شنت قوات الأمن الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي اليوم الاثنين هجوما على ثوار متوجهين من المدن الشرقية إلى مدينة سرت ، مسقط رأس القذافي. وقالت حركة "شباب ليبيا" المعارضة إن قوات القذافي داهمت مدينة راس لانوف الغنية بالنفط شرقي البلاد لمهاجمة الثوار ، بعد ما تردد حول اختبائها في منازل قرى مجاورة أمس. وتسعى قوات القذافي لاستعادة السيطرة على المدن التي سيطر عليها الثوار ، الذين يحاولون بدورهم التقدم غربا نحو سرت. غير أن الثوار لم يستطيعوا السيطرة على بلدة بن جواد الصغيرة ، التي تبعد عن سرت مسافة أقل من مئة كيلومتر. وأشارت المعارضة إلى أن ثمانية من الثوار على الأقل لقوا حتفهم في القتال بين المحتجين والقوات الحكومية هناك. من جانبه ، قال صلاح بادي ، المسؤول في القيادة العسكرية للثوار في مصراته ، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الوضع هادئ هناك منذ صباح اليوم الاثنين. وكانت قوات القذافي تسللت إلى المدينة أثناء الليل ومعها 24 مركبة عسكرية وسبع دبابات ، غير أن القوات انسحبت بعداشتباكات عنيفة. وتردد أن الثوار دمروا دبابتين. كان بادي ، الطيار السابق في الجيش الليبي التابع للقذافي ، أكد في وقت سابق أن هناك كتائب تابعة للقذافي ومنها كتيبة الساعدي وكتيبة حمزة تقوم بمحاصرة مدينة مصراته وتقوم هذه الكتائب بعمليات كر وفر بين الحين والأخر. زقال بادي ، الذي انضم للثوار ، في وقت سابق :"في آخر هجوم لهذه الكتائب كانت حصيلة الضحايا 42 قتيلا منهم 81 شهيدا من الثوار أو المحتجين ومن بينهم طفلة عمرها سنتان".
ليبيا تسمح للامم المتحدة بدخول طرابلس.. وغارات جوية على رأس لانوف اقنع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وزير الخارجية الليبي بالسماح لفريق "لتقييم الحاجات الانسانية" بزيارة طرابلس وعين موفدا خاصا له الى ليبيا حسب ما اعلن المتحدث باسمه. وقال المتحدث مارتن نسركي ان وزير الخارجية الاردني السابق عبد الاله الخطيب سيجري "مشاورات عاجلة" مع حكومة القذافي حول المعارك الدائرة مع الثوار والازمة الانسانية التي سببتها. وطالبت الاممالمتحدة بالتمكن من "الوصول على وجه السرعة" الى "ضحايا" القصف الذي تشنه قوات نظام معمر القذافي على مدينة مصراتة على بعد 150 كلم شرق طرابلس. واعرب بان عن قلقه من استخدام نظام القذافي لقوة "غير متكافئة" ضد الثوار. وقال نسركي ان بان "دعا الى انهاء المواجهات" في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الليبي موسى كوسى. ودعا بان حكومة القذافي الى "التحقق من سلامة الرعايا الاجانب والسماح للمنظمات الانسانية بالوصول الى المحتاجين". واضاف المتحدث انه "اقترح ارسال فريق لتقييم الحاجات الانسانية الى طرابلس وهو طلب وافق عليه وزير الخارجية". ويقوم مكتب الاممالمتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية بتنظيم الفريق الذي كان لديه خبراء في مدينة بنغازي (شرق). وفي عمان أفاد مصدر مقرب من الخطيب لفرانس برس الاثنين ان بان عين وزير الخارجية الأردني السابق عبد الاله الخطيب مبعوثا خاصا له الى ليبيا وشمال افريقيا في مهمة انسانية. وقال المصدر أن "الخطيب (57 عاما) اختير مبعوثا خاصا للامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية في ليبيا وشمال افريقيا". وأضاف أن "مهمته ستكون تنسيق المساعدات الانسانية الى ليبيا وسبل التوصل الى حل للازمة في هذا البلد". وأشار المصدر الى ان "الخطيب سيغادر خلال أيام الى نيويورك قبل التوجه الى ليبيا حيث سيجتمع مع كافة أطراف الصراع في ذلك البلد". وشغل الخطيب منصب وزير خارجية الاردن لمرتين الأولى بين عامي 1998 و2002 والثانية بين 2005 و2007، كما كان وزيرا للسياحة والآثار من 1995 وحتى 1996، وهو حاليا عضو في مجلس الاعيان. وتشهد ليبيا ثورة غير مسبوقة انطلقت في 15 فبراير يقابلها النظام بقمع دام وقد بدات تتخذ شكل حرب اهلية مع وقوع هجمات وهجمات مضادة للسيطرة على مدن او استعادة السيطرة على مدن، ومع اعلان التلفزيون الليبي الاحد ان قوات القذافي تزحف الى بنغازي، معقل المعارضة التي تقع على بعد نحو الف كلم شرق طرابلس. استهدفت غارة جوية اليوم ميناء راس لانوف النفطي الاستراتيجي شرق ليبيا رد عليها الثوار بقصف مدفعي مضاد للطيران. وقال مراسل لفرانس برس في مركز مراقبة على الطريق الدائري الشرقي لراس لانوف انه شاهد انفجارا اعقبته سحابة من الدخان على بعد نحو كيلومترين شرق المدينة في الصحراء. وعلى الاثر اطلقت ست قطع مدفعية منصوبة في مركز مراقبة قذائفها باتجاه السماء في حين اخذ الثوار يقفزون ويغنون. وشنت الطائرات الليبية الاحد غارتين على راس لانوف التي يسيطر عليها الثوار منذ الجمعة لكنهما لم يوقعا اصابات. وكان سكان المدينة قد بداوا مغادرتها اليوم خوفا من هجمات للقوات الموالية للعقيد معمر القذافي، حسبما ذكر صحافي من وكالة فرانس برس. وفي اقل من ربع ساعة شاهد صحافيو فرانس برس صباح الاثنين عشرات السيارات عند مدخل المدينة متوجهة شرقا الى البريقة التي يسيطر عليها الثوار منذ الاسبوع الماضي. وقال رب اسرة جلس ابناه على المقعد الخلفي للسيارة "سمعنا انهم يعتقلون ويخطفون الناس وعلينا ان نرحل الآن". وتم اخلاء الفندق الوحيد في المدينة الذي يشغله خصوصا صحافيون بين الساعة الثالثة والسادسة بتوقيت غرينتش بعدما قرع موظفوه ابواب غرف النزلاء وهم يصرخون "طوارىء طوارىء يجب ان ترحلوا". ويحاول بعض السكان التوجه غربا الى ما بعد بن جواد البلدة التي استعادتها القوات الموالية للزعيم الليبي، على الرغم من تحذيرات الثوار. وكانت قوات القذافي استعادت الاحد بن جواد البلدة الصغيرة التي وصل اليها الثوار بعد ظهر السبت على امل مواصلة طريقهم الى سرت التي تبعد حوالى مئة كيلومتر غربا. وقال مصدر طبي في حصيلة جديدة ان سبعة اشخاص قتلوا وجرح اكثر من خمسين آخرن في المعارك. واكد الثوار انهم فوجئوا بالهجوم. وذكر مراسل فرانس برس ان الثوار لم يعودوا منتشرين صباح الاثنين غرب راس لانوف على الطريق المؤدية الى بن جواد. وتحلق طائرة عسكرية بشكل دائري فوق المنطقة قبل عودتها الى الغرب حيث تسيطر القوات الموالية للقذافي على المدن والبلدات. ونجحت المعارضة التي انطلقت من بنغازي في التقدم حتى مدينة راس لانوف النفطية التي تبعد 300 كلم جنوب غرب بنغازي الجمعة. واكد التلفزيون الحكومي الاحد انه استعاد المدينة لكن الثوار والصحافيين في المكان نفوا ذلك. 7 قتلى و50 جريحا في معارك بن جواد قتل سبعة أشخاص وأصيب خمسون آخرون بجروح أمس الأحد في معارك دارت قرب قرية بن جواد التي تبعد خمسين كلم غرب راس لانوف في شرق ليبيا، على ما أفادت اليوم مصادر طبية في مستشفى اجدابيا.