دعا الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله الرئيس علي عبدالله صالح إلى وقف الحرب السادسة في صعدة ضد الحوثيين وفتح باب الحوار السياسي من أجل تلافي نزيف الدم الحاصل هناك. وفي كلمة ألقاها في حفل بمناسبة إحياء يوم القدس الليلة خاطب نصر الله الرئيس صالح بالقول " الله الله بأهلك وشعبك ولا دخل لي في التفاصيل ولكن فلتبادر لوقف نزف الشعب وفتح الباب السياسي ولوقف إطلاق النار". وكشف نصر الله عن اتصال هاتفي تلقاه من الرئيس صالح أثناء المواجهات التي شهدتها لبنان في مايو/أيار 2008 طالباً منه ضمان أمن بعض الأشخاص، وأن الحزب قد قام بتلبية طلبه مضيفا "في يوم من الأيام أصغينا لك وأكرمناك واليوم نناشدك بأن تأمر بوقف القتال". وقال نصر الله إن ما يجري في اليمن "مؤلم ومحزن جداً"، نافيا أن تكون دعوته تلك نابعة من رغبته في التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد، أو أنه أطلقها بناء على طلب من أحد وقال "لست أعرف ماذا يجري هناك ولم يطلب مني أحد إطلاق هذه المناشدة". يأتي هذا بعد أيام من مقابلة تلفزيونية للرئيس صالح اتهم فيها جهات إيرانية، وقيادة التيار الصدري في العراق بأن لهم صلات بالحوثيين. وأمس الخميس أعلن زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي أعلن رغبته في وقف القتال دون شروط بينما تتمسك الحكومة بالنقاط الست التي اشترطتها لوقف عملياتها العسكرية هناك. وكان تكتل اللقاء المشترك قد دعا أكثر من مرة لوقف الحرب، وأطلقت منظمات حقوقية محلية ودولية دعوة لطرفي القتال إلى مراعاة الظروف التي يمر بها سكان صعده ووقف القتال وتمكين منظمات الإغاثة من إيصال مواد الإغاثة لمئات الآلاف من النازحين الذين يمرون بظروف غاية في المأساوية. ومع هذه الدعوات لوقف القتال تبدو السلطة وكأنها مصممة على الاستمرار فيها، وبثت الفضائية اليمنية برنامجاً تلفزيونياً استضافت فيه شخصيات عارضت العودة إلى طاولة الحوار، وحذرت من عدم تمكن الدولة من الحسم العسكري. وفي برنامج "على مرأى ومسمع" الذي أعادته الفضائية اليمنية أكثر من مرة حذر عثمان مجلي عضو مجلس النواب عن إحدى مديريات صعده من التخلي عن فكرة الحسم العسكري واعتبر قبول الحكومة بفكرة وقف القتال والعودة الى طاولة الحوار "خيانة عظمى" وهو ما ذهب إليه أيضاً محمد يحيى عزان مدير إذاعة صعده وأحد مؤسسي جماعة الشباب المؤمن التي غادرها عزان منذ بداية التمرد في 2004م فيما انصرف معظم عناصرها للقتال مع الحوثي. وفي السياق كان القيادي المؤتمري سلطان البركان قال انه لا يعتقد أن قرارًا بوقف القتال ستتخذه القوات المسلحة اليمنية في أيام عيد الفطر، وأضاف في حوار مع موقع إسلام أونلاين: لن نسمح للمتمردين بإعادة تجميع صفوفهم بعد الضربات الموجعة التي تلقوها طيلة الأيام الماضية.. ببساطة القوات المسلحة لن توقف القتال إلا بعد سحق هذا التمرد.