اعلنت فرنسا اعترافها بالمجلس الوطني الليبي الذي شكلته المعارضة الليبية في مدينة بنغازي بعد أن غادرتها قوات الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي. وصدر الاعلان عن مكتب الرئيس الفرنسي نيقولا ساركوزي ان فرنسا تعترف بالمجلس كممثل شرعي ووحيد للشعب الليبي. وجاء الاعتراف بعد لقاء الرئيس الفرنسي مع ممثلين للمعارضة، وبعد يوم من مطالبة نواب البرلمان الاوروبي بان يعترف الاتحاد الاوروبي بحكومة المعارضة. وعلى الارض في ليبيا، قال معارضون وشهود عيان إن قوات القذافي قصفت مجددا بلدة راس لانوف النفطية بشرق ليبيا اليوم الخميس. وقال وزير خارجية البرتغال انه بعث برسالة للقذافي عبر مبعوث من طرابلس مفادها ان "نظام القذافي انتهى". وفي واشنطن، سيشارك سفير ليبيا لدى الولاياتالمتحدة وسفيرها في الاممالمتحدة مع مواطنين ليبيين في امريكا وكندا في مؤتمر الجمعة لمطالبة ادارة الرئيس باراك اوباما بالاعتراف بحكومة المعارضة. ونقلت وكالة رويترز عن شاهد عيان في المنطقة قوله ان قذائف او صواريخ تهبط على بعد بضعة كيلومترات من مصفاة راس لانوف، وبالقرب من مبنى تابع للشركة الليبية الاماراتية لتكرير النفط. وقال عز الدين شيخي، الذي يقاتل بين صفوف المعارضة، لرويترز: "سقطت قنبلة على منزل مدنيين في راس لانوف". واضاف ان القصف يأتي في ما يبدو من اتجاه البحر، ولم يتسن التأكد من هذا. واوقف هجوم مضاد للقوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي تقدم المعارضين على الساحل الشرقي الليبي اذ اضطروا للانسحاب من بلدة بن جواد الاستراتيجية بعد تعرضهم لاطلاق نيران كثيف. ونقلت وكالة رويترز عن مقاتل يدعى عادل يحيى مساء يوم الاربعاء قوله: "جئنا الى بن جواد لكن الزوارق الحربية أطلقت النيران علينا فانسحبنا". وفي ذلك الوقت لم يستطع العقيد المنشق بشير عبد القادر تأكيد ما اذا كانت سفن تابعة للبحرية قد استخدمت وان قال "تعرضنا لقصف من جهة البحر". وقالت المعارضة المسلحة يوم الخميس انها الان متمركزة على مشارف بن جواد وقرب مجمع السدرة النفطي الذي تعرض لضربة مباشرة خلال القتال يوم الاربعاء مما أدى لتصاعد الدخان الاسود وألسنة اللهب. ولم يتمكن المعارضون الذين سيطروا على أجزاء كبيرة من الشرق والذين باتوا اكثر تنظيما من الاستيلاء على الطريق الساحلي غربي سرت مسقط رأس القذافي اذ منعت الدبابات والمقاتلات تقدمهم. وتقدم المعارضون من ثاني اكبر مدينة ليبية والتي اندلعت فيها الانتفاضة ويوجد بها مقر المعارضة الان ليسيطروا على بلدتي البريقة وراس لانوف النفطيتين. ويقول مراسل بي بي سي إن منشأة نفطية قرب ميناء سدرا قد تعرضت لقصف جوي من قبل القوات الموالية للقذافي ما أدى إلى وقوع انفجار ضخم تصاعدت منه ألسنة اللهب والدخان في هذه المنطقة التي تبعد حوالي 400 كلم غرب مدينة بنغازي. ويقول موفدنا إن حالة من الفوضى انتابت المعارضين للقذافي الذين يتمركزون على مداخل المدينة على مقربة من موقع الانفجار، وقد شوهدت سيارات الاسعاف تهرع إلى الموقع. القوات الموالية للعقيد القذافي تشن هجوما عنيفا على مدينتي راس لانوف والزاوية اللتين يسيطر عليهما المسلحون المناوئون، وأنباء عن تقدم الدبابات باتجاه الساحة الرئيسية في الزاوية. * أزمة إنسانية ومع زيادة حدة القتال تزداد المخاوف من كارثة انسانية على الحدود الليبية، وتقول اللجنة الدولية للصليب الاحمر انها "تستعد للاسوأ". واشار جاكوب كالينبيرغر رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر الخميس انه يستعد "للاسوأ" في ليبيا مشيرا الى احتمال وقوع "حرب اهلية". وكانت فاليري آموس منسقة الأممالمتحدة لشؤون الإغاثة قالت ان حوالى مليون من العاملين الاجانب، ممن خرجوا من ليبيا او ما زالوا محتجزين بسبب القتال هناك، يحتاجون الى مساعدات طارئة في الاسابيع المقبلة. واضافت ان هناك حاجة لنحو 160 مليون دولار لادارة المعسكرات والاغذية والرعاية الصحية ومياه الشرب والصرف الصحي.