15 غارة للعدوان على الجوف ومأرب    الأرصاد تتوقع أمطاراً رعدية بالمناطق الساحلية والجبلية وطقساً حاراً بالمناطق الصحراوية    تفاصيل جديدة لمقتل شاب دافع عن أرضه بالحسوة برصاص من داخل مسجد    من أين تأتي قوة الحوثيين؟    بيع شهادات في جامعة عدن: الفاسد يُكافأ بمنصب رفيع (وثيقة)    شركات الطيران العالمية تلغي رحلاتها إلى كيان العدو بعد تحذيرات اليمن    بدء تنفيذ قرار فرض حظر على الملاحة الجوية لمطارات الكيان    رسميًا.. بايرن ميونخ بطلًا للبوندسليجا    تشيلسي يضرب ليفربول ويتمسك بأمل الأبطال    تدشين برنامج ترسيخ قيم النزاهة لطلاب الدورات الصيفية بمديرية الوحدة بأمانة العاصمة    نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي يعزي في استشهاد عمر عبده فرحان    تدمير المؤسسة العسكرية الجنوبية مفتاح عودة صنعاء لحكم الجنوب    فشل المنظومات الاعتراضية الأمريكية والإسرائيلية وهروب ثلاثة ملايين صهيوني إلى الملاجئ    خلال لقائه قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة وقادة المناطق العسكرية..الرئيس المشاط: أفشلنا بفضل الله وتوفيقه المرحلة الأولى من العدوان الأمريكي على اليمن    ورطة إسرائيل.. "أرو" و"ثاد" فشلا في اعتراض صاروخ الحوثيين    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    وزير الصحة ومنظمات دولية يتفقدون مستشفى إسناد للطب النفسي    قدسية نصوص الشريعة    فيما مصير علي عشال ما يزال مجهولا .. مجهولون يختطفون عمه من وسط عدن    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    تطور القدرات العسكرية والتصنيع الحربي    في ذكرى الصرخة في وجه المستكبرين: "الشعار سلاح وموقف"    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    الاجتماع ال 19 للجمعية العامة يستعرض انجازات العام 2024م ومسيرة العطاء والتطور النوعي للشركة: «يمن موبايل» تحافظ على مركزها المالي وتوزع أعلى الارباح على المساهمين بنسبة 40 بالمائة    من أسبرطة إلى صنعاء: درس لم نتعلمه بعد    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    ملفات على طاولة بن بريك.. "الاقتصاد والخدمات واستعادة الدولة" هل يخترق جدار الأزمات؟    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    مرض الفشل الكلوي (3)    العشاري: احراق محتويات مكتب المعهد العالي للتوجيه والارشاد بصنعاء توجه إلغائي عنصري    التحذير من شراء الأراضي الواقعة ضمن حمى المواقع الأثرية    دوي انفجارات في صنعاء بالتزامن مع تحليق للطيران    إلى متى سيظل العبر طريق الموت ؟!!    وسط إغلاق شامل للمحطات.. الحوثيون يفرضون تقنينًا جديدًا للوقود    صنعاء .. طوابير سيارات واسطوانات أما محطات الوقود وشركتا النفط والغاز توضحان    نصيحة لبن بريك سالم: لا تقترب من ملف الكهرباء ولا نصوص الدستور    قيادي حوثي يفتتح صيدلية خاصة داخل حرم مستشفى العدين بإب    وزير الدفاع الإسرائيلي: من يضربنا سنضربه سبعة أضعاف    «كاك بنك» يدشن خدمة التحصيل والسداد الإلكتروني للإيرادات الضريبية عبر تطبيق "كاك بنكي"    ريال مدريد يحقق فوزًا ثمينًا على سيلتا فيغو    وفاة طفلتين غرقا بعد أن جرفتهما سيول الأمطار في صنعاء    الدكتور أحمد المغربي .. من غزة إلى بلجيكا.. طبيب تشكّل وعيه في الانتفاضة، يروي قصة الحرب والمنفى    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    92 ألف طالب وطالبة يتقدمون لاختبارات الثانوية العامة في المحافظات المحررة    يفتقد لكل المرافق الخدمية ..السعودية تتعمد اذلال اليمنيين في الوديعة    لاعب في الدوري الإنجليزي يوقف المباراة بسبب إصابة الحكم    السعودية تستضيف كأس آسيا تحت 17 عاماً للنسخ الثلاث المقبلة 2026، 2027 و2028.    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لكأس النخبة الآسيوية الأولى    مع المعبقي وبن بريك.. عظم الله اجرك يا وطن    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    - حكومة صنعاء تحذير من شراء الأراضي بمناطق معينة وإجراءات صارمة بحق المخالفين! اقرا ماهي المناطق ؟    "ألغام غرفة الأخبار".. كتاب إعلامي "مثير" للصحفي آلجي حسين    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    مانشستر سيتي يقترب من حسم التأهل لدوري أبطال أوروبا    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النظارة الذهبية-قصة مترجمة
نشر في عدن الغد يوم 16 - 06 - 2011

سلسلة عودة المخبر شيرلوك هولمز-للسير آرثر كونان دويل
النظارة الذهبية ترجمة د / طارق السقاف كلية التربية / صبر / قسم اللغة الإنكليزية
الفصل الأول

كانت تلك الليلة عاصفة و باردة جدا مع نهاية شهر نوفمبر ، و كنت و صديقي هولمز نقرأ بالقرب من المدفأة ، كان صوت الرياح و المطر مدويّا ، و كان الوقت متأخرا جدا. وضع هولمز الكتاب قائلا لي " أنا سعيد يا واتسن لأننا لم نضطر للخروج الليلة" فأجبته قائلا " وأنا كذلك " ، بعدها مباشرة سمعنا صوتا لعربة تقف خارج المنزل ، و قد خرج منها شخص ما ، فذهبت إلى النافذة لأرى من هذا الزائر و في هذا الوقت المتأخر فقلت " أحد ما قادم إلينا " ،
فأجاب هولمز " من يا ترى يزورنا و في هذا الوقت" ، بعدها مباشرة عرفنا من هو زائرنا فقد كان السيد ستانلي هوبكنز ، ذلك المخبر الشاب من سكوتلانديارد * ، لقد قمت و السيد هولمز بمساعدته في حل بعض القضايا في الماضي ، فقال له السيد هولمز مرحبا " تفضل أدخل يا سيد هوبكنز ، و تدفأ معنا إن الجو الليلة شديد البرودة و الرطوبة ، أعتقد بأن لديك قضية مثيرة لي" فرد السيد هوبكنز " نعم لدي ، هل قرأت صحف هذا المساء يا سيد هولمز " فأجاب السيد هولمز " لا ، فقد كنت مشغولا بقراءة كتاب" فأجاب السيد هوبكنز " هذا لا يهم ،فهناك بعض الحقائق في الصحف ، و القضية جديدة و قد أرسلت شرطة يوكسلي في طلبي هذا المساء حيال هذه القضية" ، فسألته " أين تقع منطقة يوكسلي هذه ؟ " ، فأجاب " إنها في كنت، وهي منطقة صغيرة جدا ،
و عندما وصلت اعتقدت للتو بأن القضية سهلة ، و لكنها الآن تبدو صعبة جدا ، فهناك رجل مقتول و لا أعلم حقيقة لماذا و من قتله ؟" ، قال له السيد هولمز " أخبرني بكل شئ" فأجابه السيد هوبكنز شارحا " إن أولد يوكسلي عبارة عن منزل كبير في الريف بالقرب من قرية صغيرة ، فقبل حوالي عشر سنوات أتى رجل عجوز يدعى البروفيسور كورم للعيش فيه ، و قد كان مريضا و يسير على عكاز ، و بعد بضعة أشهر صار جيرانه ودودين معه و لكن لم يزوروا بيته كثيرا ، و يقول الناس عنه بأنه ذكي جدا ، يقضي معظم وقته في قراءة كتبه و كان لديه خادمتان و بستاني ،
كانت الأولى - تدعى السيدة ماركر- تعمل طباخة لديه و الثانية تدعى سوزان تارلتون وكانوا يتمتعون بسمعة طيبة و قد أمضوا فترة طويلة في خدمته ، و كان البروفيسور يؤلف كتابا ، و قبل حوالي سنة قرر بأنه يحتاج إلى سكرتير لمساعدته وقد أتى رجل لشغل تلك الوظيفة و لكنه لم يكن موفقا بالعمل مع البروفيسور و لم يمكث معه طويلا ، فأتى شخص آخر يدعى سميث ، وأصبح صديقا حميما للبروفيسور إضافة إلى كونه مساعدا له ، و لقد عملا معا كل يوم وقارب الكتاب على الانتهاء ، و لكن الشاب الآن ميت واعتقد بأن شخصا ما قد قتله ، و كما قلت سابقا قليل من الناس كانوا يزورون البروفيسور ، كما أن سكان المنزل كانوا قليلا ما يغادرونه ، و العجوز مورتيمر – البستاني – لديه كوخ في الحديقة.
إن منزل يوكسلي بالقرب من طريق لندن ، كما أنه من السهولة بمكان فتح بوابة الحديقة ، ربما أتى شخص إلى المنزل و بعد فعلته هرب بسرعة. لقد تحدثت مع سوزان تارلتون الخادمة ، و أخبرتني بأنها كانت تنظف إحدى غرف النوم بين الحادية عشرة و الثانية عشرة صباحا ،
و كان البروفيسور كورم لا يزال في السرير ، و عادة ما يصحو متأخرا ، كان السيد سميث في غرفته يقرأ كتابا ، بعدها ببضع دقائق سمعته ينزل إلى الغرفة التي عادة ما يعمل بها مع البروفيسور ، و فجأة سمعت صرخة مدوية فجرت مسرعة إلى الغرفة ووجدت السيد سميث ملقى على الأرض كان هناك جرح غائر في رقبته و دم كثير حوله على الأرض ، و كان السيد سميث يلفظ أنفاسه الأخيرة وقال بضعة كلمات قبل موته وكان صوته ضعيفا لكن سوزان تارلتون تعتقد بأنه قال هذه الكلمات " البروفيسور ، كانت هي ....." . بعدها تحدثت مع الطاهية و قالت بأنها وصلت الغرفة و كان السيد سميث قد فارق الحياة ، بعدها و بسرعة ذهبت الخادمتان إلى غرفة البروفيسور ،
و كان لا يزال على السرير كان مرعوبا لسماعه صرخة مساعده فلم يستطع النهوض من سريره بدون مساعدة من أحد ، و لم يستطع معرفة السبب الحقيقي في مقتل السيد سميث. و قد أرسلت الشرطة في طلبي لتحري هذه القضية ، و عندما وصلت المنزل وجدت بان كل شخص كان حريصا بعدم المرور بممر الحديقة ، كما لم يتم تحريك أي شيء في البيت، فاعتقدت بأن شخصا بالغ الذكاء كان قد دخل المنزل هذا الصباح ، فلم يكن هناك أي آثار على ممر الحديقة ولكنني تبينت بأن شخصا ما قد مر على الحشائش بالقرب من ممر الحديقة و قد تبينت أيضا بأن هذا الشخص كان حريصا جدا بأن لا يشعر الآخرون بوجوده . ذهبت إلى الغرفة و فحصت جثة السيد سميث ،
كانت هناك سكين صغيرة بجانبه على الأرض أعتقد بأنها كانت آداه الجريمة ، و كانت تلك السكين للبروفيسور و كان يحتفظ بها داخل طاولة تلك الحجرة ، و لا أعتقد بأن السيد سميث قام بالانتحار" فقال له السيد هولمز " ربما كان قد سقط على السكين " فأجابه المخبر " لا ، كانت السكين على الأرض و لكنها لم تكن قريبة من الجثة ، آه وأهم شيء وجدناه أثناء التحري هذه " أعطى السيد هولمز نظارة ، أخذها هولمز منه وأخذ يتفحصها بدقة ، بعدها أخرج ورقة صغيرة من جيبه ودون عليها شيئا ما أعطاها للسيد هوبكنز الذي بدوره أخذ يقرا ما كتبه هولمز بها ، و كان مكتوبا عليها التالي :
" حاول البحث عن امرأة ثرية ، ترتدي ملابس فاخرة لديها أنف عريض و عيناها قريبتان من بعضهما البعض ، كما أنها تحذّق بتمعن عندما تنظر للأشياء و كانت قد زأرت محل بيع النظارات مرتان على الأقل خلال الشهرين الأخيرين، ونظارتها قوية جدا و غالية الثمن ، ولا يوجد الكثير من محلات النظارات الغالية الثمن في لندن لهذا لا تستطيع أن تجدها بسهولة" .
كان المخبر مندهشا جدا عندما قرأ ما كتبه السيد هولمز و كذلك أنا ، نظر هولمز إلينا ثم ضحك ، بعده قال لكلينا " إن النظارات يمكن أن تخبرنا الكثير عن الأشخاص الذين يرتدونها ، فهذه النظارة تعود لامرأة لأنها من النوع النسائي ، لقد قال السيد سميث قبل وفاته " كانت هي " و هذا ما جعلني أجزم بأنه كانت هناك امرأة ، كما أنها ثرية و تحب اقتناء الأشياء الثمينة لأن نظارتها كانت مصنوعة من الذهب ، و عادة ما تصنع النظارات الغالية لتناسب بالضبط الأثرياء الذين يدفعون ثمنها للبائع مسبقا.
واتسون إن أنفك عريض و لكنني متأكد من أن هذه النظارة أكبر من مقاس وجهك وأنفك ، و وجهي نحيل و عيناي متقاربتان من بعضهما البعض و مع ذلك من الصعب عليّ الرؤية من خلال هذه النظارة و هذا هو السبب في معرفة عيني و أنف صاحبة هذه النظارة" فسألته مستفسرا " وماذا عن التحديق ؟ و الزيارة لأخصائي البصريات " فأجاب هولمز قائلا " عادة ما يحدق ضعاف البصر إلى الأشياء بتركيز لأنهم لا يروا بسهولة ووضوح ، و كان من الواضح بأن النظارة كان قد تم إصلاحها مرتان و بأوقات مختلفة ، فقد كان الذهب في جهة من النظارة جديدا و كان قديما من الجهة الأخرى" ، قال السيد هوبكنز " أنت دائما ذكي يا سيد هولمز ، فأنا أعتقد الآن بأنك تعرف في هذه القضية أكثر مني بالرغم من أنك لم تذهب إلى يوكسلي ، هل لك و السيد واتسون أن تأتوا غدا معي إلى يوكسلي؟ " ، وقد وافقت أنا و السيد هولمز للذهاب إلى يوكسلي و قد علينا أن نستقل قطار الساعة السادسة صباحا و لهذا طلب السيد هولمز من السيد ستانلي هوبكنز البقاء معنا الليلة.

الفصل الثاني

في اليوم التالي كان الطقس أفضل و لكنه كان ما يزال باردا ، استقلينا القطار إلى بلدة صغيرة بالقرب من منطقة تدعى كاثمان و تناولنا إفطارنا هناك ، بعدها استقلينا عربة للوصول إلى منزل يوكسلي القديم ، و كان هناك شرطيا ينتظرنا عند بوابة الحديقة ، و قد سأله السيد هوبكنز إذا ما كان قد جد جديد أثناء غيابه البارحة و لكن الشرطي أجاب بالنفي. عندها قال السيد هوبكنز لهولمز " هذا هو ممر الحديقة ، و كما ترى لا توجد به أي آثار " ، سأله هولمز " في أي جهة كانت الآثار على الحشائش " ، فأجاب السيد هوبكنز مشيرا إلى أحد الجوانب قائلا " في هذا الجانب" ، قال السيد هولمز بعد نظرة فاحصة لجانب الممر " إن ممر الحشائش في هذا الجانب ضيق جدا ، و لكنني أستطيع أن أرى بأن شخصا ما استطاع المرور من خلاله . هل هذا هو الطريق الوحيد الذي يؤدي إلى المنزل؟" فأجابه السيد هوبكنز " نعم ، إنني متأكد من ذلك. "
قال هولمز " إذن فإن السيدة لابد أنها قد عادت من نفس الممر الذي أتت منه" ، فأجابه السيد هوبكنز " نعم" ، قال هولمز بعد نظرة فاحصة للممر في الحديقة " لقد كان ذكاء منها في مشيها بحذر شديد من هذا الممر ، حسنا لقد رأيت كل ما أريد رؤيته في الحديقة لنذهب الآن إلى المنزل ، فأنا أعتقد بأن باب المنزل المؤدي إلى الحديقة مفتوح دائما ، و لهذا كان من السهولة بمكان لها الدخول إلى المنزل ، كما أني لا أعتقد بأنها كانت تعرف بأنها سوف تقتل شخصا لأنها لم تحضر معها أي سكين أو سلاح من أي نوع و لهذا استخدمت سكين البروفيسور الموضوع على الطاولة." ،
بعدها دخلنا المنزل و قال هولمز " لقد دخلت عبر هذا الممر و لكنها لم تترك أي آثار على أرضية الممر بعدها دخلت هذه الغرفة ، هل تستطيع إخباري كم من المدة بقيت فيه القاتلة في الغرفة ؟ " فأجاب السيد هوبكنز " أعتقد بأنها كانت هنا لبضع دقائق ، لقد أخبرتنا الخادمة بأنها كانت تنظف الغرفة قبل حوالي ربع ساعة من مقتل السيد سميث لقد نسيت إخبارك ذلك البارحة" ، فأجابه هولمز " عظيم ، إذن لم تكن هنا لمدة تزيد عن الخمس عشرة دقيقة ، لقد ذهبت إلى تلك الخزانة بالقرب من الطاولة ، و قد كانت الخزانة مقفلة بقفل ، هل يوجد شيء هام في الغرفة ؟ " ،
بعدها انحنى هولمز و نظر إلى باب الخزانة ، و من ثم وقف مشيرا لباب الخزانة وقال " أنظر، هناك علامة صغيرة على قفل الباب النحاسي ، لماذا لم تخبرني بذلك يا سيد هوبكنز ؟ " فأجاب هوبكنز قائلا " لم أعتقد بأن ذلك مهما ، فهناك دائما علامات على الأقفال" قال له هولمز " أعرف ذلك ، و لكن هذه الآثار جديدة ، أعتقد بأنها وضعت البارحة فقط ، هل السيدة ماركر هنا ؟" أجاب السيد هوبكنز " نعم ، إنها هنا " بعدها أتت السيدة ماركر وسألها هولمز قائلا " هل رأيت هذه الإشارة عندما كنت تنظفين الحجرة يوم أمس؟ " فأجابت السيدة ماركر " لا ، لم أرها " فقال هولمز " إني متأكد من أنك لم تريها ، أعتقد بأن الشخص الذي قتل السيد سميث هو الذي وضعها ، كما أن هذا الشخص القاتل لديه مفتاح هذه الخزانة" ، قالت السيدة ماركر بأن البروفيسور لديه مفتاح الخزانة و أنه يحتفظ به في غرفته الخاصة.
فسألها هولمز ثانية " هل المفتاح من النوع العادي ؟ " فأجابت الخادمة قائلة " لا ، لم يكن كذلك ، فقد كان القفل من النوع المتين جدا " ، بعدها أذن هولمز للسيدة ماركر بالانصراف ، و أخبرنا قائلا " الآن نعرف ما حدث ، لقد أتت السيدة إلى هذه الغرفة ، و ذهبت إلى الخزانة و حاولت فتحها ، دخل السيد سميث إلى الغرفة ووجدها تحاول فتح الخزانة ، عندها حاولت و بسرعة إخراج المفتاح من القفل ، و لقد أحدثت ذلك الأثر لأنها كانت تحاول إخراج المفتاح بسرعة توجه السيد سميث نحوها فأخذت هي السكين الموضوع على الطاولة ، حاول السيد سميث إمساكها و لكنها عاجلته بطعنة قوية في رقبته و حاولت الهرب حين وقع سميث على الأرض و قد وقعت نظارتها منها.
هناك ممران يؤديان للخارج ، الأول يؤدي إلى الباب الخلفي و الآخر يؤدي إلى غرفة البروفيسور ، أليس كذلك يا سيد هوبكنز " أجاب هوبكنز " نعم ، لا يوجد أي طريق للخارج عن طريق الممر الآخر" ، عندها قال هولمز " لنذهب الآن إلى البروفيسور" فذهبنا إلى غرفة البروفيسور عبر الممر الثاني و أثناء مرورنا كان هولمز يتفحص الحيطان و الأرضية الخاصة بالممر و قال " هل تلاحظ شيئا غريبا في هذا الممر أيها المفتش؟ " ، قال السيد هوبكنز " لا ، أنه مثل الممر الآخر" ، قال هولمز " هذا ما كنت أعنيه ، إن ألوان الحيطان و الأرضية نفسها في الممر الثاني" فسأله السيد هوبكنز " و هل تعتقد بأن هذا مهم ؟" ، فأجابه هولمز مفكرا " ربما ، و لكنني لست متأكداً من ذلك" .

الفصل الثالث

وصلنا غرفة البروفيسور ، كانت كبيرة جدا و الحيطان مغطاة بالكتب ، و كانت الكتب كثيرة بحيث أن بعضها كان ملقى على الأرض . و كان سرير البروفيسور في وسط الغرفة و كان هو مستلقيا عليها ، و كانت لديه لحية كثة بيضاء كما كان شعره كله أبيض ، لكن جزءا من لحيته القريب من فمه كان متسخا وأصفر اللون ، كان يدخن كما كانت الغرفة مليئة برائحة الدخان و كان هناك الكثير من علب السجائر على الطاولة و عندما نظرت إلى يد البروفيسور كانت صفراء من أثر التدخين مثلها مثل جزء من لحيته.

رحّب البروفيسور بقدومنا ، بعدها سأل السيد هولمز " هل تدخن يا سيد هولمز ؟ هذه سجائر ذات نوعية عالية الجودة ، إنني كما ترى أدخن كثيرا ، إن التدخين من أمتع الأشياء في حياتي ، إنني رجل عجوز كما ترى و لا أستطيع الحركة بسهولة ، و اليوم فإن السيد سميث قد فارق الحياة و لا أستطيع العمل بدونه ، لقد كان شابا طيبا و قد ساعدني كثيرا ، وأنا آسف لما حدث له." ، أخذ هولمز سيجارة منه و أشعلها و قد تجوّل في أنحاء الغرفة بينما أستمر البروفيسور في حديثه قائلا " أنا مسرور يا سيد هولمز بقدومك وأنا واثق في قدرتك على مساعدتنا " ، بينما كان البروفيسور يدخن لاحظت بأن السيد هولمز كان يدخن بسرعة كبيرة على غير عادته ، بعدها قال للبروفيسور " أعلم بأنك كنت في السرير عندما قتل السيد سميث، لذا فإنك لا تعرف شيئا عن هذه الجريمة ، و لكن هل يمكنك إخباري ما تعنيه آخر كلماته قبل وفاته " البروفيسور ، كانت هي .... " ، فأجاب البروفيسور " لا ، لا أستطيع ، و لكن سوزان تارلتون ربما لم تسمع بوضوح ما كان يقوله قبل وفاته، أنا متأكد بأنه لم يتكلم بوضوح لا تنس بأنه قال عبارته الأخيرة وهو يموت" ،
سأله هولمز " هل تستطيع إخباري عن أي سبب يدفع لقتله " ، أجابه البروفيسور " حسنا يا سيد هولمز سأخبرك شيئا لم أقله لأحد من قبل ، لأنني كنت أعتقد بأنه ليس من اللائق أن أقوله لأنني لم أكن أريد من أي شخص أن يظن سوءا ً بالسيد سميث لأنني أعتقد بأنه أنتحر ، كما أعتقد بأنه كان واقعا في الحب ، كان لديه نظارة لامرأة ربما كان يحبها و لكنها لم تكن تبادله نفس الشعور ، بعض من الناس ينتحر لمثل هذه الأسباب."
اندهش هولمز لسماعه هذه الفكرة و ظل يفكر كثيرا ، و كان يمشي حول الغرفة بصمت و أخيرا تحدث إلى البروفيسور قائلا " هل لك بإخباري ماذا يوجد داخل خزانة هذه الغرفة ؟" ، أجابه البروفيسور " لا شيء مهم بالنسبة للص ، فقط بعض الأوراق و الرسائل من المرحومة زوجتي ، تستطيع أن ترى ما بداخلها إن أردت ذلك تفضل المفتاح" ، أخذ هولمز المفتاح وبدأ بتفحصه بعدها قال " لا ، لا أظنني احتاج إلى رؤية ما بداخل الخزانة ، ربما تكون محقا فيما قلته بشأن سميث يا بروفيسور ، سأنظر بفكرتك هذه فربما أجد الجواب بعد ما أجد شيئا آكله ، سأعود إليك ثانية و لكن ليس قبل الساعة الثانية ظهرا ، أنا متأكد بأنك بحاجة للراحة" ، شعر البروفيسور بالراحة لما سمعه من هولمز فقال " نعم أنا متعب ، لو سمحتم لا تأتوا إلى هنا قبل الساعة الثانية ظهرا لأنني متعب كثيرا " .

مشيت أنا و هولمز في الحديقة أثناء خروجنا و لم يكن هولمز سعيدا ، فسألته " هل تستطيع أن تجد إجابة لهذه القضية ياهولمز؟ " أجاب " لست متأكدا من ذلك ، و لكن أعقاب السجائر تلك قد تساعدنا " فأجبته مندهشا " حقا ، و كيف يكون ذلك ؟" فأجاب " سترى ذلك لا حقا ، والآن دور السيدة ماركر ، أريد التحدث إليها لخمس دقائق " فبدأ حديثه إلى الطاهية فسألها " أعتقد بأن البروفيسور لا يأكل كثيرا ، فعادة من يدخن بشراهة تكون شهيته للأكل قليلة أليس كذلك ؟ " فأجابت قائلة " أحيانا يأكل كثيرا و أحيانا أخرى يأكل قليلا " ، فسألها ثانية " و اليوم ؟ لقد رايته يدخن كثيرا بحيث أنه لم يطلب أي فطور هذا الصباح" فأجابته الطاهية " أنت مخطئ يا سيدي ، لقد كان لديه كثير من طعام الفطور هذا الصباح بل أنه طلب أكثر ، أنا مندهشة عندما علمت بمقتل المسكين السيد سميث لم تكن لديه رغبة في الطعام إطلاقا ، إن البروفيسور رجل غريب الأطوار" ، بعد هذا الحوار لم يتحدث هولمز كثيرا ، و قد أخبرته سوزان الخادمة بان السيد سميث كان قد خرج للقرية في الصباح الباكر قبل مقتله بفترة وجيزة. و في الساعة الثانية ظهرا قال هولمز " أنها الثانية ، حان الوقت لزيارة البروفيسور ثانية يا سادة ".

الفصل الرابع

كان العجوز قد انتهى للتوّ من أكله ، و كان صحنه نظيفا تماما لقد أكل كل شيء ، كان جالسا على كرسي كما كان يدخن. قال " حسنا يا سيد هولمز ، هل وجدت إجابة لهذه القضية ؟ " قالها وهو يمد لهولمز بعلبة السجائر ليأخذ واحدة ، وأثناء أخذ هولمز لإحدى السجائر ارتطمت يده بعلبة السجائر الموضوعة على الطاولة فسقطت السجائر على الأرض ، نزل هولمز وأنا و السيد هوبكنز إلى الأرض لالتقاطهم ، و عندما انتهينا من ذلك ،
قال هولمز للبروفيسور " نعم ، لدي الإجابة لهذه القضية " ، فأجابه البروفيسور " حقا ، أين وجدتها ؟ في الحديقة ؟ " كان وجهه يشع بالغضب وهو يتحدث إلى هولمز الذي بادره بالقول " لا ، إن الجواب هنا في غرفتك أيها البروفيسور " ، سأله البروفيسور " و متى وجدت هذه الإجابة " ، رد عليه هولمز " قبل حوالي دقيقتين" فقال له البروفيسور " أنا متأكد بأنك تمزح يا سيد هولمز ، إنها قضية مهمة ، أن السيد سميث ميت الآن فالرجاء لا داعي للمزاح الآن" ، ردّ عليه هولمز و الجدية و الصرامة بادية على وجهه قائلا " أنا لا أمزح ، أنا متأكد مما أقول ، فأنا لا أزال أجهل بعض التفاصيل ، و لكنني متأكد من أنك قد قمت بشيء سيئ ، سأخبرك بما أظنه قد حدث "
بالأمس أتت سيدة إلى منزلك و ذهبت إلى الغرفة التي توجد بها الخزانة ، و قد أحضرت معها مفتاحها لفتح الخزانة و كان المفتاح جديدا بحيث أنه كان حادا في طرفه الأمامي و لهذا فقد أحدث أثرا في القفل النحاسي لباب الخزانة ، لا يوجد طرف حاد لنسخة المفتاح التي معك لقد لاحظت ذلك عندما أعطيتني المفتاح كي أفتح به الخزانة فعلمت عندها من أنها لم تستخدم نسختك ، فاعتقدت بأنك لم تكن تعلم بدخولها إلى المنزل ، لقد أتت إلى هنا كلص ليسرق شيئا من الخزانة" ، فرد عليه البروفيسور " كل هذا عظيم ، ولكن ألا تستطيع إخبارنا أكثر من ذلك ؟ ماذا حصل للسيدة بعد ذلك ؟ " ، فأجابه هولمز " سأحاول إخبارك ، أتى سكرتيرك الخاص السيد سميث إلى الغرفة و وجدها هناك فقتلته و لكني أعتقد كانت هناك غلطة ، فلو أنها أرادت فعلا القتل لكانت قد أحضرت معها سكينا مسبقا ، لقد فقدت نظارتها أثناء معركتها مع السيد سميث و لم تستطع العثور عليها لأنها كانت في عجلة من أمرها و هربت مسرعة ، وكانت ضعيفة النظر و لهذا ارتكبت الخطأ الثاني ، فاتخذت الممر الآخر ، و كان من السهولة الوقوع في هذا الخطأ خصوصا من شخص ضعيف النظر من جهة و من جهة أخرى كان الممران لهما نفس الألوان على الحيطان والأرضية ، فلم تذهب إلى الباب بل إلى غرفتك يا بروفيسور" ، فأجابه البروفيسور راسما الدهشة على وجهه " هل تعني بأنها أتت إلى غرفتي دون علمي أو حتى دون أن أراها " ، رد عليه هولمز قائلا " لا ، لقد أتت إلى غرفتك و قد رايتها ، أعتقد بأنك تعلم من تكون ، لقد تحدثت معها بل و ساعدتها " ، عندها ضحك البروفيسور مقهقها و قال " لا بد أنك مجنون يا سيد هولمز ، لنفترض أنك على حق ، أين إذن هذه السيدة الآن ؟ " ، أشار هولمز إلى أحد الحيطان و كان مغطى برفوف الكتب و قال " إنها هناك " ، نظرنا كلنا حيث أشار هولمز ، فلم نر شيئا سوى الكتب ، بعدها بدأت خزانة الكتب كلها بالتحرك و بدا الحائط بالتحرك مثل الباب ، فظهرت امرأة عندها صاح البروفيسور . كانت المرأة مغطاة بالأتربة نتيجة لاختبائها خلف خزانة الكتب و قالت بهدوء " نعم ، أنا هنا " .


الفصل الخامس

أسرع هوبكنز إلى المرأة و قال " لا بد أن تأتي معي " ، أجابته المرأة " إنني لن أهرب ، أعلم بأنكم تعلمون بأنني قتلت سميث ، لم يعد لي وقت كافٍ ، و لكني أردت أن تعرفوا حقيقة هذا الرجل" أشارت إلى البروفيسور قائلة " إنه ليس إنكليزيا ، و لكنه روسي ، و لن أخبركم باسمه الحقيقي لأنه ليس ضروريا " ، بدأ الارتياح على وجه البروفيسور عندما قالت عبارتها الأخيرة و قال موجها كلامه لها " شكرا يا أنا ، شكرا لك " ، فنظرت إليه بغضب واستمرت بالكلام قائلة له " لماذا تريد أن تعيش ؟ إن حياتك لا معنى لها ، إنك حيوان" ، بعدها التفتت إلينا قائلة " أيها السادة ، إنني زوجة هذا الرجل ، و قد كنا نعيش في مدينة روسية لن أخبركم باسمها " ، مرة أخرى قال البروفيسور موجها كلامه ناحيتها " شكرا لك يا أنا " ، تابعت كلامها " كنا ثواراً ، و كنا نناضل من أجل أن يصبح وطننا أفضل ، كان لدينا أصدقاء كانوا هم أيضا ثوريون ، و قد أرادت الشرطة القبض علينا لقتلنا أو لإرسالنا للسجون للتعذيب ، و قد قررنا قتل رجل شرطة حتى نثبت للآخرين كم نحن أقوياء ، و في أحد الأيام قام أحدنا بالفعل بقتل رجل شرطة و لم تستطع الشرطة الإمساك بنا و لهذا عرضت مكافأة سخية من المال لمن يرشدهم إلينا ، و للأسف أخبرهم زوجي باسم القاتل ، و قد حصل على المال ، عندها تم القبض على باقي المجموعة ، قتل بعضنا و البعض الآخر تم إرساله إلى السجن و كنت أنا المحظوظة فلقد تم إرسالي إلى السجن لعشر سنوات، كان هناك شاب يدعى أليكس و كان من الثوار و لم يكن يريدنا أن نقتل الشرطي وقد حاول إيقافنا ، و قد كتب رسائل لي طالبا مني أن أخبر الثوار بأن يغيروا خطتهم ، لكن زوجي استلم هذه الرسائل وأخفاها عني ، لقد كان يريد أن يموت اليكس ، و قد كان أليكس محظوظا فلم يمت و لكنه أرسل إلى السجن لمدة طويلة إلى الآن ، و سيقبع في السجن لعشرين سنة أخرى" ، ثم نظرت إلى زوجها بغضب شديد وقالت " نعم إنه في السجن ، و أنت حر طليق أيها الحقير " ، ابيضّ وجه المرأة و كان التعب باديا على وجهها فقالت " يجب علىّ أن أنهي ما أقوله سريعا ، لقد خرجت من السجن العام الماضي و كنت أريد استعادة الرسائل التي كتبها أليكس لي ، و كنت أعرف من أن الحكومة الروسية عندما ترى هذه الرسائل فأنها سوف تعلم بأن أليكس كان قد حاول أن يمنعنا من قتل الشرطي و عندها سوف تطلق سراحه ، و لقد أتيت إلى إنكلترا بحثا عن زوجي و لم اكن أعرف أين يعيش ، و قد أخذ من وقت طويل لأجد منزل يوكسلي و عندما علمت بمكانه أرسلت له رجلا و كان السكرتير الأول له ، لقد وجد مكان الرسائل و لقد أعطاني نسخة من مفتاح الخزانة ، و لكنه لم يساعدني أكثر من ذلك لاعتقاده بأنني أردت أن أقتل زوجي ، لهذا كان علي أن آتي بنفسي ، و عندما وصلت وجدت السيد سميث ، و لم أكن أعرف بأنه يعمل لدى زوجي ، فسألته عن البروفيسور " عندها تكلم هولمز " نعم ، أعتقد بأنه عاد إلى هنا وأخبر البروفيسور بأنه قد التقى بك و لهذا قال قبل موته " البروفيسور كانت هي " كان يقصدك أنت ، أي هي المرأة التي كان قد تحدث معها في الصباح " فقالت له المرأة و قد بدا شحوبها واضحا هذه المرة " يجب أن تدعني أكمل ، لم أكن أقصد قتل السيد سميث ، لقد ضربته بتلك السكين لأنها كانت الأداة الوحيدة الموضوعة على الطاولة ، بعدها جريت خارج الغرفة و لكني فقدت نظارتي ، و لقد أخطأت الطريق لأني لم أكن أرى بوضوح لهذا أتيت لهذه الغرفة ، كان زوجي غاضبا و خائفا عندما رآني ، و قد قال لي بأنه سيرسلني للشرطة ، و كنت أعرف بأنه لا يستطيع ذلك ، لأنه لو فعل سيعرف الثوار الآخرين مكانه و سيأتون إلى هنا لقتله و لقد أردت الهروب من أجل أليكس و كان زوجي يريدني أن أهرب لأنه كان خائفا من أصدقائي الثوار ، لذا قرر أن يبقيني هنا في غرفته حتى تذهب الشرطة ، و كان هناك مكانا سريا خلف الخزانة لا يعلم به سواه و قد مكثت فيه لساعات عديدة ، و قد طلب وجبة كبيرة حتى يقدم لي الطعام ، وأخبرني بأنه عند ذهاب الشرطة أستطيع أن أخرج و هو من جانبه لن يقول شيئا " ، بعدها أعطت بعض الأوراق لهولمز و قالت " أرجوك أن تسلم هذه الأوراق للسفارة الروسية في لندن ، إن قمت بذلك سيطلقون سراح اليكس ، هذه هي كلماتي الأخيرة يا سيد هولمز ، أنت .... أنت.... يجب أن تساعدني " ، عندها سقطت المرأة على الأرض ، انحنى هولمز عليها و أخذ قنينة صغيرة فارغة كانت بيدها و قال " لقد ماتت ، لقد تناولت جرعة كبيرة من السم قبل أن تخرج علينا من مخبئها " .

الفصل السادس

كان هناك بعض الأشياء - لي وللسيد هوبكنز و كذلك هولمز – علينا القيام بها ، ومباشرة استقلينا القطار في طريق عودتنا إلى لندن ، و قد أخبرنا هولمز و نحن في طريق العودة قائلا " في الواقع لم تكن القضية صعبة جدا و لكن وجود النظارة كانت شيئا مهما فلم يكن باستطاعتي أن أعثر على الجواب بدونها ، و كان واضحا لي بأن المرأة كانت ضعيفة البصر ، فإذا هربت عن طريق الباب المؤدي إلى الحديقة لكانت قد تركت آثارا على الممر ، كما أنها لم تستطع الاستمرار في الركوض بدون نظارتها فقد كان الممر الحشائشي ضيقا كما رأينا ، لكل هذا اعتقدت بأن المرأة لم تغادر البيت مطلقا ، و كانت هذه هي المرة الأولى التي تدخل به هذا البيت و قد ارتكبت خطأ ، لقد كان الممران متشابهين إلى حد كبير و قد سلكت الممر الخطأ و لم يكن هناك باب من غرفة البروفيسور يؤدي إلى الخارج فقلت في نفسي ربما تكون لا تزال في غرفة البروفيسور و لكن أين ؟ نظرت بعدها لأرضية الغرفة و كانت صلبة جدا فلم أتوقع بأن يكون هناك ممراً سريا أسفلها ، بعدها نظرت إلى رفوف الكتب فعادة ما تجد مكانا سريا خلفها خصوصا في المنازل ذات الطراز القديم ، فقد كانت هناك كتب كثيرة أمام معظم الرفوف و لم تكن في مكان واحد فقط فاعتقدت بأن هذه الرفوف يمكن أن تفتح مثل الباب ، فدخنت العديد من السجائر و تركت الرماد يسقط إلى الأرضية أمام هذه الرفوف ، و عندما خرجت المرأة لتناول طعامها تركت أقدامها آثارا على رماد السجائر التي وضعتها و عندما عدنا إلى الغرفة الساعة الثانية ظهرا ضربت علبة السجائر الموضوعة على الطاولة حتى أستطيع أن أجثو إلى الأسفل و أنظر بدقة إلى الآثار الموضوعة على الرماد، و عندما وجدت الآثار كنت حيينها متأكدا من وجودها في المنزل " ، وصل قطارنا لندن فقال هولمز موجها كلامه للسيد هوبكنز " حسنا يا سيد هوبكنز ، ها قد وصلنا لمحطة التشارنج كروس ، أعلم بأنك تريد الذهاب إلى سكوتلانديارد ، ولكنني وواتسون يجب علينا الذهاب إلى مكان آخر ، لدينا بعض الأوراق يجب أن نسلمها للسفارة الروسية "



سكوتلانديارد : الشرطة البريطانية ( المترجم)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.