وكالات : تتقدم القوات الحكومية الليبية بأتجاه ميناء رأس لانوف النفطي، بعد ان سيطرت على مدينة بن جواد الاحد، في محاولة لايقاف تقدم القوات المناوئة للقذافي غربا. ويقول مراسلون ان قوات المعارضة الليبية تواجه مقاومة شديدة بشكل متزايد من القوات الحكومية عند محاولتها التقدم غربا من معقلهم في بنغازي شرق البلاد. وبدا الكثير من سكان مدينة رأس لانوف النفطية يفرون منها في سيارات كدسوا فيها حاجياتهم، مخافة أن تشن قوات الحكومة هجوما على المدينة. وتوجهت عشرات السيارات شرقا إلى البريقة التي يسيطر عليها المسلحون المعارضون للقذافي منذ الاسبوع الماضي. وقال مراسل تابع لشبكة بي بي سي انه شاهد القوات الحكومية تغلق المدخل الى بن جواد التي افادت التقارير بسقوطها بيد القوات الموالية للعقيد القذافي. ويقول موفد لوكالة انباء عالمية الى ليبيا ان الانفجارات بدأت مع شروق شمس الصباح بعد هدوء في اطلاق النار والقذائف ليلا. ويرى ان القوات المناوئة للقذافي تواجه مشكلتين هنا، الاولى تتمثل في أن القوات الموالية للقذافي تقاتل في قلب معقله القبلي، وهي افضل تجهيزا واقوى مما كانت عليه في قتالها بالشرق. والثانية فتتمثل حسب روايات المناوئين للقذافي في أن القوات الموالية له قد سيطرت على منازل في المدينة واجبروا سكانها على البقاء فيها واستخدموهم كدروع بشرية. وتخطط القوات المناوئة للقذافي لجلب بعض الاسلحة الثقيلة خلال الليل تأمل من خلالها اخافة وصد القوات الموالية للقذافي ودفعها الى التقهقر. وافادت وكالة فرانس برس إن رأس لانوف تعرضت لغارة جوية صباح الاثنين فيما تقدمت القوات الموالية للقذافي شرق بلدة بن جواد باتجاه رأس لانوف. ونقلت عن مصدر طبي في المدينة حصيلة جديدة ان اكثر من 12 شخصا قد قتلوا وجرح اكثر من خمسين آخرين في المعارك التي جرت في "بن جواد". وكان مقاتلو المعارضة قد انسحبوا إلى رأس لانوف يوم الأحد من بلدة بن جواد إثر استيلاء قوات القذافي عليها. وقال شهود عيان هذه الكتائب تتحرك على الطريق الساحلي الاستراتيجي متوجهة الى مدينة رأس لانوف النفطية الواقعة على بعد 60 كلم من بلدة "بن جواد". وكان سقوط ميناء رأس لانوف النفطي شكل انتصارا ستراتيجيا للمنتفضين على القذافي الاسبوع الماضي. ويقول المراسلون انه تم اخلاء الفندق الرئيسي في رأس لانوف قبل الفجر وبقيت نقاط تفتيش قليلة في المدينة تابعة للقوات المناوئة للقذافي. وفي الغرب وقعت اشرس المعارك في مدينة مصراته، التي تبعد قرابة 200 كم من العاصمة، حيث قال السكان ان القوات الحكومية توغلت الى وسط المدينة مستخدمة الدبابات، الا ان قوات الانتفاضة نجحت في ايقاف تقدمها وردها للخلف. وقالت منسقة شؤون الاغاثة في الاممالمتحدة فاليري آموس انه بعد القتال العنيف في مصراتة الواقعة على بعد 200 كلم الى الشرق من العاصمة طرابلس " الناس تجرح وتموت وهم بأمس الحاجة الى مساعدة عاجلة فورا". وطالبت بفتح الطريق إلى مصراته لتمكين الطواقم الطبية من علاج الجرحى هناك. وقال طبيب ان 21 قتيلا واكثر من 100 جريح قد جلبوا الى المستشفى الذي استهدف ايضا حسب تعبيره من القوات الحكومية. واضاف ان القتال تواصل حوالي ست ساعات على الاقل. وتعد مصراتة التي يبلغ عدد سكانها 300 الف نسمة احدى اكبر المدن التي تسيطر عليها المناوئون للقذافي خارج معقلهم الاساسي في شرق البلاد. وقد طالب السكان المجتمع الدولي بفرض منطقة حظر الطيران فوق ليبيا لمنع قوات القذافي الجوية من قصفهم.