الإمام إسماعيل بن يوسف العلوي الهاشمي.. نهب مكة وقتل الحجاج..!    اختطاف مسؤول محلي على يد مسلحين مجهولين جنوب اليمن    الوزير نايف البكري يعلق على اجتماع هيئة المصالحة والتشاور ويشيد بدعم الرئاسي لها    لماذا لا يستفيد حزب الله وإيران من قدرات الحوثيين الجبارة في اكتشاف الجواسيس؟..صحفي يجيب ساخرا    صرخة من قلب اليمن: محامي يدعو للإفراج الفوري عن المعتقلين المدنيين    "القول ما قالت عدن"..المتحدث باسم المجلس الانتقالي: عدن صامدة في وجه التلاعب الحوثي    غريفيث: نصف سكان غزة يواجهون المجاعة والموت بحلول منتصف يوليو    الافراج عن القاضي عبدالوهاب قطران    سانشيز قد يعود لفريقه السابق    ريال مدريد يستعد لتقديم مبابي بحفل كبير    في اليمن..الكشف عن جريمة مروعة: زوج يصور زوجته بدون علمها ويرسل الصور لأصدقائه!    «كاك بنك» ممثلاً برئيسه حاشد الهمداني يشارك في قمة Men Finance للمعاملات المصرفية بالرياض    غوتيريش يطالب مليشيات الحوثي بالإفراج الفوري عن جميع موظفي الأمم المتحدة    وفاة مواطن بصاعقة رعدية بمديرية القبيطة بلحج    ما السن المعتبرة شرعاً في الأضحية لكل نوع من الأنعام؟.. خبير سعودي يجيب    أعينوا الهنود الحمر في عتق.. أعينوهم بقوة.. يعينوكم بإخلاص    بعثة منتخب الشباب تصل الطائف لخوض معسكر خارجي    حصحص الحق    احتضنها على المسرح وقبّلها.. موقف محرج ل''عمرو دياب'' وفنانة شهيرة.. وليلى علوي تخرج عن صمتها (فيديو)    سعر الأضحية في هذه المحافظة اليمنية يصل إلى 3 مليون ريال    إصلاح صعدة يعزي رئيس تنفيذي الإصلاح بمحافظة عمران بوفاة والده    المنتخب الوطني يتعادل مع النيبال في ختام التصفيات الآسيوية    الهجرة الدولية:ارتفاع حصيلة ضحايا غرق قارب قبالة سواحل شبوة إلى 49    معاناة أبناء عدن وكل الجنوب... هل لها ما يبررها أم إنها تتم بفعل فاعل؟    الأمم المتحدة تدرج الاحتلال الصهيوني في "القائمة السوداء" لمنتهكي حقوق الأطفال    وفاة 35 شخصا وإصابة العشرات جراء حريق اندلع في مبنى سكني بالكويت    انهيار كارثي للريال اليمني.. والدولار يكسر حاجز 1800 وهذا سعر صرف الريال السعودي    مصانع تحلية المياه في عتق تفوض سائقي سياراتها بإطفاء أي حريق في المدينة    أسعار الذهب في اليمن اليوم الأربعاء    ملاك الصيدليات يهددون بالإضراب عن العمل نتيجة للاعتداء على أحد الصيدليات في مدينة رداع    نتنياهو في قبضة "حزب الله"؟؟    سياسيو اليمن تخلوا عن عاصمتهم ورضوا بالشتات بديلا    أبا رغال وفتح الطرقات    حكم صيام يوم الجمعة أو السبت منفردا إذا وافق يوم عرفة    السمسرة والبيع لكل شيء في اليمن: 6 ألف جواز يمني ضائع؟؟    وديًّا: رونالدو يقود البرتغال للفوز على أيرلندا    اليونيسف: نحو 3 آلاف طفل في غزة معرضون لخطر الموت    مستشار الرئيس الزُبيدي يكشف عن تحركات لانتشال عدن والجنوب من الأزمات المتراكمة    20 محافظة يمنية في مرمى الخطر و أطباء بلا حدود تطلق تحذيراتها    مدرب وحدة عدن (عمر السو) الأفضل في الدور الأول في بطولة الناشئين    النائب حاشد يغادر مطار صنعاء الدولي    بكر غبش... !!!    بالفيديو.. رئيس ''روتانا'' يفاجئ الفنان محمد عبده عقب عودته من رحلته العلاجية .. وهذا ما فعلته ''آمال ماهر'' مع فنان العرب    الإطاحة ب''نصاب'' جنوبي اليمن وعد مريضًا بالفشل الكلوي بالتبرع بإحدى كليتيه وأخذ منه نحو مليوني ريال    مساء اليوم.. المنتخب الوطني الأول يواجه النيبال في تصفيات آسيا وكأس العالم    مليشيات الحوثي تسيطر على أكبر شركتي تصنيع أدوية في اليمن    منظمة حقوقية: سيطرة المليشيا على شركات دوائية ابتزاز ونهب منظم وينذر بتداعيات كارثية    حسام حسن: البعض يخشى نجاح منتخب مصر.. والتحكيم ظلمنا    عن جيراننا الذين سبقوا كوريا الشمالية!!    حكم التضحية بالأضحية عن الميت وفق التشريع الإسلامي    إتلاف كميات هائلة من الأدوية الممنوعة والمهربة في محافظة المهرة    السلطات السعودية تكشف عن أكبر التحديات التي تواجهها في موسم الحج هذا العام.. وتوجه دعوة مهمة للحجاج    افتتاح جاليري صنعاء للفنون التشكيلية    وفاة واصابة 4 من عمال الترميم في قبة المهدي بصنعاء (الأسماء)    عالم آثار مصري شهير يطالب بإغلاق متحف إنجليزي    أحب الأيام الى الله    السيد القائد : النظام السعودي يتاجر بفريضة الحج    ما حد يبادل ابنه بجنّي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الجزيرة" والدهشة المتجددة
نشر في المصدر يوم 09 - 11 - 2011

أتحفتنا قطر، بأكثر مما كنا نأمل، إنه يوم قررت إبراز مفتاحها السحري، لمغاليق الفضاء الإعلامي العربي، وتدشينها لقناة الجزيرة ، كمارد غير مألوف، غيرت به قواعد اللعبة، وأرست قواعدها المهنية .. حطمت "الجزيرة" مقص الرقيب، وفرضت مقصها الرقابي على الجميع .. رقيب ضاق به "بوش" يوما، وأراد تحطيمه بضربة عسكرية على مقر القناة في الدوحة، لولا تحذير "توني بلير" له من العواقب.

بحضور "الجزيرة"، لم يعد الميدان "سداح مداح"، لأمريكا وإسرائيل، فهناك "الجزيرة"، قبل المعركة، وعند الاجتياح، والغارة، والتصريح، فأي رئيس أمريكي او أوروبي، قبل أن يكتب خطابه الخاص بالشرق الأوسط ، عليه ان ينتبه للريموت، وتحديدا القناة رقم 1 في المنطقة.

في العالم العربي، كانت "الجزيرة" جزءا من أحداث العراق، وغزة، وخبايا الأنظمة، وصفقاتهم المشبوهة، والقمع الممنهج للمواطنين، ولذا عمل الزعماء العرب ما في وسعهم، لتأديب "الجزيرة"، بإغلاق مكاتبها، ومقاطعتها إعلانيا، لإرغامها على احترام السكون العربي، لكن قطر الصغيرة، شقية بطبعها، ولا تستسيغ طقوس الكبار.

قبل مجيء "الجزيرة"، كانت الأنظمة هي من تتحدث، في التلفاز والإذاعة والصحف، وهي من يجيب،. بينما على المواطن أن يئن ويستمع، وعلى المعارضة أن توصل صوتها لكل أذن على حدة .. حتى جاءت "الجزيرة"، بطاولة وكرسيين. إحداهما للنظام والأخرى للمعارضة. ليضع كل طرف ما لديه على الطاولة .. وهي ذاتها جريمة "الجزيرة" عند الأنظمة.. إذ هالها أن يقف رعاياها كأنداد يطالبون بحقوق، ويوجهون النقد والتهم "لولي النعم".

تدهشنا قطر ، لأنها تثبت أن الصحافة الحرة، في العالم الثالث - حيث لا سلطات الا سلطة الرئيس الأوحد - ليست فقط سلطة رابعة، بل هي السلطة الأولى، التي تطيح بالسلطة المطلقة، وتعيد تشكيلها ، كسلطات ثلاث، لتستقر هي فيما بعد كسلطة رابعة، لتقويم الاعوجاج.. لقد منحت "الجزيرة"، المواطن العربي، ثقلا، في معادلة التوازن، بين المجتمع والسلطة، أدى إلى زلزلة البنى السياسية الهشة، في الوطن العربي، وبات السلاطين العرب، في إقطاعياتهم، يتوجسون من المصير المنتظر.

في كل يوم تدهشنا قطر! ليس لأنها أطلقت قناة "الجزيرة"، ولكن لأنه بعد مضي أكثر من عقد ونصف، لا زالت هي الوحيدة، الواقفة في الحلبة، بعد النصر بالضربة القاضية، فقد جعلتنا الدول العربية، نتأكد بان قطر أتت بما لم تستطعه الأوائل ...

لا شيء يستثير فينا الدهشة، أكثر من بقاء "الجزيرة"، وحيدة كبيضة الديك، فقد حاولت السعودية ومصر، محاكاة "الجزيرة"، بقنوات إخبارية، توفر فيها كل شيء، عدا إكسير "الجزيرة" السحري - السقف العالي من الحرية – فولدتا ميتتين، وهو ما يشبه ملاحظتي لفاكهة حبحب لدى بقال، وهي من وسطها مقطوعة، بشكل مربع، وحين سألته : هل جربتها فوجدتها ُمرة؟، أجاب البقال بحرارة : "والله طعمها سكر، بس ناقصها شوية ماء!" وهذا تماما ما ينقص القنوات العربية .. شوية سقف حرية !.

لفترة، نكون فد تطبعنا على دهشة "الجزيرة"، الحاضرة أمامنا في كل ساعة، لكن الدهشة تعاودنا اليوم، أكثر من ذي قبل، كيف لا، وقد اقتلعت رياح "الجزيرة"، ثلاثة من الأنظمة القمعية، وخرجت "الجزيرة"، من كونها وسيلة إعلامية، إلى شريك حقوقي، لدعاة التغيير، والمواطنة المتساوية ..

واليوم، تقف "الجزيرة" على أطلال ثالث نظام عربي، ممن قضى نحبه، لتبث القشعريرة، لدى من ينتظر، ممن لم يعد أمامهم سوى الشكوى إلى قطر، من أفاعيل قناتها، المسكونة بالزنقلة والرأي المغيب.

يحق لنا أن نؤرخ للحالة العربية، بدهشة "الجزيرة"، كبداية لعصر عربي جديد، ومغاير لما سبق من فترات زمنية، حيث الأفق العربي الجديد، المزدان بالحرية وكل ما هو إنساني.

حقا .. منحتنا "الجزيرة" شهادة ميلاد ، وحفزتنا على ممارسة إنسانيتنا ، بينما قاومت الأنظمة لإبقائنا في بيت الطاعة، ولذا صارت ""الجزيرة"" فاكهتنا اليومية، نرصها في أول قائمة القنوات، لتكون عينا ثالثة، نعبر من خلالها الحواجز والحدود، لنرى بها ما لا نستطيعه.

في العالم كله، الشفافية معيار وقانون وثقافة ، وعلى أساسه تصرفت "الجزيرة" .. بينما وطني كله سوءات ومآس وفضائح .. والنظام فيه قائم على المداراة والمغالطة، يسخر كل الإمكانيات فقط لمنع الحقيقة والبطش بمن يتجرأ، ولذلك أغلق مكتب القناة بالشمع الأحمر.

المصدر أونلاين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.