خرج أنصار الحراك الجنوبي اليوم الخميس في عدد من مدن جنوب اليمن في مسيرات لإحياء ما يطلق عليه «يوم المعتقل» الذي درج الحراك على تنظيمه كل يوم خميس، وكان هذا الأسبوع تحت عنوان الوفاء لزعيم الحركة الاحتجاجية الجنوبية حسن باعوم المعتقل ونجله فواز منذ 20 فبراير الماضي. ويرأس حسن باعوم المجلس الأعلى للحراك الجنوبي وهو حركة معارضة تسعى للانفصال أو لزيادة الحكم الذاتي لجنوب اليمن، التي كانت جمهورية مستقلة قبل اتحادها بشمال اليمن في عام 1990. وشملت مظاهرات الحراك مدناً جنوبية عدة منها الضالع، وردفان والصبيحة بلحج، وعتق عاصمة شبوة ولودر بأبين. ورفعت خلالها صور باعوم ونائب الرئيس السابق علي سالم البيض إضافة إلى أعلام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية السابقة. ونظمت مسيرة حاشدة في مديريات ردفان الأربع بمحافظة لحج، حيث شارك فيها عدد كبير من قيادات ونشطاء الحراك يتقدمهم الدكتور ناصر الخبجي، وهو برلماني جمد عضويته في مجلس النواب، ورئيس مجلس الحراك بمديريات ردفان الدكتور فضل هماش والعميد ركن صالح قايد راجح والناشط محمود سيف مقبل والشيخ فضل صالح الوهيبي وآخرون. وانطلقت المسيرة من مفرق يافع شمال مدينة الحبيلين مروراً بالشارع العام للمدينة، ورفع المتظاهرون خلالها لافتات قماشية كتب على بعضها «هدفنا الاستقلال وخيارنا النضال السلمي»، ومجسمات ورقية كتب على بعضها «نعم لتوحيد الصف الجنوبي نحو فك الارتباط». وردد المتظاهرون الهتافات والشعارت المنددة بما يتعرض له أبناء محافظة أبين من قتل وتشريد وتنكيل كما رددو هتافات تطالب بسرعة الإفراج عن باعوم ونجله وكافة المعتقلينالجنوبيين. واتجه المتظاهرون بعد إن جابوا الشارع العام صوب منصة الشهداء حيث أقيم مهرجان خطابي ألقى فيه القيادي في الحراك ناصر الخبجي كلمة استنكر فيه مستهلها ما وصفها ب«الحرب العبثية» التي تشن في أبين تحت مسمى الحرب على القاعدة. واستولى مسلحون متشددون يعتقد ارتباطهم بتنظيم القاعدة على مدن في محافظة أبينالجنوبية بينما تشن وحدات الجيش عمليات عسكرية في مسعى لتحريها من المسلحين. ووصف الخبجي ما يجري اليوم في أبين بأنها «جريمة من جرائم حرب الإبادة الجماعية»، وقال في كلمته: «إن ما يجري في أبين من تدمير للمنازل والبنية التحتية للمحافظة وقتل النساء والأطفال وتهجير السكان من أراضهم يدخل في نطاق سياسية الأرض المحروقة». ولم يستبعد أن يتوسع نطاق المواجهات المسلحة إلى مناطق مجاورة، معتبراً انه «صراع بين أجنحة داخل النظام لخدمة أجندة أقليمية ودولية»، داعياً أبناء الجنوب إلى إدراك «المؤامرة الخطيرة» وعدم الاشتراك بها. وفي محافظة شبوة، أقيمت مسيرة في مدينة عتق عاصمة المحافظة, رغم تضييق قوات الأمن التي درجت على قمع المظاهرات بشكل مستمر في عواصم المحافظات كمدن المكلا وعدن.
وألقيت قصيدة للشاعر محمد عبدالله النسي, إضافة إلى كلمة للقيادي في الحراك بشبوة ناصر ثابت العولقي أكد فيها تمسك الحراك بخيار حق الجنوبيين في تقرير المصير واستعادة دولتهم المستقلة. وتأتي هذه التظاهرات بالتزامن مع برنامج تصعيدي للحراك الجنوبي دعت فيه فصائل تنظيمية ل«هبة شعبية» للمطالبة بإطلاق سراح القيادي بالحراك حسن باعوم الذي لم يعرف على وجه التحديد مصيره منذ فبراير الماضي.
