سلسلة غارات امريكية على محافظتين يمنيتين    نقابة الصحفيين اليمنيين تطلق تقرير حول وضع الحريات الصحفية وتكشف حجم انتهاكات السلطات خلال 10 سنوات    استمرار انهيار خدمة الكهرباء يعمّق معاناة المواطنين في ذروة الصيف في عدن    3 عمليات خلال ساعات.. لا مكان آمن للصهاينة    فعاليات للهيئة النسائية في حجة بذكرى الصرخة ووقفات تضامنية مع غزة    - اعلامية يمنية تكشف عن قصة رجل تزوج باختين خلال شهرين ولم يطلق احدهما    - حكومة صنعاء تحذير من شراء الأراضي بمناطق معينة وإجراءات صارمة بحق المخالفين! اقرا ماهي المناطق ؟    شاب يمني يدخل موسوعة غينيس للمرة الرابعة ويواصل تحطيم الأرقام القياسية في فن التوازن    بدعم كويتي وتنفيذ "التواصل للتنمية الإنسانية".. تدشين توزيع 100 حراثة يدوية لصغار المزارعين في سقطرى    قرار جمهوري بتعيين سالم بن بريك رئيساً لمجلس الوزراء خلفا لبن مبارك    غرفة تجارة أمانة العاصمة تُنشئ قطاعا للإعلان والتسويق    "ألغام غرفة الأخبار".. كتاب إعلامي "مثير" للصحفي آلجي حسين    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    إنتر ميلان يعلن طبيعة إصابة مارتينيز قبل موقعة برشلونة    منتخب الحديدة (ب) يتوج بلقب بطولة الجمهورية للكرة الطائرة الشاطئية لمنتخبات المحافظات    أزمة اقتصادية بمناطق المرتزقة.. والمطاعم بحضرموت تبدأ البيع بالريال السعودي    عدوان أمريكي يستهدف محافظتي مأرب والحديدة    وزير الخارجية يلتقي رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر    تدشين التنسيق والقبول بكليات المجتمع والمعاهد الفنية والتقنية الحكومية والأهلية للعام الجامعي 1447ه    وفاة عضو مجلس الشورى عبد الله المجاهد    اجتماع برئاسة الرباعي يناقش الإجراءات التنفيذية لمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية    الطيران الصهيوني يستبيح كامل سوريا    مصر.. اكتشافات أثرية في سيناء تظهر أسرار حصون الشرق العسكرية    اليمن حاضرة في معرض مسقط للكتاب والبروفيسور الترب يؤكد: هيبة السلاح الأمريكي أصبحت من الماضي    قرار بحظر صادرات النفط الخام الأمريكي    أزمة جديدة تواجه ريال مدريد في ضم أرنولد وليفربول يضع شرطين لانتقاله مبكرا    الحقيقة لا غير    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    أسوأ الأطعمة لوجبة الفطور    سيراليون تسجل أكثر من ألف حالة إصابة بجدري القردة    - رئيسةأطباء بلاحدود الفرنسية تصل صنعاء وتلتقي بوزيري الخارجية والصحة واتفاق على ازالة العوائق لها!،    الفرعون الصهيوأمريكي والفيتو على القرآن    الجنوب يُنهش حتى العظم.. وعدن تلفظ أنفاسها الأخيرة    مليشيا الحوثي تتكبد خسائر فادحة في الجفرة جنوب مأرب    إعلان عدن التاريخي.. نقطة تحول في مسار الجنوب التحرري    استشهاد نجل مستشار قائد محور تعز العميد عبده فرحان سالم في مواجهات مع المليشيا    اسعار الذهب في صنعاء وعدن السبت 3 مايو/آيار2025    الأرصاد يتوقع استمرار هطول الامطار ويحذر من التواجد في بطون الأودية    إصلاح الحديدة ينعى قائد المقاومة التهامية الشيخ الحجري ويشيد بأدواره الوطنية    عدوان مستمر على غزة والاحتلال بنشر عصابات لسرقة ما تبقى من طعام لتعميق المجاعة    مانشستر سيتي يقترب من حسم التأهل لدوري أبطال أوروبا    خلال 90 دقيقة.. بين الأهلي وتحقيق "الحلم الآسيوي" عقبة كاواساكي الياباني    الهلال السعودي يقيل جيسوس ويكلف محمد الشلهوب مدرباً للفريق    اللجنة السعودية المنظمة لكأس آسيا 2027 تجتمع بحضور سلمان بن إبراهيم    احباط محاولة تهريب 2 كيلو حشيش وكمية من الشبو في عتق    سنتكوم تنشر تسجيلات من على متن فينسون وترومان للتزود بالامدادات والاقلاع لقصف مناطق في اليمن    صحيفة: أزمة الخدمات تعجّل نهاية التعايش بين حكومة بن مبارك والانتقالي    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    وزير سابق: قرار إلغاء تدريس الانجليزية في صنعاء شطري ويعمق الانفصال بين طلبة الوطن الواحد    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    غزوة القردعي ل شبوة لأطماع توسعية    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    جازم العريقي .. قدوة ومثال    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سأعود إلى السياسة والمنطقة ستشهد مفاجآت العام المقبل
نشر في المصدر يوم 11 - 10 - 2009


حوار/ شارل فؤاد المصري

بعد يوم عمل شاق وطويل ومساء يوم خريفي اتصل بي صديقي الإعلامي الشهير من محموله الذي ظهر من رقمه أنه في القاهرة.. وقال لي: «كنت أتابع الجزيرة نت وقرأت للتو خبرا يقول: (رُفع اسم يوسف ندا من قائمة الإرهاب).. وأعلم أنك أجريت معه حواراً مطولاً من قبل، وأن جريدتكم مهتمة بنشر أخباره ورأيت أن أعلمك بالأمر».

شكرت الزميل العزيز واطلعت على الخبر، وفى اليوم التالي اتصلت بالمهندس يوسف ندا مهنئا وطالبا في الوقت نفسه حوارا ل«المصري اليوم».

شكرني الرجل واعداً إياي بأن يلبى طلبي فور ورود الأسئلة إليه. وبالفعل أرسلت له الأسئلة وجاءت إجاباته مثيرة كعادته، وهو الذي عندما سألت عنه مهدي عاكف، مرشد الجماعة، عما إذا كان لا يزال يوسف ندا في موقعه كمفوض للعلاقات السياسية الدولية فجاء رده: «إذا أراد».

وإلى نص الحوار مع مفوض العلاقات السياسية الدولية في جماعة الإخوان المسلمين المهندس يوسف ندا..

■ ما قصة رفع اسمك من قوائم الإرهاب، وما علاقة السيناتور السويسري ديك مارتى بذلك الأمر، خاصة أنه قيل إنه هو الذي رفع اسمك من القوائم؟

- السيناتور السويسري ديك مارتى، وهو المقرر الخاص لمجلس أوروبا، لا يقوم بشطب الأسماء من أي قائمة سواء قائمة مجلس الأمن أو القائمة السويسرية أو غيرهما.

والصحيح أن هذا الرجل أيضاً رئيس هيئة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ السويسري، ورئيس الهيئة القانونية بالمجلس الأوروبي، والمقرر الخاص به لحقوق الإنسان، وهو الذي كشف التعاون السري بين الحكومات الأوروبية مع ال«سي. آي. إيه» الأمريكية في خطف ونقل المشتبه فيهم أمريكياً بنسبتهم للإرهاب إلى سجون سرية وتعذيبهم، وهى السجون المصرية والأردنية والرومانية والبلغارية والعراقية والأفغانية وغيرها.

ورغم أنه سياسي مخضرم فإن اهتمامه يرتكز على صيانة حقوق الإنسان عند تطبيق القانون، وباعتبار أن قضيتنا هي الوحيدة في أوروبا التي تعاونت في تحقيقاتها 12 دولة بقيادة المدعى العام السويسري بطلب من أمريكا وبإشرافها منذ سبتمبر2001، ولم يجدوا أي دليل يثبت الاتهام الأمريكي لنا بتمويل الإرهاب، ثم أقمنا دعوى على المدعى العام فأنبته المحكمة العليا السويسرية على تأخيره وعدم إخطارنا بأي تهمة فأغلق ملف التحقيقات في 31 مايو 2005، واعترف بعدم وجود أدلة.

رغم ذلك رفضت أمريكا شطب أسمائنا من قائمتها ومن قائمة مجلس الأمن وبالتالي قائمة الاتحاد الأوروبي وقائمة إنجلترا، وأعلنت سويسرا أنها كعضو في هيئة الأمم ملزمة بقرار مجلس الأمن ولا تستطيع شطب أسمائنا من قائمتها وهنا تحرك السيناتور السويسري ديك مارتي وأقام الدنيا وأقعدها وطالب بإرسال طاقم التليفزيون الخاص بالبرلمان الأوروبي ليأخذ أقوالي باعتبار أنى لا أستطيع السفر، وقام بعرضها بالصوت والصورة في البرلمان الأوروبي، وطلب التصويت على تقريره فوافق كل أعضاء البرلمان الأوروبي عليه فيما عدا بلغاريا ورومانيا، ثم قدم مشروعه لمجلس الشيوخ السويسري.

وقال بالنص: «إن قضية يوسف ندا لا تشرف سويسرا»، وشرح موضوع ووضع يوسف ندا، وطالب الحكومة السويسرية بإخطار مجلس الأمن بأن سويسرا بعد آخر ديسمبر لن تلتزم بقائمة مجلس الأمن بخصوص أي اسم مضى على وجوده بالقائمة أكثر من ثلاث سنوات ولم يحاكم أو يثبت عليه شيء.

■ هل هناك من اعترض على مارتي؟

- اعترضت وزيرة الخارجية نيابة عن الحكومة على مشروعه وطالبت المجلس برفضه، وعندما صوّت المجلس جاءت النتيجة بالإجماع وتبنى مشروعه ولم تكسب الوزيرة صوتاً واحداً.

■ هل هناك دول من التي شاركت في التحقيق تدخلت لوقف ذلك الأمر؟

- نعم تحركت أمريكا خشية تطبيق الحكومة السويسرية القرار وتبدأ عدوى عدم الانصياع لقرارات مجلس الأمن من دول أخرى، فرفعت الفيتو عن اسمي ووافقت على شطبه من قائمة المجلس، ولكن لم تشطبه من القائمة الأمريكية ومازال الموقف كذلك حتى الآن.

■ هل تبرئتكم ورفع اسمكم من قوائم الإرهاب يعطى مشروعية لجماعة الإخوان المسلمين، وقد قيل إن الجماعة طالبت بمشروعية أكبر؟

- لم يحدث ولا يعقل أن يحدث، لأن هذه الجماعة والمؤمنين بأفكارها يحتسبون ما يصيبهم عند الله ولا يقايضون عليه، ومشروعيتهم يستمدونها من الله وليس من غيره.

■ جاء في جريدة «القدس العربي» خبر يقول: «إن شخصيات نافذة في جماعة الإخوان المسلمين تدعم بقوة مساعي رجل الأعمال المصري المقيم فى سويسرا بهدف ملاحقة النظام المصري، وقالت - والكلام لا يزال للصحيفة - مصادر بارزة في الجماعة إن مكتب الإرشاد عقد مؤخراً اجتماعاً ضم عدداً من القيادات انتهى إلى أن الظلم الذي وقع على ندا ينبغي أن تتضافر الجهود من أجل رفعه وتعويضه من خلال مباركة مساعيه لإعادة جزء كبير من ثرواته التي تعرضت للخسائر، بسبب ملاحقة الأمريكيين له طيلة أعوام».. ما رأيك؟

- هذا الكلام كله غير صحيح، فيوسف ندا لا يقبل أن يشغل مكتب إرشاد الجماعة بأموره الشخصية ومكتب إرشاد الجماعة عنده ما هو أهم من قضايا يوسف ندا ليهتم بها ويضحى من أجلها للمساهمة في خدمة هذا الشعب، سواء من الشؤون الدعوية أو الاجتماعية أو الصحية أو السياسية الداخلية والخارجية أو المشاكل التي تفتعلها الدولة في قسوة وعنف وحقد وخروج على القانون وسوء استعمال السلطة.

■ هل دعمتكم الجماعة معنوياً ومادياً؟

- دعم الجماعة المعنوي والأخوي قائم لكل مضطهد، سواء كان من الإخوان مثل يوسف ندا أو من غيرهم، ولله الحمد لم أحتج إليه ولم أهبط عن مستواي خلال السنوات الثماني الماضية.

أما ما قيل من أن يوسف ندا يفكر في ملاحقة النظام المصري فالعكس صحيح، فالنظام هو الذي يلاحق يوسف ندا قبل أن يغادر مصر عام 1960 وبعد أن غادر مصر، وظل يحرض عليه الدول الأخرى بتقارير كاذبة وظالمة، بل إنه في عام 1966 حكمت عليه محكمة النظام غيابياً بعشر سنوات سجناً، ثم في 2008 قدمته السلطة القائمة للمحاكمة العسكرية وحُكم عليه العام الماضي غيابياً بالسجن عشر سنوات واحتسب ذلك عند الله مثل باقي إخوانه المأسورين، وكل ما قاله يوسف ندا مثل إخوانه رداً على ذلك: حسبنا الله ونعم الوكيل، اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون.

■ هل تخشى النظام المصري حالياً؟

- أنا لا أخشى هذا النظام ولا غيره ولا أخشى إلا الله، ورغم محاولتهم حصاري خلال الخمسين سنة الماضية بحمد الله وفضله لم يتوقف نشاطي السياسي والمالي والصناعي والاجتماعي والخيري والدعوي، ورغم أنى كنت قد اخترت العمل الصامت ولكنى خرجت إلى العلن لأثبت أنهم فشلوا فيما أرادوا، ومن كان مع الله فلن يتره عمله وهو حسبه ونعم المولى ونعم النصير.

■ هل ستعود إلى العمل مرة أخرى؟

- لقد تم إكراه مصفى بنك التقوى ومصفى سبع شركات أخرى أملكها في بلاد متعددة للتصفية بخسارة كاملة منذ سنوات وشطبت من السجلات ولا نستطيع قانوناً أن نرجع على المدينين أو المصفين أو نطالب بأوراق أو مستندات لمرور الزمن المحدد قانوناً للاحتفاظ بها وهو خمس سنوات، ولم يكن هناك أي إمكانية لنا للتدخل خلال ثماني سنوات تحددت إقامتنا في كيلومتر مربع وكنا ممنوعين من السفر وأسماؤنا معممة على بنوك العالم لا تتعامل معنا، ورغم أننا كنا أكبر المساهمين والمستثمرين في بنك التقوى فقد احتسبنا كل شيء عند الله ولا يؤلمنا إلا من تضرر معنا من المساهمين أو المستثمرين الآخرين وحسبنا الله ونعم الوكيل.

■ هل سيردون لكم أموالكم التي قدرها البعض ب200 مليون دولار وقت وضعكم على القوائم السوداء في 2001 ؟ وما هي حقيقة أرقام خسائركم المادية؟

- لقد تحدثت الصحف هنا في أوروبا وأمريكا عن حجم خسائرنا خلال هذه السنوات الثماني، وبعضهم قال إنها 350 مليون فرنك سويسرى وبعضهم قال 200 مليون يورو، وآخرون قالوا غير ذلك أما أنا فما زلت لا أعرف ولا أستطيع أن أعرف، فليس عندي أي وسيلة حتى الآن لكي أعرف ماذا كان عندي اللهم إلا بعض العقارات والبعض الآخر حجزت عليه الضرائب وغيرها في غيبتنا وتم بيعه ولا نعرف بأي رقم ولا أين أوراقهم التي مرت المدة القانونية المفروضة على المديرين والمصفين للاحتفاظ بها ونحن تحت الحصار الظالم، وحسبنا الله ونعم الوكيل

■ هل ستطالب برفع اسم البنك والشركات من القوائم؟

- نعم سنظل نطالب برفع أسماء البنك والشركات من القوائم لأمور معنوية وليست مادية، حيث قيل إننا استعملناها فى تمويل الإرهاب.

■ أنت مطلوب في مصر لتنفيذ حكم بالسجن عشر سنوات، ورفع اسمك من القوائم السوداء يعنى أنك أصبحت حر الحركة ويمكنك أن تسافر إلى أي بلد.. هل ذلك يشكل خطورة عليك خاصة أنه يمكن تسليمك إلى مصر حال سفرك إلى دولة لها مع مصر اتفاقية تبادل مجرمين؟

-موضوع القرار الظالم- ولا أقول الحكم علىّ- في مصر، وإمكانية تسليمي من الدول التي لها اتفاقية تبادل جنائي مع مصر، فإن هذا الأمر وارد في دول «الغاب»، ويجب أن أتفادى السفر إليها ولا يعنى ذلك عدم حدوث مفاجآت من هبوط طائرة أستقلها اضطرارياً في مصر عندما أمر في سمائها لخلل فى الطائرة أو مصاعب جوية، وقد حدث ذلك عام 1966 وتحدثت مع قائد الطائرة وشرحت له فهبط في مطار أثينا بدلاً من القاهرة.. كل هذه الأمور لم تعقني من قبل ولن تعوقني بإذن الله، فمصيري بيده –الله- وليس بيد أي ظالم، وقد تربيت في الجماعة على أن أؤمن بالقدر وأرضى بالخير وغيره مما هو مكتوب، وما علىّ إلا أن أعقلها وأتوكل.

■ ماذا يعنى شطب اسمك من قوائم تمويل الإرهاب بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين؟

- يعنى شطب اسمي بالنسبة للإخوان المسلمين مثلما يعنى خروج أي أخ من المسجونين أو تبرئته في محاكم عادلة.

■ ماذا عن القضايا التي رفعتها أمام القضاء السويسري؟

- بخصوص القضايا وما أصابني في هذه السنوات الثماني فمازالت أمام المحاكم السويسرية قضيتان، وأخرى في المحكمة الأوروبية رفعتها ويصر المحامون على أن أستمر فيها لأسباب معنوية لعائلتي من بعدى.

■ هل ستعود إلى عالم المال والأعمال مرة ثانية؟

- سأعود إلى عوالم المال والأعمال والسياسة، وسوف «ترجع ريمة لعادتها القديمة» إلى أن يشاء الله غير ذلك، وهذه لم تكن الجولة الأولى في حياتي ولن تكون الأخيرة بإذن الله.

■ وماذا يعنى ذلك أيضاً بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين ووضعك فيها؟

- عشت منذ صباي مؤمناً بأفكارها –الجماعة - ملتزماً بخطها أكثر من 60 عاما ولم أشغل أي موقع فيها غير ما أمرتني به قياداتها وهو موقع واحد سمى مفوض العلاقات السياسية الدولية، وأعتقد أنى بحمد الله أنتجت ووفقت في إنجاز الكثير في هذا الموقع وأنا لا يمكن أن أقبل ولا أصلح لأي موقع آخر حتى ولو كان موقعاً استشارياً، وحسب لائحة الجماعة فإن المرشد من حقه ومن صلاحياته أن يكلف من يشاء بأي مهمة ولا يستدعى ذلك موافقة مكتب الإرشاد أو غيره، ولا أملك ولا أستطيع أن أرفض هذه المهمة إن ألقاها علىّ هو في المدة الباقية له كما حددها أو من يخلفه إن كان لي بقية من عمر أو جهد ومادام الأمر فقط من صلاحيته فعليك توجيه السؤال له وليس لي.

■ ما تعليقكم على براءتكم؟

- طلبك أن أعلق على تبرئتي في الخارج وإدانتي في مصر فأقول بصوت حزين «بلادي وإن جارت علىّ عزيزة.. وأهلي وإن ضنّوا علىّ كرام»

■ دائما ما يتجدد بين الحين والآخر في الجماعة الاعتراض على ترشيح المرأة والأقباط لرئاسة الدولة.. هل مازلت عند رأيك؟

- الاعتراض على ترشيح المرأة والمسيحيين المصريين (لا أقول الأقباط لأن كثيراً من المسلمين المصريين أقباط)، فإن الإخوان قالوا إنه في الفقه الإسلامي توجد آراء مختلفة وأنهم اختاروا من بينها هذا الرأي فقامت الدنيا ولم تقعد، وكأن الإخوان ارتكبوا جريمة تستحق أن يتم نفيهم من الأرض أو تنصب لهم محكمة أخرى تضعهم جميعاً في معسكرات الاعتقال، ثم إن الحديث كله يدور على الترشيح لا على نتائج الانتخاب أو التصويت.

وما هو ملزم لكل أفراد أي شعب هي نتائج انتخابات حرة نزيهة، أما الترشيح أو التصويت فكلاهما من الحقوق الشخصية التي لا يجوز التدخل فيها وهما مكفولان، وهما في كل أشكال الديمقراطيات لكل مكونات المجتمع سواء كانوا أفرادًا أو أحزاباً أو جمعيات.

وأقوال الدكتور محمد حبيب، نائب المرشد، توضح ذلك، حيث قال: الإخوان اتفقوا فيما بينهم في حال قرروا ترشيح أحد أعضاء الجماعة للرئاسة أو تم تأسيس حزب للإخوان قام بدعم مرشح فلن يكون إلا ذكراً مسلماً ولن يكون قبطياً أو امرأة ولكن انطلاقا من إيماننا بمبدأ الديمقراطية القائمة فمن حق أي فصيل سياسى لا ينتمي إلينا أن يرشح نفسه أياً كان دينه أو جنسه أو مذهبه، ولسنا ملزمين بتأييده أو بدعمه وفى حالة أن اختار الشعب رئيساً قبطياً فإن الإخوان سيتعاملون معه أيا كان اسمه، ورغم أنى وكثيراً من الإخوان في الداخل وفى الخارج (ونحن أقلية) لا نميل لهذا الاختيار ولكن رأى الأغلبية في هذا الوقت هو الذي أعلن.

■ هل هذا الرأي قابل للتغيير أم لا؟

- إذا نظرنا بموضوعية لهذا الرأي نجد الآتي:

1- هذا الرأي الفقهي تبناه كثير من الإخوان الآن، وليس معنى هذا أنه قرار أبدى أو آية قرآنية غير قابلة للتغيير، ولعلهم يقتنعون بغيره فيعدلون عنه ويختارون عكسه مما هو موجود أيضاً في آراء فقهية أخرى والآراء الفقهية كلها صناعة بشرية وليست منزلة ويمكن تغيير الفتوى فى ظروف كثيرة تحدث عنها العلامة القرضاوي في كتابه (تغير الفتوى).

2- لعل القواعد تأتى بغيرهم ممن لهم قناعات بآراء فقهية أخرى فتتغير قراراتهم أيضاً من المنظور الشرعي الذي يلزمنا جميعاً.

3-الإخوان شريحة من شرائح الشعب المصري وليست غالبيته، فإن تبنت الغالبية غير رأيهم فلابد أن يلتزموا بقرار الأغلبية ولن يستطيعوا تطبيق اختيارهم بل سيعلنون التزامهم بالنتائج، كما قال الدكتور محمد حبيب، نائب المرشد.

4- إن كنّا ننادى بالديمقراطية فعلى المخالفين في الرأي من الإخوان مثلى أن يستمروا في الحوار ويتحركوا لتوليد قناعة عند الأغلبية من الإخوان برأي فقهي مختلف فتضطر قيادة الجماعة لتبنى الرأي الآخر وليس عيباً أن يكون هناك حوار داخلي، خاصة في المسائل الحساسة أو المصيرية ولا يعنى هذا الانقسام ولكن الإبداع رغم أنه في حالة تبنى أغلبية الإخوان قراراً فالكل ملزم به.

5- إن كنا نتحدث عن ترشيح وانتخابات فهذا يعنى أننا نتحدث عن نظام ديمقراطي وليس عن نظام شمولي وأرى أن هناك خلطاً بين مفهوم أمير المؤمنين الذي سمى موقعه فقهيا بالولاية العظمى وصلاحياته وهذا غير موجود في أي دولة الآن ( سواء كان كل أو غالبية مواطنيها أو أقلية منهم مسلمين) وبين ما هو مقرر في رئاسة النظم الديمقراطية وصلاحيات رؤسائها.

وقد رضينا بأن نحكم بما لا يخالف الشريعة الإسلامية في نظام ديمقراطي لا يتنافى مع المساواة بين المحكومين والتعامل معهم من منطلق العدل والمواطنة التي تساوى بينهم في الحقوق والواجبات في أي موقع ولو كان رئاسة الدولة الديمقراطية الذي ليس فقط تأتى به الأغلبية ولكن تعزله إن لم يلتزم بما تراه.

وكما لا ينتظر من شيوعي أو ممن لا يؤمن بالأديان أن يرشح أو ينتخب شخصاً من الإخوان ويعتبر ذلك من أبواب حرية الرأي فلماذا يحرم غيرهم من هذه الحرية؟!

■ ما رأيك في ما يقوله أحمد رائف ضدك؟ وهل هو من القيادات في الإخوان؟

- الواقع أنى تعجبت عندما كتب عنه أنه قيادي سابق في الإخوان وكأنها قيادة عربة بحصان كل من علا صوته واسمع المارّة سمى بقائد عربة (ولا أحب أن أذكر مسمى السائق بالعامية حتى لا يظن أنى أقصده).

والعالم كله يعلم أن قيادات الإخوان (التي لم أتشرف في يوم ما أن أكون منها) لها مواصفات ومقاييس معينة تنسب إلى الالتزام الديني والخلقي والصدق في القول والعمل والمعاملة وبدون قدح في الرجل وبكل صراحة وأدب أقول إنه ليس في مواصفاته الشخصية أو سلوكه ما يؤهله لهذا الموقع.

وليس المقصود أن أقدحه أو أهجوه وما يسرى عليه يسرى على المليجي وعلى عفيفي وغيرهما ممن ظنوا أنهم سيثيرون زوبعة ولمّا انتهوا منها وجدوها لم تتعد فنجانا وقذفت في سلال المهملات مع قصاصات الصحف والمجلات.

وبصفتي أحد الإخوان من حقي أن أعترض على من يدعى أنه كان من قيادات الجماعة التي أخضع لها.

وعندما أعود بذاكرتي إلى البداية أذكر أن الدكتور توفيق الشاوي رحمه الله اهتم بنشر كتابين لمسجونين كانا في السجن لأسباب لا علاقة لها بالإخوان، وخرجا قبل بداية خروج الإخوان الأول لبناني اسمه روكسى معكرون وهو لبناني ماروني كان يقضى حكماً في قضية مخدرات ومن هول ما رأى من تعذيب الإخوان، عاهد نفسه أن يسجل كل ما رأى وينشره وبمجرد خروجه من السجن كتب الكتاب وسماه «أقسمت أن أروى» وقص فيه ما شاهد من تعذيب الإخوان، والثاني كان أحمد رائف الذي كتب كتابا سماه «البوابة السوداء» وعندما عرضت مسودات الكتابين على الدكتور توفيق الشاوى رحمه الله والذي كان في هذا الوقت ملقى على كاهله كثير من المسؤوليات الإخوانية في الخارج قرر تبنيهما وتولى نشرهما بداية من بيروت،

ولأن الكتابين نقلا صور تعذيب الإخوان في السجون بوضوح فقدر الإخوان كاتبيهما وعناوينهما في نشر كتبهما على نطاق واسع ورفض معكرون أن يستفيد مادياً من نشر كتابه واعتبره واجباً برّ به قسمه أما أحمد رائف فقد استفاد مادياً وتقرب للإخوان واستفاد من قربه منهم وعلاقاته معهم وكان رأس ماله في علاقته معهم وبداية ظهور اسمه هو هذا الكتاب، ووافق بعض أفراد الإخوان أن يستثمروا معه فى دار النشر رغم أنه كانت سكرتيرته فيها زوجة أحد أهم ضباط أمن الدولة ودارت الأيام وزارني هنا في سويسرا ثم أرسل لي مراسلات مازلت محتفظاً بها لأسباب إثباتات قانونية ولا أريد الحديث عنها الآن إلا إذا اضطررت.

■ هل أنت مستعد للحوار مع الأمريكان؟

- أقول إني أحاور العدو والصديق وليس في ذلك عيب أو خطأ أو محظور شرعي أو وطني والأصدقاء والأعداء في كل مكان يتحاورون والله جل جلاله تحاور مع إبليس وسيدنا إبراهيم تحاور مع من أرادوا حرقه وأمر الله موسى بأن يذهب إلى فرعون ويحاوره ليخلص قومه من العذاب، والرسول صلى الله عليه وسلم تحاور ليس فقط مع اليهود والنصارى بل مع المجوس والذين أشركوا وكل من آمن به كان كذلك قبل أن يحاورهم ويؤمنوا ولهذا أقول إن المانع الشرعي لأي حوار مع أي جهة غير موجود أما الأسباب المحلية من مكان إلى آخر خاصة إن كانت تهديدية فلا علاقة لها لا بدين ولا بسياسة أو وطنية والأبحاث لا يجب أن توقف وأن أهم ما يجمع المجتمعات البشرية هو حوارهم وتبادلهم المصالح والخبرات وحل المنازعات أو شرح الحقوق والدفاع عنها وكيف أستطيع أن أدافع عن حقي إن امتنعت عن إيضاحه وإثباته للصديق والعدو ومغتصب هذا الحق أو المساهم والمدعم لاغتصابه أو من يمكن أن يدعمني لاسترداده.

أما الموانع النفسية أو السياسية الانتقائية فلا علاقة لها بالدين ولا بالوطنية ولكن بالسلطة التنفيذية التي تغير المصطلحات وتفعل الشيء وتلقى تهم الخيانة على من يفعله غيرها.

«الإخوان المسلمين» لم يعودوا جمعية في حي من أحياء أي دولة إسلامية، ولكنهم الآن في كل مكان في العالم، وليس هناك أي تجمع ديني أو سياسي في أي دولة إسلامية أكبر من تجمعاتهم هم والمتعاطفين معهم فكيف يطلب منهم أن يوقعوا أنفسهم ويتحركوا طائعين في الحيز الذي يرسمه لهم من يريدون إبادتهم.

تتصل بعض السلطات الديكتاتورية المذلة لشعوبها بالأمريكان وإسرائيل والغرب بل وبكل من لا يريد الخير لهذه الشعوب وتتعاون معهم ضدها ولكن تحرك أي فصيل من هذه الشعوب ليشرح حقوقه أو موقفه أو يتفاوض مع هذه الجهات من أجل حقوقه وحقوق الشعوب المستضعفة وصفته هذه السلطات الديكتاتورية بالخيانة كأنما حرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس.

■ لكن هناك قراراً من الجماعة بعدم التعامل مع الأمريكان إلا في وجود ممثل للدولة!

- إن قرار الإخوان فى مصر عدم لقاء أي مسؤول أمريكي يحضر إلى مصر أو مقيم في مصر إلا بوجود مندوب رسمي مفوض من السلطة التنفيذية هو قرار محلى للإخوان في مصر مفصل ومحسوب على مقياس الوسائل التي يتبناها الإخوان في مصر في ظل الاضطهاد والقسوة والظلم والإعلام الرسمي المسيطر عليه والموجه لاختلاق تهم وإلصاقها بهم وهذا القرار سواء كان حكيما أو غير ذلك أو مؤقتاً أو غير ذلك لا يسرى إلا على الإخوان في مصر، أما الحاجز النفسي المضلل أو المفروض الذي وجد في المنطقة ليعزز الاحتكار الديكتاتوري للحوار والاتصال والانفتاح على الآخر أياً كان ولو كان الشيطان أو فرعون هذا الحاجز قد سقط من قواميس حركة الإخوان في خارج مصر وأرجو أن يسقط قريباً من قاموس الإخوان أيضاً في مصر.

■ ماذا عنك بشكل شخصي؟

- سؤالك عنى أرد عليه بالقول بأعلى صوت لم أكن في أي يوم ولن أكون خاضعاً لهذه القيود الظالمة وكنت أتحرك بحرية في اتصالاتي وحواري بلا قيود إلا الحدود الشرعية والوطنية والمستلزمات السياسية في أوقات حريتي وأيضاً في وقت تحديد إقامتي ووضعي على القوائم الدولية خلال الثماني سنوات الماضية، وسأظل كذلك إن شاء الله وقد تسمع المنطقة بمفاجآت أوائل العام المقبل إن أحياني الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.