أقصد يا من كنت رئيسا.. يا سيادة الرئيس السابق وأقول السابق لأنك اليوم لم تعد رئيسا شرعيا ليس منذ انتهاء فترتك الغيابية عن السلطة ولكن منذ أن خنت الأمانة قال جلا وعلا في كتابه الكريم{ إِنَّا عَرَضْنَا ٱلأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَٱلْجِبَالِ فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا ٱلإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً } الأحزاب 72 الأمانة هي ما يؤتمن عليه، وذلك أن الإِنسان مدني بالطبع مخالط لبني جنسه فهو لا يخلو عن ائتمان أو أمانة فكان الإنسان متحملاً لصفة الأمانة بفطرتِه والناس متفاوتون في الوفاء لما ائتمنوا عليه كما في الحديث: "إذا ضُيّعت الأمانة فانتظر الساعة " فمعنى { كان ظلوماً جهولاً } أنه قصّر في الوفاء بحق ما تحمله تقصيراً: بعضُه عن عمْد وهو المعبر عنه بوصف ظلوم، وبعضه عن تفريط في الأخذ بأسباب الوفاء وهو المعبر عنه بكونه جهولاً، فظلوم مبالغة في الظلم وكذلك جهول مبالغة في الجهل. (تفسير ابن عاشور ).
منذ ان بعت الوطن والمواطن ومنذ أن جعلت الفساد والظلم والقهر هو صاحب القرار ومنذ أن تركت من تصفهم بالأعداء والمخربين وقطاع الطرق وغيرهم أن تقوى شوكتهم بموافقتك ومساندتك لهم ليس حبا فيهم ولكن لكي يصبحوا فرق وأعداء تضعفهم و تضربهم ببعض وحتى تظل أنت الأقوى وقد نجحت سابقا. أصبحت رئيس سابق ليس من الآن ولكن منذ قيام الوحدة التي لم تطبق وأصبحت وحدة على الورق وكسرت فيها الشعب بشطريه أصبحت سابقا منذ أن تركت أذيال نظامك يعيثون في الأرض الفساد في كل قرية ومدينة , منذ أن جعلت شباب وأطفال ونساء الوطن تهدر كرامتهم وتسلب حريتهم. وعندما بدأت ثورة الشباب وشاهدت التفاف الشعب معهم بكل أطيافه وتكتلاته, فاجأك إصرار الشعب على ثورته وصموده في ساحات الوطن ليل نهار وتقديمه الشهداء وخير شبابه فداء للثورة والوطن. لم تستطيع أن تعي الدرس وتفهم أن الشعب قتل الخوف من داخله وكسر القيد, إن الشعب لن يتراجع عن تحقيق أهدافه مهما كانت التضحيات ومهما كانت المؤامرات التي تحاك حوله, ولكنك مازلت تكيل الاتهامات في كل خطاباتك وتحاول بث الخوف من الآخرين و توجيه رسائل التهديد والوعيد للشعب . ألم تعلم بعد إن هذه السياسة قد عفا عليها الزمن وأنها أصبحت سيناريو متكرر وفاشل. ألم تعلم وتعي أن حكم التوريث مرفوض شرعا وقانونا؟ الم تعلم أن الشعب يعي ويرفض ما يحاك حوله من مؤامرات لجعله مستكين؟ الم يصل إلى مسامعك كلمة الشعب ومطالبه بإسقاط النظام, ألا تدري إنهم اليوم يطالبون بمحاكمة النظام لما اقترفه من جرائم القتل والحرق والتشريد وانتهاك حقوق الإنسان على يد أسرتك وأذيال نظامك. لي كلمة أخيرة أقولها لك إن كنت كما تقول لست متمسك بالحكم اثبت قولك عمليا، اترك الحكم واعزل أولادك من مناصبهم واترك الشعب يختار من يحكمه , اترك للشعب أن يحاكم كل من أساء إليه , وكلٌ حسب جرمه، هل تستطيع ذلك؟