ذكرت التقارير الواردة من ليبيا أن المعارضة المسلحة سيطرت الخميس على مصفاة نفطية خارج مدينة الزاوية الواقعة على بعد 40 كلم فقط غرب طرابلس بعد قتال مع القوات الموالية للعقيد معمر القذافي. وقال مراسل لوكالة رويترز يوجد في المكان إن قوات المعارضة طردت القوات الموالية للقذافي من المنطقة، مضيفا أن هناك مجموعات صغيرة من المعارضين داخل المجمع ولا علامة على وجود قوات موالية للقذافي. وإذا تأكد الخبر، فستكون المعارضة قد عززت مكاسبها العسكرية بهذا النصر إذ طالما نظرت إلى الزاوية على أنها هدف استراتيجي مهم. ويبدو أن المعارضين المسلحين في الزاوية يحكمون سيطرتهم على المدينة رغم تعرضهم للقصف ونيران القناصة من قبل القوات الموالية للقذافي. وقال قائد ميداني للمسلحين في الزاوية ان قوات المعارضة نجحت مساء الاربعاء في "السيطرة على المصفاة" الاستراتيجية لنظام العقيد معمر القذافي، كما سيطرت على مناطق سكنية حول المصفاة. صواريخ غراد وقال أطباء في مستشفى على بعد بضعة كيلومترات جنوبي الزاوية ان تسعة اشخاص قتلوا وأصيب 45 على الاقل في اشتباكات يوم الاربعاء معظمهم من المعارضة وأضافوا أن قوات القذافي قصفت منزلا قرب المستشفى بصواريخ غراد. ورأى شاهد من رويترز جثتي جنديين من قوات القذافي خارج المستشفى قال مسعفون انهم مرتزقة من تشاد. وقال فرناندو كالادون من المنظمة الدولية للهجرة انه اذا كان خط الانابيب لطرابلس قد تم قطعه بالفعل "فان هذا سيكون له عواقب سيئة على السكان في طرابلس فيما يتعلق بامدادات الوقود اللازمة للمدينة." وقال كالادون انه كانت هناك زيادة حادة في الاسبوع المنصرم في أعداد المواطنين الاجانب الذين يطلبون اجلاءهم. وتشير التقديرات إلى أن اكثر من 300 الف اجنبي لا يزالون في طرابلس بينهم كثيرون من مواطني الفلبين وسريلانكا فضلا عن تشاد ومصر وتونس. وتابع قائلا لرويترز "تلقينا الفي طلب حتى الان وعدد الحالات المحتمل ضخم. نبحث احتمال الاجلاء عن طريق البر والبحر والجو." ميناء نفطي وتعد الزاوية ميناء نفطيا حيويا على الساحل المتوسطي. واعلن المسلحون الاثنين سيطرتهم على "معظم" المدينة، غير ان قوات القذافي استمرت في قصف المنطقة بصواريخ غراد ما استتبع تبادلا مدفعيا كثيفا بين الجانبين. وقال مراسل لوكالة فرانس برس مساء الثلاثاء ان قوات المعارضة سيطرت على الجزء الاكبر من الموقع النفطي الذي يمتد على مساحة ستين هكتارا وحاولت طرد آخر جنود القذافي الذين كانوا ما زالوا موجودين في المصفاة. لكن بعد معارك استمرت اربعة ايام في الزاوية لا يزال المستشفى خاضعا لقوات النظام. واعترف المسلحون بوجود "صعوبات" في استعادته بسبب وجود "مرضى مدنيين" في داخله. وقال المسلحون الليبيون انهم "حددوا مواقع كل القناصة" الموالين للقذافي في الزاوية.
الطريق السريع وتتحكم الزاوية في الطريق السريع الغربي الذي يربط طرابلس بتونس. وكانت قوات القذافي تسيطر على مصفاة النفط هناك وتستهدف قوات المعارضة بالقصف ونيران أسلحة القناصة. ومصفاة الزاوية واحدة من مصادر الوقود القليلة لقوات القذافي والمواطنين في طرابلس. وقال قائد للمعارضة ان خط الانابيب الذي يربطها بطرابلس قطع يوم الثلاثاء. وأعلنت المعارضة سيطرتها على بلدة غريان على بعد 80 كيلومترا جنوبي طرابلس ووضعت دبابة في الميدان الرئيسي ورفعت علمها. وقال مسؤول أمريكي ان الولاياتالمتحدة أرسلت طائرتين بلا طيار للمشاركة في عمليات المراقبة فوق ليبيا فيما تواجه قوات القذافي ضغطا لم يسبق له مثيل.
البريقة وفي البريقة على الجبهة الشرقية قالت قوات المعارضة ان 18 من عناصرها قتلوا وأصيب 33 يومي الثلاثاء والاربعاء في معركتها لاخراج قوات القذافي من المدينة التي يوجد بها ميناء ومصفاة نفطية حيث يدور القتال منذ ايام كثيرة. وقال محمد الزواوي المتحدث باسم المعارضة ان 15 من المعارضة قتلوا يوم الثلاثاء و3 يوم الاربعاء. وعرض التلفزيون الليبي تسجيل فيديو لانصار القذافي في مرفأ البريقة يوم الأربعاء يهتفون باسم الزعيم. واستطاعت المعارضة تغيير اتجاه المعركة في الايام القليلة الماضية بعد جمود دام لاسابيع وبمساعدة مقاتلات حلف شمال الاطلسي (الناتو) وطائرات الهليكوبتر المقاتلة التي تشارك بها بريطانيا وفرنسا في الحملة العسكرية هناك. وقال متحدث باسم المعارضة من مدينة مصراتة التي تسيطر عليها الى الشرق من طرابلس ان المعارضة عثرت على جثث مدنيين مدفونين مشيرا الى أن قوات القذافي قتلتهم. وأضاف "عثرنا على مقبرة جماعية تحتوي على 150 جثة في طوارغة... هذه جثث مدنيين خطفهم الموالون للقذافي من مصراتة." وتابع قائلا إن المعارضة عثرت على تسجيل فيديو "يظهر خاطفين يذبحون أناسا." وقال المتحدث ان قوات المعارضة الان خارج مكان يسمى الهيشة على بعد نحو 100 كيلومتر غربي مصراتة على الطريق الى طرابلس، مضيفا "انهم الان على الطريق الساحلي." نفي ومن جهة أخرى، ينفي المجلس الوطني الانتقالي المعارض اجراء محادثات سرية مع القذافي لانهاء الصراع. لكن الشكوك لاتزال قائمة في أن نوعا من المفاوضات المتعلقة بالمراحل النهائية ربما تجري. ويصر المجلس على تنحي القذافي ومغادرته ليبيا قائلا ان المحادثات التي تتجاهل هذا المطلب الاساسي "غير واردة.