رئيس كتلة التضامن والأحرار البرلمانية قدم استقالته من حزب المؤتمر مع اندلاع ثورة الشباب يقول ان الكتلة التي يرأسها تسعى إلى رفع أداء مجلس النواب لأن المجلس كانت تتحكم فيه قوى من خارجه حتى كاد دوره ان ينتهي لذا فإن المجلس برأيه بحاجة إلى صوت مستقل ومتحرر يخدم الوطن النائب محمد مقبل الحميري في حوار مع (الجمهورية): سمعنا عن كتلة التضامن والأحرار مؤخراً.. ما طبيعة هذه الكتلة أولا؟ كتلة التضامن والأحرار كتلة شكلت من أعضاء مجلس النواب الذين استقالوا من المؤتمر الشعبي العام بداية وأثناء الثورة الشعبية السلمية وكان لهم موقف وطني مشرف من العنف الذي وجهته السلطة للشباب في الساحات والدماء التي سالت، وكان خيارهم الأوحد هو خيار الانحياز لصف الجماهير وإرادة الشعب، الذين واجهت السلطة كلمتهم بالرصاص فكان لا بد من اتخاذ موقف وطني مشرف يرضي الله ويرضي الناس. ألا يبدو أنكم قد تأخرتم ربما في إعلان كتلتكم هذه حتى الآن؟ ليس في الأمر تأخر أو تأخير، خلال الفترة السابقة كنا غير متواجدين بالصورة التي نحن عليها الآن، كان كل منا في محافظته، وكانت جلسات مجلس النواب غير مستمرة، ولم يلتئم المجلس لأول مرة منذ اندلاع شرارة الثورة إلا أثناء أداء رئيس الجمهورية اليمين الدستورية عقب انتخابه رئيسا، هناك ظروف أمنية أيضا وربما ظروف أخرى حالت دون التقاء الناس سابقا، التهديدات طالت كل من له رأي مشرف مع الثورة، وقد أنشئت بداية الأحداث كتلة الأحرار إلا أنه لم يتسن لها مواصلة عملها.. من أنشأ هذه الكتلة؟ نحن أنشأناها سابقا ونحن أعدنا ترتيبها مؤخرا وأتينا منها، وانضم معظم أعضاء الكتلة ولأول مرة يجتمعون بعدد ثلاثين عضوا برلمانيا في لقاء واحد واجتماع واحد على مدى يومين بعد مشاورات سابقة، وأجمع الأعضاء على ضرورة إعادة هيكلة الكتلة بمن فيها الأستاذ عبده بشر الذي كان رئيس كتلة الأحرار سابقا، وقد انضم إلينا أيضا الأخوة الأعضاء في كتلة مجلس التضامن الوطني المستقيلين طبعا من المؤتمر، وحمل الاسم في الأخير اسم كتلة التضامن والأحرار، وتكاد تكون الأغلبية من هؤلاء مع كامل احترامنا لمن أعلن تحفظه أو عدم انضمامه إلينا، لرؤية يراها، هذا رأيه. ما هي الأهداف المرسومة للكتلة حتى الآن؟ لدينا عدة أهداف أهمها إخراج البلد من الأزمة التي تمر بها الآن بجهود متفانية مع كل القوى والتيارات التي تسعى لذلك، ونكون عونا للأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي في القضايا الوطنية والمصيرية المشتركة، وليتسنى له اتخاذ القرارات الوطنية الشجاعة والجريئة التي تخدم الوطن من موطن قوة يستشعرها من خلفه، كما سنعينه ونعمل معه ومع الحكومة على تنفيذ بنود المبادرة الخليجية التي أصبحت الآن أمرا واقعا، والوقوف معا بجد وحزم ضد من يريد أن يعيدنا إلى الوراء أو يعرقل مسيرتنا الثورية، وأيضا نسعى إلى رفع وتيرة الأداء في مجلس النواب ليكون فاعلا بالصورة التي ينبغي في الجانب التشريعي والرقابي، لأن عمل المجلس كان تتحكم به قوى من خارجه بتوجيهات مباشرة قد تضر بالمصلحة الوطنية حتى كاد دوره أن ينتهي تماما مثل دور أي مؤسسة أخرى في البلد. تريدون أن تكونوا قوى ثالثة تتوازى مع الكتلتين الموجودتين حاليا وهي كتلة الإصلاح وكتلة من تبقى من المؤتمر؟ التوازي قد يفهم منه بالتعبير الهندسي عدم الالتقاء، لأن الخطوط المتوازية لا تلتقي أبدا، ولكن لترجيح مصلحة الوطن والمصلحة العامة، ولرفد أي جهة تنتهج النهج الوطني الخالص برأي مستقل ومتحرر يخدم في مجمله البلد كما ذكرت. ما ذا عن تصوركم المستقبلي لعلاقتكم مع إخوانكم في المؤتمر الشعبي العام المتبقين فيه ولم ينضموا إلى أي جهة؟ المؤتمر الشعبي العام فيه هامات عالية ونزيهة وكفؤة، وفيه كبار رجالات اليمن ومثقفيها، لكن المؤتمر الشعبي العام لم يعمل خلال الفترة السابقة كحزب، كانت هناك فئة أو جماعة منتفعة هي من تتحكم في مساراته وقراراته، وهمشت الشخصيات الكفؤة والنزيهة والوطنية تهميشا كاملا، ولا أحد ينكر ذلك، هؤلاء الناس بالنهاية هم إخواننا خاصة الذين لم تتلطخ أياديهم بالدماء، ولم تتلوث بالمال العام. هؤلاء أبناء الوطن، وهم منا، ونحن منهم، وعلاقتنا بهم طبيعية وأخوية، وستكون بيننا وبينهم برامج مشتركة ورؤى موحدة في المستقبل، فقط نأمل منهم ألا يتم جرجرتهم إلى مواقف غير وطنية أو مصالح شخصية وضيقة كما حصل خلال الفترة الماضية. هل تنوون أن تكونوا حزبا سياسيا خلال المرحلة القادمة؟ نحن حتى الآن كتلة، وإذا ما فكرنا أن نكون حزبا فسيكون ذلك في إطار الظروف الطبيعية، بمعنى يجب أن تكون ولادته طبيعية في ظروف سوية وطبيعية وآمنة، الآن نفكر بما هو أهم من إنشاء أو تأسيس الحزب، الأمر الآن يقتضي العمل من أجل إنقاذ الوطن مما هو فيه وإخراجها من أزمتها الخانقة، هناك تقطعات واختلالات أمنية، ضرب متواصل لأنابيب النفط والغاز ولأبراج الكهرباء، هناك استهداف مباشر للمصالح العامة التي تمثل شريان الحياة للمواطن اليمني، هناك تخريب ممنهج ومقصود وموجه، العمل الآن يقتضي تكاتف الجهد من كل الفئات حتى نعمل على إيقاف من يريد خرق سفينة الوطن التي تقلنا جميعا. لو سألتك عن رؤيتكم لتجربتكم السابقة في البرلمان وخاصة الأعضاء في المؤتمر الشعبي العام؟ الفترة السابقة شلت قدرات كل الناس، ليس الذين في المؤتمر الشعبي العام، بل حتى الذين في المعارضة، شلت جميع وسائل وإمكانيات الدولة، حتى نحن في مجلس النواب لم نستطع أن نختار هيئة رئاسة مجلس النواب بمحض إرادتنا، ولذلك لا نتلاوم الآن فليس وقت اللوم أو العتب على أحد، وكما يقال: “مافيش حد أحسن من حد” لا في السلطة ولا في المعارضة، إنما عندما يصحو الشعب فمن العار أن نخذله، هذا موقفنا، وأقول: الذي سكت في الماضي قد نعذره، لأن الشعب لم يكن يقظا بما يكفي أثناءها، لكن وقد صحا الشعب واستيقظ فمن العار علينا إماتته أو السكوت عنه وسنحاسب على ذلك.. ما هي أبرز أخطاء الرئيس علي عبدالله صالح خلال فترة حكمه؟ بناء الدولة على شخصه وتحكمه بكل صغيرة وكبيرة، وهي منظومة في النهاية وعلي عبدالله صالح هو رأس هذه المنظومة، وقد ربط كل شئون الناس بشخصه من الغفير إلى الوزير، من أعلى شخص إلى أصغر شخص، على مستوى تغيير مدير فسم شرطة يجب أن يستشار هو، منحة علاجية يجب أن تمر من عنده، منحة دراسية يجب أن تكون بتوجيه منه، حتى صارت مؤسسات الدولة شكلية بما في ذلك القضاء الذي يجب أن يكون مستقلا، وإن كان فيه أشخاص شرفاء ووطنيون ويحترمون أنفسهم، إلا أنهم يلاقون معاناة شديدة وعنتا كبيرا. هل كنتم تنبهون إلى مثل هذه الأخطاء من خلال عملكم في البرلمان أو من خلال أطركم التنظيمية؟ يا أخي طرحناها في السر والعلن، وهي مسجلة بالصوت والصورة، إضافة إلى اللقاءات الخاصة، وأذكر أنه في آخر لقاء مع الرئيس علي عبدالله صالح، مع الحكومة والبرلمان في وزارة الدفاع بالعرضي كنت أحد المتكلمين وقلت له بالحرف الواحد، أنتم لا تحترمون إلا حمران العيون ولا تهتمون إلا بأشخاص وكل من يحترم نفسه تعتبرونه في الجيب، لكن الجيب “سيختزق” ولن يبقى في جيبك أحد. فصفقت القاعة على كلامي هذا أكثر من تصفيقها لعلي عبدالله صالح حين دخل لأنها وجدت في هذا الكلام تعبيرا عن عما يدور في ذهنها جميعا. إضافة إلى مقابلات صحفية وفي وسائل إعلامية رسمية ومعارضة، ومنها مقابلة في قناة سهيل الفضائية وتكلمت عن التعليم وقلنا إنه أصبح عندنا تجهيل ممنهج، وأننا لا نخرج أشباه متعلمين بقدر ما نخرج أشباه أميين، ومع هذا فنحن نرى أنفسنا مقصرين تجاه وطننا مهما كان التبرير من البعض، هناك قصور وإن كان في الواقع بعضها موضوعيا، كان الفرد يقول: ما ذا سأفعل بمفردي؟ حتى جاءت هذه الثورة امتحانا لكل الضمائر وبيانا للناس، بمعنى إنه إذا كان العذر مقبولا في الماضي ولو جزئيا فإن العذر اليوم عن التصريح بكلمة الحق لم يعد مبررا، بعد الثورة ما هو عذري أمام الناس وقد سالت دماؤهم وأزهقت أرواحهم؟ لا عذر أبدا. كما هو معروف لا يزال الأبناء ممسكين بكثير من مفاصل الدولة المهمة كالجيش مثلا، وبنود المبادرة الخليجية لم تنفذ كاملا على الأقل ما يخص الوقت الذي مضى منها.. إلى أي حد يمثل ذلك خطورة على الوضع؟ لا شك أن الأبناء لا يزالون مؤثرين ومراكز القوى العسكرية بأيديهم، لكن يجب أن يعلموا أن العجلة قد دارت وأن الزمن قد تحرك وأن الوضع اليوم غيره بالأمس، يجب أن يسلموا بالشرعية الدستورية التي طالما تغنوا بها في السابق التي انتقلت إلى رئيس جديد، قد يحدثون بعض الاختلالات البسيطة وقد يعرقلون بعض الخطوات لكن التغيير قد حصل بالفعل وعجلة الزمن دارت والسفينة ماضية، الأيام دول بين الناس، ونقول لهم: احمدوا الله أنكم قد خرجتم بمخرج أحسن بكثير من غيركم في بعض الدول، فلا تحرموا أنفسكم من هذه الميزة، ولا تؤذوا هذا الشعب المسكين الصابر عليكم زمنا طويلا، الشعب سيتجاوز أي عراقيل أو اختلالات تضعونها في طريقه من الآن وصاعدا، من الآن وصاعدا العصر عصر الشعوب، وأن الأحداث الأخيرة قد خلقت ثقافة جديدة من الصعب أن يتم تجاوزها أو محوها من أي شخص أبدا. ما الخيار الأمثل لهم؟ أن يحتكموا إلى الشرعية الدستورية التي كانوا يتكلمون عنها، وأن يحترموا قرار رئيس الجمهورية المنتخب من قبل الشعب بصورة لم يحصل أي رئيس من قبل على مثلها أبدا، أي أن الرئاسة أتت إليه ولم يذهب هو إليها، خطبته إلى نفسها ولم يخطبها هو، صوت له أكثر من ستة مليون ناخب، وحاز على إجماع محلي وإقليمي ودولي، عليهم أن يضعوا كل تصرفاتهم تحت قيادته وتوجيهاته، لأن أي قرار من رئيس الجمهورية يجب أن يلتف حوله الجميع ومن يحاول أن يسبح عكسه حتما سيغرق. إلى أي حد أنت متفائل بالمرحلة القادمة؟ ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل. يجب أن نتفاءل جميعا، ولا شك أن سفينة النجاة ستعبر المحيط.. ما رأيك بأداء الحكومة حتى اللحظة؟ الحكومة هي مزيج من الماضي والحاضر، فيها كفاءات جيدة، وما زالت العقبات أمامها، ويجب أن نهيئ لها الجو المناسب، لأن التقطعات الحاصلة اليوم هي بفعل فاعل، ضرب الأبراج الكهربائية هي بفعل فاعل، ضرب أنابيب النفط هي بفعل فاعل.. تقصد بفعل توجيه من شخص أو تيار أو جماعة ما؟ ممن لم يؤمنوا بالتغيير حتى الآن، ولا يزالون يغردون خارج السرب، أو يسبحون ضد التيار، نحن بالطبع لا نطلب من الحكومة فعل المستحيل بقدر ما نعينها ونطلب منها أن تمضي بجد، هم لم يأتوا في ظرف طبيعي أصلا، هم أتوا في ظرف استثنائي كمن يضحي بنفسه، ولم تمنح لهم الصلاحية، والواقع أن كل الحكومات تمنح لها الصلاحية أما هذه فإنها تنتزع الصلاحية نزعا، وشتان بين من يأتي على أمور مرتبة وتمنح له الصلاحيات وبين من ينتزع صلاحياته انتزاعا، هذه من المعوقات والمرحلة قصيرة حتى الآن ولا نستطيع أن نحكم عليهم بشيء، يجب أن نمنحهم الوقت الكافي حتى يكون التقييم موضوعيا وعادلا. وطبعا سيأتي اليوم الذي تحاكم فيه أو تقيم لأن الشعب لا يريد أن يكرر الماضي بأي حال من الأحوال. كتلة التضامن والأحرار هل تقبل بشخصيات من خارجها؟ نعم ولكن لمن حددوا مواقفهم وقدموا استقالتهم، وارتضوا بأهدافنا، مع مراعاة ألا يكون المنتسب في كتلة أخرى.. أنتم لستم كتلة حزبية في الأساس حتى الآن. ليس الأمر كذلك، حين تكون في كتلتين وتضاربت الآراء في موضوع ما فأي رأي ستتبع؟ لا نريد ازدواج المواقف السياسية أبدا.. هل تقبلون بشخصيات أخرى من خارج البرلمان؟ لا. هذه كتلة برلمانية خالصة. ما هي نظرتكم لقضايا الشباب؟ الشباب هم الذين أوصلونا إلى هذا الأمل المشرق وهم من ضحوا بأرواحهم وفتحوا نافذة للضوء وسط الظلام، الشباب هم القادة الحقيقيون للتغيير، ولو تضحياتهم ما استطعنا أن نتخذ هذه المواقف كنا محاسبين على أصغر كلمة، ناهيك عن المواقف الجريئة، هم من يستحقون كامل الدعم والرعاية وخاصة أسر الشهداء، يجب أن تحظى أسر الشهداء بالدعم الشامل في مختلف جوانب الحياة لأن تعيين راتب لا يكفي أبدا بحق الشهيد. وإن كان مؤشرا من الأخ الرئيس حتى الآن وفاتحة خير، وكذا المعاقون يجب أن يجبر الضرر بصورة تامة وبما يرضي النفوس، وحبذا لو تم الاقتصاص من القتلة والمجرمين. نحن مقبلون على الحوار الوطني خلال المرحلة القامة.. هل ستدخلون أولا في الحوار؟ وما هي رؤيتكم التي ستطرحونها؟ والله إذا تم تأمين ظهور المتحاورين وتمت هيكلة الجيش والأمن فسندخل الحوار، لأنني عندما أحاور وأنا خائف على نفسي فلن تكون هناك نتيجة طبيعية للحوار، أين سينعقد الحوار أولا؟ في هذا المكان الذي يديره فلان أو في ذلك المكان الذي يتحكم فيه علان؟ مبدئيا.. هل ستدخلون الحوار؟ نعم، إذا تحققت هذه الأمور. ما هو مشروعكم الوطني ورؤيتكم التي ستقدمونها؟ لاشك أن كل جهة أو جماعة لها رؤيتها الخاصة والتي ستساهم إيجابيا في إخراج البلاد من عنق الزجاجة، سيكون لنا تصورنا بالطبع. هل ترى أن الهيكلة يجب أن تسبق الحوار؟ الهيكلة بشكل كامل ستستغرق وقتا، ونحن أمام أمور وقضايا عاجلة يجب أن تعود الأمور إلى نصابها، وأنا أرى أن الهيكلة من الممكن أن تمشي بصورة متوازية مع الحوار والقرارات التي اتخذها الرئيس هادي مساء الجمعة الفائت من شأنها التمهيد للحوار والشارع يترقب المزيد من القرارات. لنذهب معا إلى تعز.. أنت ابن هذه المدينة الجميلة والاستثنائية وقد تعرضت أيضا لاستهداف من نوع خاص واستثنائي.. كيف تنظر إلى ذلك؟ تعز مشعل الثورة على مستوى اليمن، وأبناء تعز سفكت دماؤهم في معظم الساحات اليمنية، ولا شك أن تعز أثبتت أنها الوتر الذي إذا عزف عزفت بعده كل المحافظات اليمنية بلا استثناء، تعز تم استهدافها استهدافا خاصا اعتقادا ممن استهدفها أنه إذا أنهى الثورة فيها أنهاها في كل اليمن! لكنهم ما علموا أنهم كلما نالوا منها كلما اشتد عودها وزاد بأسها وشموخها، تعز لن تنحني أبداً. لماذا على وجه التحديد؟ كما قلت لك حقدا، ولدور أبناء تعز في الثورة ولاعتقادهم أنهم إذا أخمدوا تعز أخمدوا اليمن كله. وكان اعتقادا خاطئا منهم، صحيح أن أبناء تعز يميلون إلى السلم وإلى العدل وإلى التصالح والمدنية لكنهم صعب القياد وصعب السيطرة عليهم، لن يقبلوا أن يفرض عليهم شيء ما خارج إرادتهم. صحيح أنها سفكت من الدماء كثيرا لكن مع ذلك لم تركع. وقد بينا ذلك في اجتماعنا مع الأخ الرئيس وطالبنا برد اعتبار المدينة المظلومة وتعويضها.. ما ذا عن أبناء تعز أنفسهم الذي كانوا في حد ذاتهم معول هدم بيد السلطة ضد أبناء مدينتهم؟ أخي أنا عندما أقول تعز أقصد تعز الثقافة، تعز التوجه والتنوير، فكل يمني بهذا السلوك هو تعزي وكل سيء أو سفيه أو مجرم ليس من تعز حتى ولو كان من صلبها. وحال هؤلاء معها كحال نوح مع ابنه: (إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح) تعز لا يمكن أن تكون عنصرية، وعندما أتكلم عن تعز فلا يعني هذا أنني أننحاز إليها دون غيرها، نحن ننادي بالمساواة والعدالة بين كل الناس وإلغاء الامتيازات على أساس العرق أو الجغرافيا، وقد كان هؤلاء الذين تشير إليهم اشد إيلاما من غيرهم، لأن ظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند كما قال الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد البكري. أختم بسؤالي عن أولويات الفترة القادمة؟ أولويات اليمن توفير الأمن وتوفير لقمة العيش، (الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) بدون هذين الشيئين لا يمكن أن تستقر اليمن أبدا ويعيش سليما معافى أبدا.