لجأ بعض سكان العاصمة صنعاء إلى إحراق النفايات بعد تكدسها في بعض الأحياء لأسابيع بسبب توقف عمال النظافة عن العمل، فيما تضاربت الأنباء بشأن أسباب التوقف. وانتشرت الروائح الكريهة في بعض الأحياء السكنية، لكنها ازدادت اتساعاً مع قيام السكان بإحراق النفايات للتخفيف من تكدسها، وتسبب إضرام النيران فيها إلى انتشار روائح نتنة أعقبه تذمر كثير من الأهالي. وقال شاب وهو يرى النيران تلتهم القمامة بالقرب من بيته بعدما أضرم النيران فيها «ليس بوسعنا سوى إحراقها، رغم ان ذلك يسبب تصاعد الأدخنة الكريهة.. غير أنها ستنتهي سريعاً أفضل من بقائها متكدسة». ويعتقد أيضاً ان إحراق النفايات يمنع انتشار الأمراض في الأحياء السكنية. وليست المرة الأولى التي يلجأ السكان لإحراق القمامة المتكدسة، فقد شهدت صنعاء قبل أربعة أشهر أزمة شبيهة عندما توقف عمال النظافة عن العمل وتكدست في الشوارع. ويتهم عمال النظافة إدارة بلدية النظافة بصنعاء بإصدار توجيهات لهم بالتوقف عن العمل، في إطار ما أسموه ب«العقاب الجماعي للشعب». وقال أحد العمال ان الحكومة أوقفت مرتباتهم ما دفعهم للتوقف عن العمل عدة أسابيع. وأضاف «بعد صرف مرتباتنا كنا على وشك مباشرتنا العمل، لكن تفاجئنا بعدم وجود مادة الديزل لشاحنات نقل القمامة، ما اضطرنا للتوقف، وهذا ما أعده عقاباً واضحاً للمواطنين». لكن مسؤولاً في بلدية العاصمة نفى أن يكون لتلك التوجيهات علاقة فيما يحدث بين المحتجين والنظام. وقال طالباً عدم الكشف عن اسمه ل«المصدر أونلاين» ليس لنا علاقة فيما يحدث نحن نخدم الوطن قبل كل شيء، متهماً مسؤولين في مكتب النفط بالعاصمة صنعاء بإيقاف مستحقات مؤسسته من مادة الديزل. وأضاف «ليست المرة الأولى التي يقومون بإيقاف تلك المستحقات، قبل عدة أشهر قدمت لنا معونات من بعض المعسكرات بعدما ضج المواطنون من تكدس القمامة». وحاول المصدر أونلاين التواصل مع مسؤولين في مكتب النفط بالعاصمة، لكن الاعتذار عن إدلاء أي تصريحات هي الإجابة السريعة قبل إغلاق هواتفهم المحمولة. ويتبادل السكان روح الفكاهة فيما بينهم رغم الأوضاع المأساوية التي تمر بها البلاد. يقول محمد سمير ممازحاً «المستفيد الوحيد من بقاء القمامة في الأحياء السكنية هي القطط والكلاب، ليست بحاجة للبحث عن طعامها ما دامت القمامة متكدسة». فيما يبادله احمد بادي القول «أصبح حجم القطط كالخرفان، بينما نحن المواطنين لا نجد لقمة العيش لنشبع جوعنا». وليست العاصمة صنعاء التي تواجه تلك المأساة، بل تشهد محافظات مختلفة من تكدس مخلفات القمامة، كتعز والبيضاء وإب وغيرها. ويأمل المواطنون أن يساهم الانفراج السياسي للأزمة التي تعيشها البلاد في تخفيف الأوضاع المأساوية، وفي مقدمتها عودة عمال النظافة للعمل، ورفع النفايات المتكدسة.