أكد مسؤول في حزب المؤتمر الشعبي الحاكم ان الرئيس علي عبدالله صالح وافق على نقل صلاحياته لنائبه للتمهيد لإنجاز الاتفاق السياسي الذي يخرج اليمن من أزمتها الراهنة، فيما من المتوقع أن يصل مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن بعد عشرة أيام. ونقلت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية عن مصدر «رفيع المستوى» في الحزب الحاكم لم تذكر اسمه القول إنه تم التوصل لاتفاق، وان إنجازه ينتظر عودة وفد المعارضة من الخارج للتوقيع عليه. وأشار الى ان الرئيس صالح ليس لديه مانع لتوقيع المبادرة والآلية التنفيذية أو نائبه قائلاً «بمجرد عودة وفد المعارضة من الخارج سيتم التوقيع على الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية من قبل ممثلي السلطة والمعارضة، ثم التوقيع على المبادرة الخليجية من قبل الأخ رئيس الجمهورية أو من يفوضه في سياق متزامن». إلى ذلك، قال مصدر مطلع للمصدر أونلاين ان مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بن عمر سيصل إلى صنعاء في العاشر من شهر نوفمبر الجاري، أي بعد عيد الأضحى المبارك. ونقلت صحيفة البيان الإماراتية عن مصادر سياسية ان الخطة تقضي بنقل السلطة من صالح إلى نائبه عبدربّه منصور هادي خلال مدة لا تتجاوز منتصف الشهر الجاري. وقال المصدر في الحزب الحاكم لصحيفة الشرق الأوسط إنه «تم التوصل إلى اتفاق على ضرورة فتح تحقيق شامل حول أحداث العنف التي شهدتها البلاد منذ البداية، على أن يحاسب المسؤولون من أي طرف كان». وأضاف انه تم تسليم نسخة من مسودة الاتفاق الجديد إلى السفراء الغربيين وسفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وسفراء مجلس دول مجلس التعاون الخليجي، «مع التأكيد للسفراء المعنيين على موافقة الرئيس على التوقيع على المبادرة من طرفه أو من طرف من يفوضه». لكن صالح تهرّب عدة مرات من توقيع اتفاق نقل السلطة رغم إعلانه المتكرر بموافقته على الخطة التي اقترحتها دول مجلس التعاون الخليجي، ودعمتها دول العالم في قرار لمجلس الأمن صدر مؤخراً. وفي السياق ذاته، ذكرت المعارضة اليمنية أن ما سربته بعض القنوات الدبلوماسية من نية صالح التوقيع على المبادرة الخليجية ونقل صلاحياته لنائبه في حال صحته سيعمل على الخروج بالبلاد من أزمتها الراهنة. وقال صخر الوجيه رئيس المكتب الفني للمجلس الوطني لقوى الثورة السلمية لصحيفة الشرق الأوسط: «الحل يعتمد على إصدار قرار من الرئيس بنقل صلاحيته لنائبه، الذي سيكلف مرشح المعارضة بتشكيل الحكومة، ويدعو للانتخابات المبكرة حسب المبادرة الخليجية». وأضاف الوجيه: «بعد إصدار الرئيس للقرار بتفويض نائبه بجميع صلاحياته سيكون النائب رئيسا بالإنابة إلى حين إجراء الانتخابات المبكرة التي سيكون النائب فيها مرشحا بالتوافق للسلطة والمعارضة لمدة سنتين حسب آلية بن عمر، وستكون من مهام الرئيس بالإنابة الدعوة إلى حوار وطني شامل لكل القوى السياسية في البلاد تناقش فيه القضايا الجوهرية، ثم يصاغ دستور جديد للبلاد يحدد شكل النظام، رئاسي أو برلماني، وشكل الدولة، فيدرالية أو مركزية، ونوعية النظام الانتخابي، ثم تشرع القوانين المتعلقة بالانتخابات بعد مضي الفترة الانتقالية». وتابع: «إن الكرة الآن في ملعب النظام، وقد تلقينا معلومات عن استعداد الرئيس للقيام بنقل صلاحياته لنائبه، وهذا في ما لو تم سيذلل العقبات أمام التوقيع على الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية». يأتي ذلك في وقت تترقب فيه صنعاء عودة مبعوث الأممالمتحدة، وكذا عودة عبدربه منصور هادي والمستشار السياسي عبد الكريم الإرياني، بالإضافة إلى انتظار عودة وفد المعارضة من الخارج ليتم إنجاز الاتفاق الجديد. وعقد قيادات في المعارضة اليمنية لقاءاً مع السفير الأمريكي وسفراء الاتحاد الأوروبي في صنعاء يوم أمس الاثنين. وقالت حورية مشهور المتحدثة باسم المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية إنهم تلقوا من السفراء إشعارا بموافقة الرئيس صالح على تفويض نائبه على التوقيع على المبادرة الخليجية وفق آلية بن عمر، التي تم الموافقة عليها من قبل أحزاب المشترك ونائب الرئيس وبإشراف الموفد الأممي جمال بن عمر في وقت سابق. وحول أول تعليق على موافقة صالح على تفويض نائبه على توقيع المبادرة الخليجية قالت مشهور: «لقد سمعنا مثل هذا الكلام مرارا وتكرار، وما يهمنا في الوقت الحالي هو الأفعال، ولقد سئمنا الحديث عن موافقة صالح وتوقيعه على المبادرة الخليجية».