أكدت السيدة ماريا كاليفيس، مديرة مكتب اليونيسيف الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن حوالي 750 ألفاً من الأطفال اليمنيين دون سن ال5، متضررون من سوء التغذية وعدم كفاية الغذاء، وأن ثلثي هؤلاء (500 ألف) يواجهون خطر الوفاة، أو خطر الإعاقة الذهنية أو الجسدية، جراء سوء التغذية. ولدى اليمن حالياً أعلى معدلات سوء تغذية مزمن في العالم، حيث يقترب المعدل من 60% للأطفال الذين يعانون من التقزم، خلال 2010، كما بلغ معدل سوء التغذية الحاد (الهزال) في بعض المناطق، مستوى 32% للأطفال دون سن ال5، وهو مستوى يصل إلى حد الطوارئ، حسب معلومات اليونيسيف التي حذرت من استمرار تفاقم هذه الأزمة، وانعدام الأمن الغذائي لأطفال اليمن. وقالت كاليفيس، في مؤتمر صحفي عقدته صباح اليوم في مكتب اليونيسيف بصنعاء، إن "مستوى سوء التغذية هو مؤشر على مستوى التنمية في أي بلد، ولذلك فإن هذه المشكلة ليست مرتبطة فقط بأزمة إنسانية، ولكنها مسألة تنموية". وأضافت في المؤتمر الصحفي الذي حضره وتحدث فيه أيضاً السيد جيرت كايبلري، ممثل اليونيسيف بصنعاء، "نعلم أن مستوى سوء التغذية في اليمن يرتفع من سنة إلى أخرى، لكنه ازداد سوءاً خلال الأزمة التي حدثت خلال العام الماضي". وإذ أشارت إلى أن مرض الحصبة "يحدث في كثير من الدول"، دون أن يكون هناك "ضرورة لوفاة أطفال جراء ذلك"؛ قالت إن 74 طفلاً يمنياً "ماتوا بسبب الحصبة، والسبب الرئيسي أنهم كانوا يعانون أساساً من سوء التغذية". معتبرةً أن سوء التغذية "ليس قلّ الغذاء، بل أكثر تعقيداً. المسألة مرتبطة بحرمان طويل ومستمر، وضعف الصحة، والافتقار إلى التحصين والنظام الصحي السليم (...)، ومرتبطة بمستوى الضعف التعليمي للمرأة (الأم)". وتحدثت المسؤولة في اليونيسيف، التي تزور اليمن للاطلاع على حالة سوء التغذية الحاد والمزمن لدى الأطفال، عن التحديات التي تواجه اليمن في ما يخص هذه المشكلة الإنسانية، وعن نتائج زيارتها ولقاءاتها مع رئيس الحكومة وعدد من الوزراء. وفيما ذكرت أن هناك الكثير من المنظمات "تعمل في التعاطي مع هذه الأزمة، لكن ذلك لا يكفي"؛ قالت إن "الحكومة (اليمنية) تنهمك في نقاش المستقبل، والكل يغفل الأولويات التي ينبغي أن يكون منها التعاطي مع المشكلة الآن وفي المستقبل"، باعتبار ذلك "استثماراً هاماً جداً في التنمية"، حيث الأمن والسلام والتنمية مرتبطة بحالة الأطفال في مرحلة النمو العقلي. وقالت مديرة المكتب الإقليمي (مقره عمّان)، خلال إجاباتها على أسئلة صحافيين، صباح اليوم، إن هذه المسألة الإنسانية "لا تقل أهمية عن الأولويات السياسية والأمنية، فالاستثمار في هذا المجال يصب في خدمة هذا البلد"، مشيرة إلى أن الوقت الذي قضته مع المسؤولين الحكوميين، والنقاش الذي تم في اللقاءات الرسمية، "مؤشر على الالتزام من قبلهم". ومؤكدة أنه "يجب إدخال التعاطي مع المشكلة بصورة قصوى"، وأن على وسائل الإعلام يقع الدور الكبير. من جانبه، أكد السيد جيرت كايبلري، ممثل اليونيسيف باليمن، أن القضية ليست وليدة اللحظة، ولكنها قديمة، و"تتطلب دوراً في غاية الأهمية من قبل وسائل الإعلام". وقال: على غرار ما حصل في الأزمة السياسية، فنحن بحاجة إلى ميثاق بين كل القطاعات في البلد للتعاطي مع مشكلة سوء التغذية. وأضاف أن عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في اليمن، "يقارب العدد في المناطق المنكوبة في الصومال"، مشيراً إلى أن "ذلك سبّب صدمة لدى رئيس الوزراء"، خلال لقائهم به. وفي حين أشار كايبلري إلى أن منظمته تقدم مساعدات للسكان في كثير من المناطق المتضررة من الأحداث، ومنها صعدة وأبين، ما عدا مديريتي زنجبار وخنفر، نتيجة لتدهور الأوضاع الأمنية، قائلاً إن "الوضع في محافظة أبين أصعب"؛ أكد أن "اليونيسيف وجدت في اليمن لمساعدتها في تقديم الرعاية لكل طفل وطفلة في البلاد، وستستمر في العمل كل يوم من أجل تحقيق أهدافها".