مر الأسبوع الماضي عصيباً على ساكني أحياء عديدة في محافظتي صنعاء وتعز إثر تواصل عمليات القصف العشوائي من قبل قوات بقايا النظام العائلي، الأمر الذي دفع بمئات الأسر للنزوح باتجاه مناطق آمنة. ويأتي هذا التصعيد العسكري لقوات صالح بعد ساعات من القرار الأممي الذي أكد على ضرورة إيقاف العنف وتجنب استهداف المدنيين، وذلك، في تحدٍ سافر من قبل صالح وعائلته، للقوانين والأخلاق الدولية ولطموحات وآمال الشعب اليمني.
وسقط في الأيام القليلة الماضية عشرات القتلى والجرحى من الأطفال والنساء جراء استهداف قوات صالح لمنازل الساكنين في صنعاء وتعز ومنطقتي أرحب ونهم، وقمع المسيرات السلمية.
واستهدفت قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي، في قصفها المتواصل منذ مطلع الأسبوع الفائت عدة منازل في أحياء الحصبة وصوفان والروضة والستين بصنعاء وأحياء المسبح والروضة وجبل الجرة ووادي القاضي بتعز، الأمر الذي يؤكد بأن قوات النظام قررت أن تشمل حربها الجميع.
وبلغت حصيلة الشهداء في صنعاء وتعز خلال أسبوع نحو خمسين شهيداً، بينما أصيب أكثر من 80 آخرين بينهم أطفال ونساء، في وقت تتواصل المظاهرات المطالبة بتنحي صالح ومحاكمته هو وأفراد عائلته في عموم اليمن.
وتتعرض المسيرات السلمية لأعمال قمع دموية على يد القوات الموالية لصالح حيث أطلق «بلاطجة» النار وبشكل عشوائي على المتظاهرين ما أسفر عن استشهاد وجرح العشرات.
وذكر شهود عيان ومنظمات حقوقية أن هناك جثث تم اختطافها في مجزرة القاع بصنعاء، بعد أن سقطت جراء الرصاص. وبث ناشطون على الانترنت مقاطع فيديو لمسلحين بلباس مدني وهم يسحبون متظاهراً بدا مغمياً عليه ويختطفونه إلى مكان غير معلوم.
وقال شاهد عيان ل " لفريق منظمة هود الحقوقية " إن عربة مياه دهست أحد المتظاهرين واختطفت جثته. آخر ضحايا قوات وقناصة علي صالح ، يوم أمس الجمعة حيث استشهدت امرأة برصاص قناصة موالين ل " صالح " في شارع هائل بالعاصمة صنعاء . وقالت مصادر إن المرأة تدعى «كفاية سعيد صاح العمودي» (28 عاماً) تنتمي لمحافظة عدن لقيت حتفها برصاص قناصة أثناء مرورها مع زوجها «شيخ رجال عبدالله» وهو من جزر القمر. وكانت قوات من الحرس العائلي وبلاطجة اقتحموا عمارات هائل سعيد أنعم الواقعة في شارع هائل، وحاولوا التمركز فيها، وأطلقوا النار عشوائياً باتجاه المارة.
وأدى القصف العشوائي لقوات صالح إلى، نزح العديد من ساكني أحياء الحصبة وصوفان والنهضة والستين بصنعاء باتجاه الأحياء الآمنة داخل العاصمة أو خارجها. ويقول فهمي وهو أحد ساكني شارع هائل بصنعاء أن حياته باتت في خطر جراء المواجهات المتقطعة من وقت لآخر بالقرب من مسكنه، ما دفعه للنزوح باتجاه أقارب له في حي هادئ بصنعاء. ويعد فهم واحداً من مئات اليمنيين يبحثون عن ملجأ قبل أن تطالهم نيران القذائف.
ويعتقد مراقبون أن بقايا نظام صالح قررت أن تنفذ ما جاء في أوامر صالح بعد قرار مجلس الأمن الأخير بأن لا يفرقوا بين طفل أو امرأة ولا مسن أو شباب وفقاً لمكالمة هاتفية مع ابنه أحمد تنصتت عليها الفرقة الأولى مدرع وبثتها مواقع إخبارية عديدة. ويتخوف حقوقيون محليون وأجانب من عدم رضوخ قوات صالح لقرار مجلس الأمن الأخير القاضي بوقف العنف وتجنب استهداف المدنيين الأمر الذي يجعل تزايد عدد الضحايا من المدنيين في الأيام القادمة أمر ممكن إذا ما أبقى نظام صالح على موقفه المتعنت.