عاشت اليمن يوم دموي آخر مع تصاعد حملة القمع الدموية التي تقودها القوات الموالية للرئيس صالح ضد المتظاهرين السلميين في العاصمة صنعاء وقصفها للأحياء السكنية في مدينة تعز ليل وصباح الثلاثاء، وذلك بعد خمسة أيام فقط على إصدار مجلس الأمن قرار ويدعو السلطات اليمنية لوقف فوري للعنف وحماية حق المتظاهرين السلميين. وأسفر استخدام قوات صالح للعنف في صنعاءوتعز اليوم الثلاثاء عن مقتل 14 شخصاً على الأقل معظمهم من المدنيين الأبرياء بينهم امرأتين وطفل، كما جرح العشرات. وذلك وفقاً لإحصائية غير نهائية. ففي العاصمة صنعاء، خرجت مسيرة حاشدة صباح اليوم تطالب بتنحي صالح ومحاكمته، لكنها تعرضت لأعمال قمع دموية على يد القوات الموالية لصالح والمسلحين التابعين له ممن يطلق عليهم ب«البلاطجة» الذين تولوا أعمال إطلاق النار بشكل عشوائي على المتظاهرين ما أسفر عن استشهاد شخص على الأقل وجرح وإصابة العشرات. وقال شهود عيان ل«المصدر أونلاين» إن قناصة موالون صالح أطلقوا النار بشكل كثيف على المسيرة في منطقة القاع جنوب غرب ساحة التغيير، بينما استخدمت قوات الأمن المركزي قنابل الغاز في تفريق المتظاهرين بالإضافة إلى استخدامها المياة المخلوطة بمادة حارقة يعتقد أنها مادة «أسيد» التي تخلف حروق بالغة في الجسم. وقال المستشفى الميداني بساحة التغيير إن أعمال القمع أسفرت عن استشهاد متظاهرين أحدهما يدعى «محمد محمد قحطان الرفاعي» وهو من أبناء محافظة إب ويبلغ 17 عاماً، كما أصيب 38 بالرصاص الحي معظمهم إصاباتهم حرجة، كما أصيب مائة بحالات اعتداء بالهراوات والحجارة، ومئات بحالات اختناق. وبث ناشطون على الانترنت مقاطع فيديو لمسلحين بلباس مدني وهم يسحبون متظاهراً بدا مغماً عليه ويختطفونه إلى مكان غير معلوم. بينما قال شاهد إن عربة مياه دهست أحد المتظاهرين واختطفت جثته. وفي منطقة الحصبة وحي صوفان، جددت قوات صالح قصفها لتلك المناطق واستهدفت مقر إقامة نائب رئيس البرلمان حمير الأحمر. وقال مصدر في مستشفى العلوم والتكنولوجيا إن شهيدين مدنيين سقطا جراء قصف قوات صالح لتلك الأحياء بالإضافة إلى جرح 15 آخرين. طبقاً لما أورد مركز إعلام الثورة. وتواصلت الاشتباكات بين مسلحين قبليين موالين لزعيم قبلية حاشد الشيخ صادق الاحمر من جهة، وقوات صالح من جهة أخرى بعدما قصفت الأخيرة أحاء الحصبة وصوفان والنهضة والمدفعية الثقيلة. وقالت مصادر حكومية إن مبنى مجلس الشورى تعرض للقصف ما أدى إلى اشتعال النيران فيه، لكن مصادر مقربة من الشيخ الأحمر ذكرت بأن موالين صالح أشعلوا النيران في المبنى بهدف تحميل آل الأحمر المسؤولية. وأعلنت مصادر حكومية وقفاً لإطلاق النار في صنعاء ابتداءً من الساعة الثالثة من مساء اليوم (الثلاثاء) لكنه لم يستمر ثلاث ساعات حتى دوت الانفجارات من جديد جنوب ساحة التغيير في صنعاء وتجدد القصف في الحصبة وصوفان والنهضة. مدينة تعز هي الأخرى شهدت يوماً دامياً مع قصف القوات الموالية لصالح للأحياء السكنية، واندلاع اشتباكات مع مسلحين قبليين موالين للثورة. وقالت مصادر طبية إن ثمانية على الأقل استشهدوا بينهم امرأتين وطفل في قصف قوات صالح العشوائي على تعز، بينما قالت وزارة الداخلية إن ثلاثة من قوات صالح قتلوا في الاشتباكات. وقصف قوات صالح منذ مساء أمس وحتى صباح اليوم الثلاثاء أحياء سكنية بالقرب من ساحة الحرية، إضافة إلى عدد من أحياء المدينة خاصة مناطق المسبح والروضة وزيد الموشكي. وقال شهود وسكان محليون إن قوات صالح المتمركزة في جبل جرة قصفت منطقتي المسبح والروضة بشكل عنيف، مشيراً إلى أن الانفجارات القوية ظلت تسمع طوال ساعات الليل. وقال شهود وسكان محليون إن القصف كان مصدره قوات صالح المتمركزة في جبل جرة والمعهد الصحي ومستشفى الثورة ومعسكر الأمن المركزي.
إلى ذلك، كشفت منظمة هود لحقوق الإنسان عن اعتقال السلطات اليمنية للمئات من المواطنين خصوصاً أولئك المؤيدين للثورة ضد نظام صالح. وأكدت أنهم يعانون في ظروف اعتقال «غير قانوني»، ويتعرضون لتعذيب جسدي ونفسي.
مقاطع فيديو بثها ناشطون على الانترنت وتوضح حجم حملة القمع الدموية التي ترتكبها قوات صالح: