وأخيرا قتل الثوار الأحرار في ليبيا من يسمى بالزعيم القذافي، وطويت صفحته الدموية لتبدأ ليبيا الحرة مرحلة جديدة بدون القذافي . وطالما انتهى القذافي هذه النهاية المحزية والتي يستحق أسوأ منها فلم يعد الطغاة الآخرين محميين وسيتم القضاء عليهم وحدا بعد الأخر. فمن كان يتوقع أن يقتل القذافي وهو داخل جحر الجرذان ، وسيلحقه صالح وبشار والقائمة تطول، فنهاية كل ظالم وفاسد من جنس عمله. لقد سعدت لتخلص الثوار الليبيين الأحرار من القذافي واعتبرت ذلك أكبر انتصار في التاريخ السياسي العربي حيث سيسجل التاريخ للشعب الليبيى بأحرف من نور هذا اليوم التاريخي البهيج يوم 20 أكتوبر 2011 . ولف بي شريط الذكريات حين كنت في ليبيا بعد تخرجي من الدكتوراه من جامعة القاهرة 2005 وبالرغم من معاناتي الجسيمة من نظام القذافي إلا أنني أحببت الشعب الليبي ، وارتبطت معهم بعلاقات إنسانية وشيجة، وكثيرا ما كنت أتواصل معهم، وأحن إلى ليبيا حرة بدون قذافي. كان الليبيون يستغربون من مجييء إلى ليبيا مؤكدين لي بأنني في نعمة مع نظام صالح على الأقل يوجد هامش حرية كما يتصورون، فأرد عليهم بالقول بمرارة : حرية شكلية فنحن نقول ما نريد والرئيس ونظامه يعملون ما يريدون فما الفائدة ؟!!. ولعل أبسط مثال للتشابه بين نظامي القذافي وصالح أنهما كونا مؤتمر شعبي عام يحتكر الساحة السياسية ويهيمن على مقدرات البلد الاقتصادية وإن اختلفوا في الأسلوب. ومع ذلك أعتقد بأن سقوط صالح لن يكون إلا بعد سقوط أقرب الداعمين له من دول الجوار ، وإذا لم ترفع الدول المجاورة وخاصة الشقيقة الكبرى يدها عنه، وتدعنا وشأننا سيحدث ما لا يمكن توقعه، وسينقلب السحر على الساحر. لم يعد بإمكان أي طاغية البقاء أما أن يصلح شأن بلده ويسلم السلطة طواعية أو سيحدث له أسوأ مما حدث للقذافي ذلك ليس تهديدا فما أملك غير سلاح الكلمة ولكنه توقع أو حدس أو تنبؤ سموه ما شئتم. فالطوفان قادم لقصور الرؤساء والملوك والسلاطين واحدا بعد الآخر وسيبدأ بأكثرهم قوة مالا وعتادا ، فهذا الطوفان لن يسحق الشعوب بل سيدك القصور من جذورها، وستتحول الساحات والميادين العامة إلى أماكن سياحية تزار كرمز للحرية والمحبة. فكلما زاد عدد الشهداء والجرحى أقترب موعد الرحيل للنظام القائم فكما تقول المناضلة الجسورة توكل كرمان: «كلما زدنا شهيد يا علي يهتز عرشك»، وهذه حقيقه لا يمكن إنكارها، وسننتظر إن غدا لموعدنا مع نصر جديد.