دعت منظمة العفو الدولية السلطات اليمنية إلى الكشف عن مكان الزميل محمد المقالح الذي اختطفه مسلحون مجهولون يرتدون ملابس مدنية في شارع تعز بالعاصمة صنعاء واقتادوه بالقوة إلى مكان مجهول ليلة الجمعة الماضية. وأعربت المنظمة في خبره نشرته وكالة يو بي آي عن اعتقادها بأن المقالح مُحتجز لدى جهاز الأمن القومي اليمني.
وشككت العفو الدولية بأن يكون الإختفاء الظاهر للصحافي المقالح على علاقة بمعارضته الشديدة وانتقاداته للحكومة اليمنية بسبب الأزمة المسلحة الدائرة في محافظة صعدة، واتهام قواتها بقتل مدنيين هناك، مشيرة إلى أن معارضي الحكومة في اليمن يواجهون الاعتقال والاحتجاز وخاصة أثناء الأزمات السياسية على غرار الصدامات المسلحة في صعدة.
ودعت المنظمة السلطات اليمنية إلى "توضيح مكان وجود المقالح، وإخلاء سبيله دونما تأخير إن كانت تحتجزه بسبب انتقاده للحكومة فقط، لأن ذلك سيجعله سجين ضمير، وضمان حمايته من التعذيب وسوء المعاملة، والسماح له بالاتصال المباشر بمحامين بملء اختياره وبعائلته، والحصول على أي علاج طبي يمكن أن يحتاج له".
على صعيد متصل تواصلت الإعتصامات بمقر نقابة الصحفيين اليمنيين صباح اليوم الثلاثاء بحضور عدد من الصحفيين والسياسيين وأقرباء الزميل المقالح.
وطالب المشاركون في الاعتصام السلطات الأمنية بالكشف عن مصير الزميل المقالح، والإفراج عنه فوراً، مؤكدين مواصلتهم الاعتصام حتى الكشف عن مصير المختطف.
ومن المتوقع أن تنظم النقابة اعتصاماً أمام رئاسة الجمهورية يوم الخميس المقبل، بينما يواصل الصحفيون الاعتصام غداً بمقر نقابة الصحفيين.
وكان عشرات الصحفيين بدأو أمس اعتصامهم اليومي في مقر النقابة، واتهموا السلطة باختطافه، مطالبين بالإفراج عنه فوراً. وقال عبد الباري طاهر نقيب الصحفيين الأسبق ان الدولة تكافئ الخاطفين وقطاع الطرق، ولذلك فإننا نطالب بمساواة الصحفيين بهم. وأشار متحدثون في الاعتصام إلى أن القبيلة "أشرف" من هذه الدولة، إذ أنها تختطف وتعلن ذلك على الملأ بعكس السلطات التي مازالت حتى الآن ترفض الإفصاح عن مكان تواجد المقالح.
وحملوا رئاسة الجمهورية المسئولية، وقالوا ان عملية الاختطاف لا يمكن أن تنفذ بدون أمر أو إذن أو رضا منها.
ولم يعرف حتى الآن مصير المقالح، وأكد نجله بلال المقالح ل"المصدر أونلاين" أن الأسرة لم تستطع حتى الآن معرفة مكانه، مضيفاً انهم أبلغوا وزارة الداخلية بالحادث ولم تفيد بأي شيء حتى الآن.
وقال بلال: والدي ليس له عداوة مع أحد، وهو يعاني من إجهاد في القلب ونتمنى أن نطمئن على صحته على الأقل.
وسبق للمقالح أن تعرض للاعتقال في شهر إبريل 2008 على إثر "ضحكه" خلال جلسة لمحاكمة الصحفي عبد الكريم الخيواني، واتهم حينها بإهانة القضاء والسخرية من قاضي المحكم، ولم يفرج عنه إلا بعد أكثر من شهر من الاحتجاز.