قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يوم الثلاثاء ان الوقت حان لان يرفرف العلم الفلسطيني فوق الاممالمتحدة في دعوة لحشد الدول العربية قبل جهود فلسطينية للانضمام الى عضوية الاممالمتحدة في خطوة تعارضها واشنطن. وقال أردوغان متحدثا أمام وزراء الخارجية العرب ان اسرائيل قوضت شرعيتها بسلوكها غير المسؤول. ولم يوجه اتهامات محددة لكنه انتقد اسرائيل في الماضي على مشروعاتها الاستيطانية في الاراضي المحتلة.
كما سبق ان احتج على هجوم اسرائيل على غزة في عام 2008 الذي تسبب في نهاية التحالف الوثيق بين تركيا واسرائيل ثم على هجومها على سفينة تركية متجهة الى غزة الذي أسفر عن مقتل تسعة أشخاص العام الماضي.
ولاقى انتقاد أردوغان الاخير لاسرائيل تأييدا قويا في العالم العربي عزز حملته للترويج للنموذج التركي الذي يجمع بين الاسلام والديمقراطية كمثال يحتذى للحركات التي تطالب بالديمقراطية في المنطقة.
وقال أردوغان "تحاول اسرائيل من ناحية الحفاظ على شرعيتها في منطقتنا لكنها تتخذ من الناحية الاخرى خطوات غير مسؤولة تزعزع شرعيتها."
ومع توتر العلاقات بين تركيا واسرائيل تم تجميد التعاون العسكري وخفض العلاقات الدبلوماسية.
وتشمل جولة أردوغان بالاضافة الى مصر تونس وليبيا وكلها دول شهدت هذا العام سقوط حكام هيمنوا على السلطة طويلا على ايدي انتفاضات شعبية تمثل تحديا للنظام القديم في شتى انحاء المنطقة.
ورددت مجموعة من المتظاهرين "أردوغان .. أردوغان" عندما غادر رئيس الوزراء التركي مقر الجامعة العربية بالقاهرة حيث كان يتحدث. وكان المتظاهرون يطالبون بالتغيير في سوريا التي يحاول جيشها القضاء على انتفاضتها الشعبية.
وفي لمسة تشي بأسلوبه الذي يتسم بالتجاوب مع الجماهير توقف أردوغان وصافح المتظاهرين. وقال اردوغان لوزراء الخارجية العرب المجتمعين بالجامعة ان الاعتراف الدولي بدولة فلسطينية "ليس خيارا وانما هو واجب".
وقال "حان الوقت لرفع العلم الفلسطيني في الاممالمتحدة. فلنرفع العلم الفلسطيني وليكن العلم رمزا للسلام والعدل في الشرق الاوسط. فلنسهم في تحقيق السلام والاستقرار اللذين يستحقهما الشرق الاوسط."
وسيسعى الفلسطينيون للحصول على عضوية كاملة في الاممالمتحدة في وقت لاحق هذا الشهر في اجراء تعارضه الولاياتالمتحدة التي تتمتبع بحق النقض (الفيتو). وأقرت الدول العربية ذلك في اجتماعها بالقاهرة.
وقال أردوغان ان تركيا عرضت مساعدة الدول العربية التي تواجه اضطرابات - مشيرا فيما يبدو الى سوريا - لكن بعضها رفض العرض. وأضاف "غير اننا سنواصل الاصرار على ان تلبي مطالب شعوبها."
وقدم الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي اردوغان قائلا ان كل الشعوب العربية تقدر له ما يقوم به وترى ان هناك دولة صديقة قوية تقف دائما في جانب العدالة.
وخارج الجامعة العربية قال المحتج السوري سامر زاهر (30 عاما) ان "أردوغان تحول الى بطل عربي... لم نجد زعيما بمثل قوته يخاطب (الرئيس السوري بشار الاسد) طالبا منه التنحي."
وطردت تركيا السفير الاسرائيلي الاسبوع الماضي في نزاع بشأن غارة اسرائيلية العام الماضي قتل فيها تسعة أتراك على متن سفينة متجهة الى قطاع غزة الذي تسيطر عليه خركة حماس ويخضع لحصار اسرائيلي.
وينال أردوغان تأييدا متناميا بين المواطنين العاديين في العالم العربي بسبب موقف تركيا القوي من اسرائيل لكن شعبيته قد تثير المشاكل للزعماء الاكثر حذرا الذين قد يرون نفوذهم يتراجع.
وقال عادل سليمان رئيس مركز القاهرة الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية ان تركيا تريد القيام بدور اقليمي خصوصا ومصر مشغولة بالثورة. وأضاف ان تركيا تعتقد انها في أفضل وضع للقيام بهذا الدور القيادي.
واجتمع أردوغان مع المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون مصر منذ الاطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في الانتفاضة الشعبية في فبراير شباط.