أصدرت محكمة جنايات الجيزة بمصر يوم الخميس حكما على وزير التجارة والصناعة المصري السابق رشيد محمد رشيد بالسجن 15 عاما لادانته بمخالفة القانون في تقديم رخصتي حديد لرجل الاعمال أحمد عز الذي كان مقربا من الرئيس السابق حسني مبارك. وغادر رشيد مصر خلال الانتفاضة التي أسقطت مبارك في فبراير شباط. وحكمت المحكمة على عز حضوريا بالسجن لمدة عشر سنوات وعلى رئيس هيئة التنمية الصناعية عمرو عسل بالسجن لفترة مماثلة.
وقال مصدر ان المحكمة غرمت رشيد مليارا و414 مليون جنيه (238 مليون دولار) وعز وعسل متضامنين 660 مليون جنيه (110.9 مليون دولار). وأضاف أن المحكمة أمرت برد رخصتي الحديد الى الحكومة.
وعلى اثر الحكم هوى سهم حديد عز 8.9 في المئة قبل أن توقف البورصة المصرية التداول على السهم "انتظارا لرد الشركة على استفسارات" بحسب ما قالته البورصة في بيان بدون ذكر مزيد من التفاصيل.
واثر الحكم على تعاملات البورصة بوجه عام. وما زال المستثمرون قلقين بشأن حالة الغموض السياسي في بلد يواجه احتجاجات مستمرة في الشوارع اضافة الى عدم وضوح الجدول الزمني لاجراء انتخابات جديدة.
وبعد اسقاط مبارك شن المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد حملة على فساد النظام السابق شملت رئيسين سابقين للوزراء وعددا من الوزراء ورجال أعمال.
وقال المصدر ان المحكمة قضت بعزل رشيد وعسل من وظيفتيهما وهو ما يعني حرمانهما من العوائد المالية عن سنوات عملهما في الوظيفتين.
وكان عز رئيسا لمجموعة شركات عز الصناعية. وشغل منصب عضو الامانة العامة وأمين التنظيم المركزي في الحزب الوطني الديمقراطي الذي كان يحكم مصر والذي حلته محكمة بعد سقوط مبارك. كما شغل منصب رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس الشعب وقاد نواب الحزب في جلسات المناقشة والاقتراع بالمجلس.
وكان أيضا مقربا من جمال ابن الرئيس السابق الذي قال معارضون ومحللون ان والده كان يعده لخلافته في رئاسة البلاد. وصدر على رشيد حكم غيابي اخر بالسجن خمس سنوات في يونيو حزيران في قضية فساد أخرى.
وقال شهود عيان ان عز وعسل استقبلا الحكم بالذهول. وقال شاهد ان عسل قال بعد النطق بالحكم "منك لله. منك لله. منك لله." لكن لم يعرف لمن كان يوجه الكلام. وأضاف الشاهد أن القاعة خلت من أقارب المتهمين بقرار من رئيس المحكمة فيما يبدو.
وشهدت السنوات الماضية هجمات حضور على قضاة بعد النطق بأحكام ادانة على أقارب لهم. ويحاكم مبارك نفسه بتهم تتصل بقتل مئات المتظاهرين خلال الانتفاضة وتهم بالفساد. ويحاكم معه بتهم الفساد ابناه علاء وجمال.
وكانت النيابة العامة قالت في أمر احالة رشيد وعز وعسل للمحاكمة ان الخزانة العامة للدولة خسرت 660 مليون جنيه قيمة رخصتي الحديد لان رشيد قدمهما مجانا لعز.
ويقول مستثمرون ان الحكومة تخصص رخصة واحدة لكل مستثمر في المنطقة الصناعية الحرة بمحافظة السويس شرقي القاهرة لكن عز حصل على الرخصتين.