أثارت أنباء استئناف الدراسة في جامعة صنعاء مطلع الأسبوع القادم ردود فعل متباينة من قبل طلاب الجامعة. وأعلنت إدارة جامعة صنعاء عن بدء الفصل التعويضي الثاني من العام المنصرم في مقار بديلة بالعاصمة توزعت في مناطق متفرقة. وتداولت وسائل إعلام مختلفة باجتماع نجل الرئيس علي عبد الله صالح، وقائد الحرس الجمهوري، العميد أحمد علي عبد الله صالح في الأسبوع المنصرم مع إدارة جامعة صنعاء ومع عدد من مسئولي وزارة التعليم العالي، وناقش معهم عددا من الخطوات الممكنة لاستئناف الدارسة الجامعية في جامعة صنعاء. وقال رئيس الجامعة الدكتور خالد طميم إنه تم اختيار مقار موزعة على أمانة العاصمة بعيدة عن مناطق التوتر الأمني ونصبت فيها خيام لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الطلاب. وأكد طميم أن الجامعة استكملت جميع الترتيبات لبدء الفصل التعويضي الثاني واعتماد جداول المحاضرات في الكليات، مشدداً على ضرورة تضافر جهود هيئة التدريس والموظفين والطلاب للتغلب على الصعوبات التي فرضتها الظروف المحيطة بالجامعة. لكن بعض الطلاب يرون هذا القرار غير مجدي في ظل الوضع العام الذي تعيشه البلاد خصوصاً جو التوتر الذي يسيطر على العاصمة صنعاء، ويعتبرون مثل هذا القرار نابع من محاولة السلطات إثبات أنها ما تزال تحكم قبضتها على البلاد وقادرة على تسيير شؤونه، وليس حرصاً على الطلاب واستمرارية التعليم. ويعتقد الطالب حمزة الحمادي أن الدراسة دخلت في الصراع السياسي وأضحت نوع من فرض الذات على الآخر، ولذا فإنه معترض على الدراسة في المقار الجديدة، معتبراً الأجواء الأمنية الراهنة والنزاعات المسلحة التي تقع في العاصمة لا تشجع على التحصيل العلمي. وقال للمصدر أونلاين «إعلان بدء الدراسة ليست من أجل الدراسة ذاتها وإنما تأتي ضمن المكايدات الحزبية»، مؤكداً في ذات السياق أن هذه الخطوة ستفشل تماماً ولن تتم الدراسة بتاتاً، وستخلق فوضى إعلامية لفترة مؤقتة. حسب تعبيره. ومن المقرر أن تبدأ الدراسة يوم الأحد المقبل بحسبما أعلنت جامعة صنعاء، إلا أن طلاب أكدوا عدم عودتهم للدراسة ويرفضون هذا القرار بالمطلق. وقال الصحفي والطالب بكلية الإعلام ماجد الشعيبي ل«المصدر أونلاين» بأنه غير مستعد للدراسة لأن الأجواء التي تعيشها العاصمة صنعاء أجواء حرب وليس للتعليم. وأكد بأنه وكثير من زملائه يهمهم أمر التعليم لكنه يرفض البدء في الدراسة مقابل أن تجهض الثورة، مع توالي الشهداء من الجامعة ذاتها، معتبراً تعليقه للدراسة نصرة للثورة والشهداء. وقال بأنه إذا أرادوا العودة للدراسة فعليهم تغيير كل شيء في الجامعة بدءاً بخالد بطميم رئيس الجامعة وانتهاءً بعميد كلية الإعلام أحمد العجل. وأضاف: نحن طلاب جامعة صنعاء لن نكون ضحية لمماحكات سياسية بين المؤتمر والمشترك، وعلى الحزب الحاكم أن يعي إننا خرجنا من أجل تغيير سياسية وطن وليس لتغيير الأماكن، وعلى المشترك أن يفهم أن الثورة لن تتراجع حتى تحقيق أهدافها وأحلام شهداء. لكن الطالبة بكلية الإعلام عائشة عمر تخالف الشعيبي الرأي، وتقول أنها ضد إيقاف الدراسة تحت أي مبرر حتى لو كان السبب هي الثورة ذاتها. ورحبت عائشة بقرار جامعة صنعاء استئنافها للدراسة وأكدت عزمها بدء الدراسة مهما كان الأمر، لكنها في الوقت نفسه أظهرت استياءها من اختيار أمكنة جديدة بعضها بعيدة وتقع في أطراف العاصمة. وأعلن رئيس جامعة صنعاء أنه تم تخصيص مبنى المعهد التقني بحي شيراتون لكليات: التجارة، الشريعة، الزراعة، اللغات، ومبنى معهد الفندقة والسياحة بشيراتون لقسم الهندسة المعمارية وطلاب نهائي مدني بكلية الهندسة، ومدرسة عمر المختار في نفس الحي لبقية تخصصات كلية الهندسة. فيما خصص مقر المعهد التركي جوار الكنترول لكليتي الآداب والعلوم التقنية ومبنى جامعة دار السلام شمال شرق مدينة الثورة الرياضية مقرا لكليات الطب البشري، الصيدلة، طب الأسنان والمختبرات، ومبنى كلية المجتمع بصرف لكلية الإعلام وكلية الحاسوب بمقر جامعة آزال للعلوم والتكنولوجيا بفج عطان. كما خصص لطلاب التربية تخصصات انجليزي، علوم ورياضيات، بمقر مدرسة عذبان بعصر جوار مجمع الأوقاف. وتؤكد الطالبة عائشة عمر تأييدها للثورة، غير أنها تتمسك بإصرار على بدء الدراسة، منتقدة بذلك أي فصائل سياسية قد تحاول إرغام الطلاب على العزوف عن البدء بالعام الدراسي الجديد. واستغربت تواصل الدراسة في بعض الجامعات منها الخاصة كجامعة العلوم والتكنولوجيا. وفي منتصف سبتمبر الماضي فشلت إدارة جامعة صنعاء في عقد أول يوم لاستئناف الدراسة الجامعية، حيث تحولت ساحات الحرم الجامعي، إلى ميادين للتظاهرات الطلابية، المطالبة بإيقاف الدراسة حتى إسقاط النظام. ورفض الطلاب حينها الدخول إلى قاعات الدراسة، فيما قام بعضهم بإغلاق القاعات الدراسية.