قال الرئيس الدوري لتكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض الدكتور ياسين سعيد نعمان إن المجلس الوطني لقوى الثورة الذي شكلته المعارضة مؤخراً سيقر موجهاته خلال الأيام المقبلة على قاعدة الحوار مع كافة القوى السياسية والشباب. وشدد في حوار بثه تلفزيون سهيل مساء الثلاثاء على التسريع في صوغ المحددات «لأن الأمور تتسارع والوطن ينهار بشكل كبير» بسبب ممارسات النظام. وأعلن يوم الأربعاء الماضي عن تشكيل مجلس وطني مكون من 143 عضواً تنضوي في لوائه جميع القوى المطالبة المناوئة لنظام الرئيس علي عبدالله صالح في مسعى لمزيد من الضغوط للإطاحة بحكمه المستمر منذ 33 عاماً. وشهد المجلس انسحاب أكثر من ثلاثين عضواً خلال الأسبوع الماضي، لكن ياسين سعيد نعمان يعتقد أن الانسحابات كانت إما بسبب التباس المفهوم عند البعض الذين فهموا أن المجلس هو مجلس حكم، أو أن «الفهم المغلوط للمشروع السياسي ومتى يجب أن يتحقق وقال البعض انه لابد أن تتحقق بعض القضايا لكي ينضم، في حين أن المجلس سيناقش في أجندته كل القضايا الوطنية في الساحة». والسبب الثالث في اعتقاده أن بعض الأعضاء «لم يتم التشاور معهم على اعتبار أنهم يدركون أن المجلس عمل نضالي لكننا بحاجة إلى حوار مستمر مع كل القوى والمجلس مجرد أداة لعمل طوعي ومن أراد أن يبقى على الرحب والسعة». ودعا ياسين سعيد الذين ينتقدون طريقة تشكيل المجلس إلى تشكيل تجمع آخر, وأن ينتظموا في إطار عمل جماعي يساعد على عملية التغيير. وقال نعمان إن المشترك متمسك بالخيار السلمي وقبل بالمبادرة الخليجية لنقل السلطة لكن الرئيس علي عبدالله صالح رفضها «واختار طريق العنف».
وأضاف «من أراد أن يحكم عليه أن يدرك أن العنف لن يحقق له ذلك وما يقوم به سيكون مغامرة فقط». وأشار إلى الثورة الليبية التي حولها العقيد معمر القذافي إلى مسار العنف وشن حرباً على شعبه راح ضحيتها الآلاف، لكن في الأخير خرج من السلطة وانتصرت الثورة. وتطرق رئيس المشترك إلى أوجه الشبه بين النظامين اليمني والليبي، وقال «إن النظامين الجمهوريين تحولا إلى أنظمة عائليه ولذلك جرى إعادة بناء الأجهزة الوطنية بما فيها الأمنية تبعا للنظام العائلي وهنا المشكلة التي عقدت الوضع».
ورداً على سؤال بشأن الثورة الشعبية التي تعم اليمن، قال الدكتور نعمان إن الثورة بدأت مبكراً، وحتى قبل اندلاع الثورتين الشعبيتين في تونس ومصر التي أطاحت بنظامين شموليين هناك. وحدد نعمان العام 2007 كبداية حقيقة للثورة في اليمن حينما تشكل الحراك الجنوبي الذي بدأ شبان جنوبيون يتحدثون عن ضرورة إصلاح مسار الوحدة بعدما شعروا أن المشروع السياسي للنظام أخرج الجنوب من دائرة الفعل السياسي. وتابع «الفترة المبكرة للثورة أعطت اليمن أسبقية في اقتحام العمل الثوري».
وتحدث عن المشكلات في مختلف مناطق اليمن قائلاً إن البلاد سترث «تركة كبيرة من المشكلات» سببها نظام صالح ومنها الجنوب وحرب صعدة وتنظيم القاعدة والفقر.