بدأ الناخبون في مصر يوم الاثنين الادلاء بأصواتهم في بداية الجولة الاولى من انتخابات تشريعية تمهد لنقل السلطة الى المدنيين من المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد منذ الاطاحة بالرئيس حسني مبارك في فبراير شباط. وقال شهود عيان ان الادلاء بالاصوات انتظم في مراكز اقتراع في الموعد المحدد هو الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (0600 بتوقيت جرينتش) لكنه تأخر في مراكز اقتراع أخرى.
وقال الشهود ان الاقبال كبير من الناخبين من مختلف الاعمار.
وقالت الناخبة أميرة أحمد فهمي بعد أن أدلت بصوتها في القاهرة "كنت أمام المدرسة (مقر مركز الاقتراع) الساعة السابعة صباحا. فتحوا الساعة الثامنة تماما وأدليت بصوتي بسهولة. بعد ربع ساعة كنت في الشارع."
ويدلي المصريون بأصواتهم في المرحلة الاولى من انتخابات مجلس الشعب في تسع محافظات هي القاهرةوالاسكندريةوأسيوط والفيوم والاقصر وبورسعيد ودمياط وكفر الشيخ والبحر الاحمر.
وفي مقر انتخابي بروض الفرج في الدائرة الاولى بالقاهرة دخل أول ناخبين بعد حوالي نصف الساعة من موعد بدء الاقتراع.
وقال ضابط جيش في المقر لرويترز ان القاضي اتخذ اجراءات فتح مراكز الاقتراع متأخرا.
وقالت الناخبة جمالات علي علوان (59 عاما) "جو اللجنة هاديء والناس كلها منتظمة وهناك قاض على كل صندوق والورق مختوم وعملت الحبر السري (الذي يمنع الاقتراع أكثر من مرة)."
وفي مقر انتخابي بنفس الدائرة فتحت لجان فرعية بأحد مراكز الاقتراع أمام الناخبين حوالي الساعة التاسعة صباحا. وقال مدحت رأفت ( 35 عاما) وهو مندوب عن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين ان القضاة رفضوا العمل في المقر بعد أن اكتشفوا أنه لا يوجد قاض على كل صندوق اقتراع.
وفي عدد من مراكز الاقتراع في ضاحية القاهرة الجديدة قال شهود من رويترز ان بدء التصويت تأخر أكثر من ساعة.
وكان عدد الناخبين أمام مراكز الاقتراع كبيرا وأبدى البعض تذمرا من التأخير. وقال رجال الشرطة العسكرية الذين يتولون تأمين المراكز ان قضاة ومراقبين ومندوبين عن المرشحين تأخروا في الحضور.
وقال شهود ان التصويت تأخر أيضا لدقائق في مراكز بمحافظة أسيوط جنوبي القاهرة.
وقبل بدء الاقتراع توقع محللون انتخابات نزيهة على خلاف الانتخابات التي كانت تجرى في السابق لكن محللين اخرين قالوا ان ضعف الاستعدادات يجعل القضاء التام على أساليب الانتخابات السابقة يبدو بعيد المنال.
وقالت شاهدة عيان في حي المطرية بالقاهرة ان مؤيدي مرشحين كانوا يوزعون أوراق دعاية أمام مراكز الاقتراع على الرغم من حظر الدعاية لمدة 48 ساعة قبل الاقتراع.
وقال مندوب رويترز ان ناخبين من منطقة فقيرة وقفوا أمام مراكز اقتراع في ضاحية القاهرة الجديدة وفي أيديهم أوراق مدون بها أسماء مرشحين فرديين وأسماء قوائم حزبية للاستعانة بها في الاقتراع فيما يبدو.
وقالت صحف محلية ان أحزابا قدمت طعاما لناخبين خلال الايام الماضية لحثهم على انتخاب مرشحيها.
وفي مدينة الاسكندرية الساحلية كان الاقبال كبيرا لكن ناخبات قلن ان شكل أوراق الاقتراع غريب وانهن احتجن الى شرح.
وفي الانتخابات السابقة كان بعض المرشحين يقدمون أموالا لناخبين.
وتغلق مراكز الاقتراع أبوابها في السابعة مساء (1700 بتوقيت جرينتش). ويستطيع الناخبون الادلاء بأصواتهم أيضا يوم الثلاثاء في هذه الجولة الى منتصف الليل بحسب اللجنة القضائية العليا للانتخابات.
وتكتمل مراحل التصويت الثلاث لانتخابات مجلس الشعب في 11 يناير كانون الثاني وتجرى كل منها على يومين.
ويتطلع الناخبون المصريون الى الاستقرار بعد أسبوع من اراقة الدماء سقط خلاله 42 قتيلا وأصيب أكثر من ألفين. وأدت الاضطرابات التي يردها كثيرون الى فشل المجلس العسكري في تحقيق أهداف الثورة الى دفع البلاد في اتجاه أزمة اقتصادية.
ويجري شغل ثلثي مقاعد مجلس الشعب بالقائمة الحزبية المغلقة وهي نظام جديد على أغلب الناخبين. ويجري شغل الثلث الباقي عن طريق المنافسة الفردية.
وقال ناخب يخشى غرامة التخلف عن الاقتراع وقدرها 500 جنيه (83 دولارا) انه رسم أوزة على الورقة. وأضاف "لا أريد أن أعطي صوتي لاحد من المرشحين في دائرتي."
وجرت العادة على التلويح بالغرامة وقت الانتخابات لكن السلطات تتغاضى عن تحصيلها.