حذرت منظمة الأممالمتحدة للطفولة اليونيسيف من استمرار تفاقم أزمة سوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي الذي يواجهه أطفال اليمن، وقالت إن نحو نصف مليون طفل مهددون بالموت. وقالت المديرة الإقليمي للمنظمة في الشرق الأوسط ماريا كاليفيس في مؤتمر صحفي عقدته اليوم الثلاثاء بصنعاء أن 700 ألف طفل يمني تحت سن الخامسة يواجهون سوء التغذية، منهم 500 ألف يواجهون خطر الوفاة بسبب سوء التغذية. وأشارت إلى أن الأطفال المصابون بسوء التغذية يتعرض غالبيتهم للإعاقة الذهنية والجسدية وتضاعفات قد تؤدي إلى وفاتهم. وناشدت كاليفس حكومة الوفاق اليمنية إلى وضع معالجة سوء التغذية عند الأطفال في أولويات أعمالها القادمة التي ستقوم بها خلال السنتين المقرر أن تسير أعمال البلاد. وأوضحت انها خلال لقائها برئيس حكومة الوفاق محمد باسندوة وعدد من الوزراء، طلبت من الحكومة الاهتمام بهذه المشكلة التي تواجه أطفال اليمن، مشيرة إلى أنها وجدت استجابة واضحة من قبلهم وتعهدهم بالعمل من أجل المساهمة في ذلك. ودعت كاليفس الحكومة اليمنية إلى البدء بخطوات «جريئة ومقبولة»، تحد من تفشي هذه الظاهرة. وأضافت «أخشى أن تسيطر القضايا الأخرى على برنامج عمل الحكومة اليمنية، خصوصاً ان الجميع يعلم انها حكومة لتسيير الأعمال، ما يجعل أهدافها تنصب في القضايا الأمنية والاقتصادية، وهذا ما يدفعنا للقلق إزاء عدم الاهتمام بما يواجهه أطفال اليمن من سوء التغذية». وأشارت إلى أنها خلال زيارتها لمستشفى السبعين بصنعاء، وجدت الأطباء يتحدثون عن ارتفاع معدل سوء التغذية بالأطفال، خصوصاً مع الأوضاع الأخيرة التي شهدتها البلاد. وبينت أن سوء التغذية لا يقتصر فقط على انعدام الغذاء، بل يشمل الافتقار والحرمان الطويل والمستمر من الصحة والغذاء والخوف ونقل الأمراض، ما يتسبب في إسهال مائي مستمر يحرم الأطفال حينها من أي عناصر غذائية حتى لو توفرت. ولفتت في حديثها إلى أن سوء التغذية لدى الأطفال يشير مباشرة إلى مستوى التنمية التي تعيشها البلد، مشيرة إلى أن اليونيسيف تعمل مع عدد من المنظمات المحلية والدولية للمساهمة في عدم تفشي هذه الظاهرة بين أطفال اليمن.
من جانبه قال مثل منظمة اليونيسيف في اليمن جيرت كايبلري أن اليونيسيف باليمن تعمل على تغطية أكثر المناطق المتضررة من الأحداث، وفي مقدمتها مديريات صعدة كاملة، إضافة إلى مديريات أبين باستثناء مديريتي زنجبار وخنفر بسبب تدهور الأوضاع الأمنية. وأكد كايبلري مواصلة اليونيسيف عملها مع الحكومة اليمنية من اجل تحقيق أهدافها، والوصول إلى جميع المناطق التي يعاني أطفالها من سوء التغذية.