شهدت مدينة تعز اليوم الخميس «مجزرة» جديدة إثر قصف القوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح لأحياء سكنية بالتزامن مع اشتباكات مع مسلحين قبليين موالين للثورة، بينما أعلن المحافظ وقف إطلاق النار. وشنت قوات صالح قصفاً عنيفاً بالمدفعية والدبابات ما أدى إلى سقوط ضحايا معظمهم مدنيون، حيث استشهد عشرة مدنيين على الأقل بينهم امرأة وطفل. وأفاد مصدر طبي في المستشفى الميداني ل«المصدر أونلاين» ان آخر الشهداء الذين وصلوا إلى المستشفى هو طيب يعمل في أحد المستشفيات الخاصة ويدعى «أحمد محمد عبده»، ولقي حتفه برصاصة قناص في الصدر أثناء مروره في الشارع بمنطقة «وادي القاضي» في المدينة. وما يزال القصف مستمراً على أحياء في تعز حتى مساء اليوم الخميس، ويتركز على أحياء «الحصب ووادي القاضي والمرور». وتدور اشتباكات عنيفة بين مسلحين قبليين من أنصار الثورة وقوات صالح، حيث تحاول الأخيرة التقدم باتجاه وسط المدينة مستخدمة بذلك الدبابات والمدرعات، إضافة إلى غطاء القصف من مواقع مرتفعة، لكن ذلك يخلف ضحايا من المدنيين غالباً. ولم يتسنى معرفة ما إذا كان سقط ضحايا من المسلحين، غير أن وزارة الداخلية قالت إن خمسة جنود قتلوا في الاشتباكات. وأظهرت صور بثها ناشطون على الفيس بوك دبابة للجيش وهي تحترق بعدما حاولت التقدم نحو وسط المدينة. ومن بين القتلى المدنيين طفل أصيب منزله الواقع في منطقة «وادي القاضي» فتناثر رأسه وانفصل عن جسده. وإلى جانب العشرة، توفيت رضيعة عمرها شهرين تدعى «فرح» عندما منعت نقطة للجيش في حي المرور إسعافها. وبحسب ناشطين، فإن أسماء الشهداء هي: «بلقيس محمد عايش، والطفل محمد سلطان الحاج، وعبدالقوي فضل الشيباني، وأسامة غالب الوافي، وحسام عبدالله الجامعي، وإبراهيم محمد عبدالسلام، عبدالفتاح عبدالله حسن، والطفل حمزة عبده قائد، ومحمد العواضي، ووائل علي فرحان». وذكرت مصادر متطابقة أن مدير أمن محافظة تعز عبدالله قيران أصيب بشظايا رصاصة أطلقها جندي أثناء زيارته للمستشفى العسكري، بينما قتل أحد مرافقيه وأصيب آخر بجروح خطرة، غير أن وزارة الدفاع نفت ذلك.
إلى ذلك، ذكر موقع وزارة الدفاع ان محافظ تعز حمود الصوفي أمر بوقف فوري لإطلاق النار ابتداءً من الساعة التاسعة مساء اليوم الخميس. ويقول مراقبون إن المحافظ يحاول إظهار نفسه ك«حكم» بين المتنازعين رغم أنه رئيس اللجنة الأمنية المسؤولة عن الهجمات ضد المدنيين، بينما يحمله معارضون المسؤولية عما يحدث. وذكر الموقع على الإنترنت ان أوامر الصوفي «جاءت بعد التشاور والتنسيق مع لجنة التهدئة، كما سيتم تعيين مراقبين ميدانيين لرصد أية خروقات وتحديد الطرف الذي سينتهك وقف إطلاق النار». وأضاف ان «لجنة التهدئة ستجتمع في العاشرة من صباح غد (الجمعة) لتقييم الوضع ومدى الالتزام بوقف إطلاق النار».