ليس هناك من وصف يليق بتصريحات السفير الأمريكي في صنعاء حول مسيرة الحياة الراجلة إلا انها بلطجة دبلوماسية غير معهودة على الإطلاق في الأعراف الدبلوماسية ، ولعله بذلك يدشن عرفا جديدا للبلطجة، والبلطجية، والشبيحة الدبلوماسيين. . ربما أراد السفير جيرالد فايرستاين ان يتقمص شخصية عبده الجندي، ويقوم بدوره القذر في تبرير قتل المحتجين، وكان السفير موفقا في اختيار يوم السبت لعقد مؤتمره الصحفي كونه اليوم المفضل لهرطقات وتهريج عبده فشفشي، واعتقد انه نجح أيما نجاح في أداء هذا الدور. يتساءل الكثيرون كيف بنى السفير الأمريكي خيالاته من أن المسيرة غير سلمية ، ومن أي مصدر استقى معلوماته ..هل من طائرات الجيش الامريكي – من غير طيار - التي تجوب فضاءات يمننا دون رقيب او حسيب وكأننا قطعة ارض أمريكية على الحدود مع المكسيك ..ام ان العقلية الأمريكية التي ترى اليمنيين قنابل موقوتة وأحزمة ناسفة هي التي أوحت له بذلك التصريح السخيف، ام ان هذا السفير – المسكون بمكافحة الإرهاب – يتعامل معنا وفقا لسيناريو الفيلم الهليودي – قواعد الاشتباك – الذي صور اليمنيين على انهم مجرد وحوش وقطاع طرق ومصاصي دماء ولا يستحقون سوى القتل . لكن المؤكد ان موقف السفير الامريكي المعادي للثورة اليمنية ليس جديدا ، وتصريحاته التى تتهم المتظاهرين ليست جديدة فقد سبق ان لام الثوار لخروجهم فى مظاهرات ومسيرات عقب مجزرة مدينة الثورة الرياضية في 27 أبريل الماضي واعتبر تلك المسيرة استفزازية..ولم تكن هناك حينها اي مبادرة او تسوية سياسية يحاول الثوار اجهاضها كما يدعي سفير "صالح" فى اليمن. ان هذا الدفاع الأمريكي المستميت عن صالح وأل صالح يضع علامة استفهام كبيرة حول أسرار المبادرة الخليجية وخفاياها، ..كما انه يعزز مخاوف اليمنيين من ان المبادرة ليست سوى طعم لاصطياد الثورة ، وهدفها إعادة ترتيب بيت آل صالح لإعادتهم إلى سدة الحكم بعد مرور الفترة الانتقالية المحددة بعامين. . وفي هذا السياق نحب ان نذكر السفير ان " شهر العسل " او سنوات العسل بينكم وبين صالح فى اليمن توشك ان تنتهي ، فالثورة ماضية فى طريقها ، وعزيمة الثوار التى لم تنل منها صواريخ صالح الامريكية بالتأكيد لن تنال منها تصريحاتك الجوفاء .