في هذا الوطن بدولة مفروضة مؤقتة، التي أعطت فرصة إضافية لصالح للعيش ! الشباب بالساحات، المواطنون بالأكواخ، الوزراء بالوزارات، وصالح يعيش بالقناة اليمنية، وهادي يعيش على الكرسي ! لا نعيش على صفحة واحدة ، وهذا ما ظلمنا في العهد السابق أن لكلٍِ تاريخه ويحكم من تاريخه الخاص لا من تاريخ الوطن ككل ! المسألة التي يجب لا نغفل عنها هي توحيد الأهداف، أو بمعنى أصح توحيد تحقيقها، لأن - وليكن حسن الظن حاضرا - أن كل له هدفه السامي في بناء دولة جديدة ! فإعطاء الاعتبار للشباب مهم، وللمواطنين وأيضا للإعلام وأقصد بها كأول خطوة إعلامية حرة إلغاء صالح من الحسابات الإعلامية، وبالمقابل الشباب يعطون أهمية للحكومة بالانتباه لمسارها وهي دون السن القانوني كي لا تتصلب بعود أعوج ! فنحن لم نرد أن يحدث تبديل رأس صالح برأس هادي والمضغة ذات المضغة ! فالثورة خرجت للفظها لا لإعادة تكريرها، فلا زال طلب محاكمة صالح قائم، لأن هناك دماء فلماذا بن عمر يحذف الدال من دماء اليمنيين ؟ ويدلل بها صالح ! فبعد أن ماطل صالح بتوقيع المبادرة، يريدون إدخاله خانة الشرف، بأنه «خاور» أقصد حاور الطاولة فقط، وبالنسبة للقتل الذي يحدث والشهداء فهم أسفل الطاولة ، أسفل الشرف أسفل الوطن ! فلو كان صالح بهذه النزاهة وبهذه العقلية الفذة على ذمة قناة اليمن ، لماذا اليمن متأخرة عن العالم العربي الذي هو أساسا العالم الثالث ! أيتها الحكومة الجديدة عودة الكهرباء والماء والبترول حسنا أما بعد ! إعلام حكومي حر غير متحزب، وحبذا لو تجددت دماؤه بشباب بلا انتماء حزبي ! جامعات لا تسرق ميزانيتها، وتفرغ مخازنها، واللجوء إلى جيوب الطلاب ! خطة لنهضة الطب في المدن، وفي الأرياف ! مراقبة الموظفون بمزاولة أعمالهم، لا رواتب تصل وهم على الأرائك ! هذا جزء بسيط من «بعد» ولا يُحصى في دولة سفليه ! ! مع أني أعلم أن هذه الحكومة جاءت للترميم أكثر منها للتجديد وإني بما ذكرت أعلاه أرصد رؤى قابلة للتفسير، ولكن لا بأس أن يستخدموا عقولهم للتطوير طالما بأياديهم السلطة! ، فمن كان منهم ذكيا فليطبق أهداف الشهداء، وأولئك الملتحفون الهواء في الساحات الثورية! الذين هم قدموا أرواحهم ووقتهم لوطن جديد، والحكومة ترأست كراسيها لأجل هذا فقط ! فبوضعنا الانتقالي كل شيء في وطني يتسابق للعيش لأنه كان يموت ببطء ، فلتعيشوا جميعا !