أعلن اليوم الخميس في العاصمة صنعاء عن ميلاد حزب سياسي جديد يحمل اسم «حزب الأمة»، وذلك في حفل إشهار حضره ما لا يقل عن ألف مشارك. وأعلنت عدد من القيادات المنشقة عن حزب الحق، في مقدمتهم رئيس مجلس الشورى العلامة محمد مفتاح والعلامة يحيى الديلمي، تأسيس كيان سياسي جديد «منفتح على العصر، ومنجزاته الإنسانية الكبرى».
وألقى رئيس اللجنة التحضيرية محمد مفتاح كلمة ترحيبية مطولة، وجه في مطلعها «تحية إجلال لشهداء الحرية»، ورحب فيها بالعلماء والقضاة ورجال الإعلام والسياسية، واللافت هو غياب قيادات وممثلي الأحزاب السياسية اليمنية عن حضور هذا الحفل، حيث اكتفى بعضهم بإرسال برقيات تهنئة مكتوبة.
وفي كلمته، قال محمد مفتاح إن حزب الأمة «هو أول كيان سياسي يمني شعبي، يمني النشأة، عربي الانتماء، إسلامي الهوية يسعى لجمع شمل الأمة وإصلاح شؤونها في جميع جوانب الحياة وفق برامج معلنة تلبي احتياجات الأمة ومتطلباتها بكل الوسائل المشروعة لتحقيق أهدافه»، وهو ما تضمنته المادة (1) من المشروع الأساسي.
الحوثي يبارك وبعث عبد الملك الحوثي برقية تهنئة قصيرة إلى الحاضرين بارك فيها جهودهم، متمنياً لهم التوفيق والسداد. وقد قرأها نيابة عنه الشاب طه أبو طالب.. برقية الحوثي أكدت على ضرورة الاستقلالية «من هيمنة الخارج».
وإلى قاعة أفراح واسعة بالقرب من منطقة "الروضة" شمال مدينة صنعاء، توافد المئات من الشخصيات منذ ساعات الصباح الباكر، واكتظت المنطقة بالسيارات، وكان عدد من الشباب يضطلعون بواجب استقبال الضيوف وكتابة «أسماء الحاضرين وأرقام هواتفهم».
وافتتح الحفل رسمياً بآيات من القرآن، ثم بقراءته الفاتحة على أرواح الشهداء، ثم بالنشيد الوطني للجمهورية اليمنية، ليلقي بعدها العلامة محمد مفتاح كلمة الترحيب الذي استغرقت أكثر من نصف ساعة واللافت من كلمة الترحيب ومن بيان الإشهار وعبارات مقدمو الحفل، أن قيادات هذا الحزب ممسوسة بخطر الخارج "وشيطان الأجنبي" وهي بداية اعتبرها البعض "مقدمة غير ذكية لمستقبل هذا الحزب الواعد"
تظهر قاعة "الروضة" واسعة وخالية من الأعمدة الأسمنتية، وقد اكتظت بالحضور، الذي مثلت المرأة حضوراً نسبياً وانتظمت في مقاعد جانبية بعيداً عن الرجال ..كما طوقت اللافتات الورقية القاعة وارتصت العبارات المتواضعة عليها طولاً وعرضاً، وكان من أبرز ما كتب بأن "حزب الأمة هو مؤسسة وطنية لا مكان فيه للطائفية أو المذهبية أو العرقية أو المناطقية، أو الأسرية، وإلى جانبها كانت العبارة التالية: «الوحدة الوطنية أساس المواطنة المتساوية والمدخل الحقيقي للنهوض بعملية البناء والتنمية»، وهاتين العبارتين تعبران بشكل واضح عن التوجه العام والفلسفة السياسية لهذا الحزب حديث النشأة.
واستدرك رئيس اللجنة التحضيرية محمد مفتاح في ختام كلمته الترحيبية، ليجيب على ما أعتقد أنها أسئلة افتراضية للصحفيين، قال: «أنا أعرف أن البعض يتساءل هل حزب الأمة منشق عن حزب سياسي»، ثم أجاب بصوت مرتفع، وبحركة اليد التي يفعلها قادة حزب الله في المهرجانات العامة، وفي لحظة الحماس، قائلاً: وبصوت عال وحازم «حزب الأمة منبثق من دماء الأمة وجاء من الشعب وإلى الشعب»، ثم هدأ الصوت، وأضاف سؤالاً: «يتساءل البعض من هو زعيم حزب الأمة»، وثم رفع صوته بالإجابة وحرك اصبعه إلى أعلى بالموازاة نفسها مع قوة الصوت: «لا نريد أن نصنع شخصيات نريد أن نصنع المؤسسات».
وعن جهة التمويل لفعاليات وأنشطة الحزب، قال مفتاح بلكنة جادة وصوت عال: «يموله الكادحون من أبناء هذا الشعب، نحن نرفض التبعية ولن ترى الدنيا على ارضي وصيا».
وإجابة على سؤال افتراضي آخر: ما الجديد الذي جاء به حزب الأمة، أضاف مفتاح :" الجديد أن فكرته ليست قادمة من خارج اليمن" وأضاف مفتخراً بهذا المنجز: " حزب الأمة مؤسسي منذ ولادته، ولم يولد في الغرف المغلقة ولن يكون له أجندة خفية".
وأكد رئيس حزب الأمة العلامة محمد مفتاح بأن عنوان حزبه الأبرز هو: «استقلالية قرارانا السياسي الذي فقد، وبسبب فقدانه جاءت الطائرات الأجنبية وقتلت مواطنينا في كل مكان وامتهنت كرامة اليمنيين داخل حدود الوطن وخارجها»،
وفي سياق الكلمة الترحيبية، أكد مفتاح الذي انشق عن حزب الحق الذي يترأسه حسن زيد، وكان مفتاح يشغل موقع رئيس مجلس شوراه، قال مفتاح إن حزب الأمة يهدف بالدرجة الأولى إلى استقلال القرار الوطني والى بناء دولة المؤسسات، وقال انه «كيان مفتوح» وانه غير خاضع للأجندات الخارجية التي مهما لبست مسوح الرهبان فإنها لن تسمح لهذا الشعب في بناء دولته التي يحكم بها دولة المؤسسات ولن تتركه يمتلك حريته وكرامته، فقوى الهيمنة الدولية وأدواتها الإقليمية تعرف عمق هذا الشعب الحضاري وعمقه القومي وموقعه الجغرافي وتعرف جيداً إياه ورفضه للظلم والضيم»
واتهم مفتاح هذه القوى الأجنبية بأنها «سعت للعثور على المنافذ التي تسمح لها باستخدام الأدوات المحلية لتنفيذ سياستها الماكرة»، مضيفاً « بأن ما نسعى إليه هو استنهاض الأدوات الشعبية إلى التحرر من الظلم والاستبداد والى إقامة الدولة المدنية الحديثة التي تحترم حقوق الإنسان وترسي مبدأ الشراكة وترسخ قيم المواطنة المتساوية وقيم العدل والمساواة وتوفر فرص العيش الكريم والرقي الحضاري والوحدة والوئام ».. مؤكداً «ما نحن بصدده اليوم وما نعمله هو أداء الواجب وليس البحث عن الحقوق»، وقال إن هذا هو أحد شعارات حزب الأمة الرئيسية.
وإذ ركزت شعارات وكلمات وأدبيات الحفل على الخارج باعتباره أساس كل بلية، خلت الكلمات الرسمية من أية موقف تجاه المبادرة الخليجية أو القضايا السياسية الأخرى مثل استمرارية الثورة وقانون الحصانة أو مشكلة الخدمات الأساسية وحكومة الوفاق وأزمة المشتقات النفطية.
وخصص البرنامج الثقافي للمؤتمر فقرة للمرأة، حيث ألقت نائلة شرف كلمة المرأة، أكدت فيها ضرورة إتاحة الفرصة للنساء وأهمية دورها الوطني في هذه المرحلة الدقيقة.
ووزع شباب حزب الأمة بيان الإشهار وأهداف الحزب وكلمة "ومضة من الحرية" للكاتب عبد الرحمن الكبسي ،كما وزعوا لكل الحاضرين مشروع النظام الأساسي لحزب الأمة في كتيب يعلوه الشعار باللون الأخضر الفاتح، واسم الحزب «حزب الأمة» بخط «الثلث» وأسفل العنوان الاسم باللغة الإنجليزية ( NATIONS PARTY).
ووفقا لنظامه الأساسي الذي يحاكي الهيكل التنظيمي والمؤسسي لحزب التجمع اليمني للإصلاح، فترتيب الحزب وهيئاته على النحو التالي: 1- الهيئة العليا 2- مجلس الشورى 3- الأمانة العامة 4- المؤتمر العام 5- الهيئة القضائية
وتعتبر الهيئة العليا هي القيادة السياسية العليا لحزب الأمة، حيث تتكون من : رئيس الهيئة، نائب رئيس الهيئة، رئيس مجلس الشورى ،الأمين العام، الأمين العام المساعد، رئيس كتلة (حزب الأمة) النيابية، تسعة أعضاء منتخبين من مجلس الشورى.
يذكر أن اللجنة التحضيرية قد اختارت الدكتور عبد الرحمن المختار وهو أستاذ القانون الدولي بجامعة الحديدة بان يكون الناطق الرسمي باسم «حزب الأمة»، كما توافقت على اختيار ثلاثة متحدثيين «غير رسميين»، هم: صادق المحيا، محمد عبده جسار، محمد عبد العزيز البخيتي. إضافة إلى عبد الواحد العمدي كمسؤول دائرة العلاقات.