأطفال.
وأدى القصف إلى نزوح مئات الأسر، بينما لجأت إلى الجروف والكهوف في الجبال القريبة في ظروف صعبة، كما أدى إلى تدمير عشرات المنازل والآبار الارتوازية وإتلاف مزارع العنب والقات.