تفجر القتال مساء اليوم الخميس بين مسلحين سلفيين يرافقون قافلة إغاثة ومقاتلين من جماعة الحوثيين في مديرية كتاف بمحافظة صعدة شمال اليمن. وتضاربت الروايات بشأن أسباب اندلاع القتال، ففي حين قال مكتب زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي إن القافلة التي وصفها بأنها عسكرية بدأت «بشن حملة عسكرية في منطقة القَطعَة» التابعة لمديرية كتاف. قال مصدر من السلفيين إنها قافلة إغاثة. وأضاف الحوثي في بلاغ حصل المصدر أونلاين على نسخة منه ان القافلة «هدفها إشعال نار الفتنة»، وأنها شنت «عدوانها العسكري» بعدما بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها «من أجل إفشال مساعي التهدئة». ويدور قتال منذ نحو شهرين بين الحوثيين والسلفيين في منطقة دماج التابعة إدارياً لمديرية الصفراء، مع فرض الحوثيين حصاراً على المنطقة التي تشتهر بوجود مركز ديني سلفي. من جهته، أكد مصدر من السلفيين ان القافلة التي وصفها ب«الإغاثية» جاءت لتزويد المحاصرين في دماج بالغذاء، مضيفاً أنها عالقة في مديرية كتاف منذ أسابيع في انتظار مواصلة الطريق. وقال متحدث باسم السلفيين اسمه مطلق دبوان ل«المصدر أونلاين» عبر الهاتف ان الاشتباكات وقعت عندما اعترض الحوثيون طريق القافلة التي بدأت بالتحرك لتزويد سكان دماج بالغذاء والدواء الضروري والمقطوع عنهم منذ نحو شهرين. وأضاف ان القافلة انقسمت إلى ثلاثة أقسام، وراح كل قسم من طريق لضمان وصول حتى جزء من الغذاء، مشيراً إلى ان المعلومات الواردة إليهم تقول إن قتيلين من السلفيين سقطا كما جرح آخرون في الاشتباكات المستمرة. ولم يتسن معرفة ما إذا كان هناك ضحايا في صفوف الحوثيين من عدمه.
وعن أعداد المشاركين في القافلة، قال دبوان إنهم بالمئات وقدموا من مختلف المناطق اليمنية. وكان الحوثيون أعلنوا تسليم نقاط تفتيش على الطريق إلى دماج «لقوات الأمن»، لكن مطلق دبوان قال إنهم مسلحين حوثيين ارتدوا ملابس العسكر. وقال إن تلك النقاط رفضت صباح اليوم الخميس السماح لفريق من الصليب الأحمر بالوصول إلى دماج لانتشال جثث سلفيين قتلوا في معارك سابقة قبل يومين. وتابع دبوان ان الأوضاع في المنطقة «سيئة للغاية.. فنحن نتعرض للجوع من جهة، والقصف والاعتداءات من جهة أخرى».