هزت إنفجارات عنيفة مساء أمس الخميس مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحججنوب اليمن، حيث سمع دويها في أرجاء المدينة ما أثارة حالة من الخوف والفزع في نفوس المواطنين، بعد أنباء تسلل عناصر مسلحة متطرفة إلى مناطق قريبة من المدينة. وقال سكان محليون ل«المصدر أونلاين» ان الانفجار الأول قد دوى في السادسة والأربعين دقيقة مساء بالتوقيت المحلي بالقرب من مبنى الأمن السياسي الواقع في الضاحية الغربية للمدينة والقريب من مبنى قيادة المحافظة والمحاذي لموقع إحدى نقاط التفتيش التي تتمركز فيها قوات أمنية مشتركة من الأمن المركزي والنجدة والتي شوهد أفرادها وبحسب المصادر يلوذون بالفرار عند دوي الانفجار. وأضافوا ان الانفجار الناجم عن قنبلة صوتية قد أعقبته بدقائق إنفجارات أخرى دوت من الضواحي الشرقية للمدينة. وكان إنفجار عنيف قد هز بلدة الحوطة في الثالثة من فجر أمس عندما استهدف مجهولون مبنى الأحوال المدينة الواقع وسط المدينة بعدد من القنابل الصوتية التي قضت أصوات إنفجارها مضاجع المواطنين وأثارت الخوف والهلع في نفوسهم. وكانت مصادر محلية قالت ل«المصدر أونلاين» إن مسلحين متشددين تسللوا خلال الأيام الماضية إلى القرى والمناطق القريبة من مدينة الحوطة قادمين من محافظة أبين، مبدين تخوفهم من تكرار سيناريو سقوط مدينة زنجبار. إلى ذلك، أفاد مصدر قبلي بأن المسلحين المتشددين نصبوا مساء الأربعاء نقطة تفتيش على مدخل بلدة الفيوش واعتدوا بالضرب على عدد من الشخصيات عقب عودتهم من اجتماع قبلي، وهددوهم بالتصفية الجسدية في حال استمروا في عقد تلك اللقاءات التي من شأنها تبني مواقف رافضة لتواجدهم في تلك المناطق التي بدءوا في السيطرة عليها. وعلى صعيد متصل، اتهم عدد من المشايخ ووجهاء القرى القريبة من مدينة الحوطة قيادة السلطة المحلية والأجهزة الأمنية والعسكرية بتسهيل تسلل مسلحين متشددين ممن يطلقون على أنفسهم «أنصار الشريعة» ويعتقد ارتباطهم بتنظيم القاعدة. وقال مشائخ وجهاء تلك المناطق في اجتماع عقدوه مساء يوم أمس الأول الأربعاء اتهموا فيه قيادات حكومية وأمنية ب«التواطؤ» مع المتشددين لتنفيذ ما قالوا إنه «مخطط» على غرار المخططات التي تم تنفيذها في محافظة أبين التي تشهد معارك طاحنة وأعمال عنف مسلحة أجبرت آلاف الأسر على النزوح. وحمل الوجهاء تلك القيادات المسئولية الكاملة عن تواجد العناصر المسلحة وانتشارها بتلك الصورة التي وصفوها ب«المخيفة» وما سوف ينتج عن ذالك الانتشار وما سوف تقوم به تلك العناصر من أعمال وممارسات، وقالوا بأنهم لن يسمحوا بتنفيذها على أراضيهم.
وطالبوا قيادات السلطة المحلية والأجهزة الأمنية والعسكرية القيام بواجبها في منع تسلل تلك العناصر وملاحقتها وضبطها في المناطق التي تسللت إليها.
وأكد الاجتماع الذي انعقد بمنطقة صبر على ضرورة مواصلة اللقاءات التشاورية مع كافة المشائخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية للخروج بمواقف موحدة من شأنها الوصول إلى إجماع من قبل الجميع بتشكيل فرق ولجان شعبية تقوم بالتصدي للعناصر المسلحة على غرار ما قامت به قبائل أبين ضد تلك العناصر المسلحة. وعلى نفس الصعيد علم «المصدر أونلاين» من مصادر مطلعة بأن وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال اللواء محمد ناصر أحمد المتواجد حالياً في عدن بتكليف من الفريق عبدربه منصور هادي نائب الرئيس قد وجه يوم الأربعاء قيادة السلطة المحلية والأجهزة الأمنية والعسكرية برفع درجة التأهب الأمني واتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة لمواجهة العناصر المسلحة ومنع تسللها إلى محافظة لحج.
الصورة من مدينة الحوطة بلحج أثناء عصيان شامل في مايو الماضي.