قال نشطاء يوم السبت انه عثر على جثث 17 رجلا كانت تحتجزهم قوات الامن السوري ملقاة في الشوارع في مدينة حماة وهؤلاء احدث ضحايا الصراع الدامي بين الرئيس بشار الاسد واولئك الذين يصرون على اسقاط حكمه. ومن المقرر أن تجتمع تركيا مع دول الخليج العربي في وقت لاحق يوم السبت لدعم الدعوة العربية برحيل الاسد. وتسعى جامعة الدول العربية والدول الغربية الى استصدار قرار من مجلس الامن التابع للامم المتحدة بشأن سوريا الامر الذي تقاومه روسيا حليفة الاسد.
وفي موقع اخر بسوريا قتلت قوات الامن طفلا رضيعا خلال اطلاق قذائف المورتر على بلدة القويرة شمال شرق البلاد.
واضرمت النار في خط أنابيب نفط في البلدة عند الفجر رغم انه لم يتضح على الفور ما اذا كان هذا من عمل مخربين أو نتيجة لاطلاق النار من جانب قوات الامن. وينقل خط الانابيب امدادات النفط الخام الى مصفاة بانياس.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان القوات تقاتل المحتجين في مدينة الرستن بوسط البلاد وان قوات الامن قتلت رجلا في محافظة درعا جنوب البلاد واخر عند نقطة تفتيش في حرستا قرب دمشق. وابلغ نشطاء أيضا عن اندلاع قتال بين قوات مدرعة ومحتجين في حي عربين على مشارف دمشق.
ووقعت حوادث القتل في حماة خلال هجوم عسكري الاسبوع الماضي كثف حملة مدتها خمسة أشهر على المدينة السنية المحافظة التي سحق فيها والد الاسد تمردا اسلاميا مسلحا في عام 1982 وقتل الالاف.
وقال الناشط أبو الوليد في المدينة لرويترز عبر الهاتف ان اغلبهم اعدموا "برصاصة واحدة في الرأس. وتركت السلاسل الحديدية التي كبلت بها سيقانهم كرسالة للناس للتوقف عن المقاومة."
وذكر ناشط اخر أن الجثث ألقيت في شوارع خمسة أحياء سكنية في حماة مساء يوم الخميس وكانت أيديهم مقيدة بأسلاك والبعض كانت أرجلهم مقيدة بالسلاسل.
وحثت تركيا التي تستضيف اجتماعا مع وزراء خارجية دول الخليج العربية في وقت لاحق يوم السبت القيادة السورية على الامتثال لخطة جامعة الدول العربية التي تدعو الاسد للتنحي.
ونقلت صحيفة البيان الاماراتية عن الرئيس التركي عبد الله جول قوله "نحن ننحاز الى الشعب السوري ومطالبه المشروعة."
وتقول السلطات التركية ان عدد السوريين الذين يسعون الى ملاذ في تركيا ارتفع في الاسابيع الستة الماضية الى من 50 الى 60 شخصا يوميا ليرتفع اجمالي الذين يعيشون في مخيمات للاجئين الى حوالي 9600 من نحو سبعة الاف في السابق. وفر أكثر من ستة الاف لاجئ سوري الى لبنان.
وتحولت تركيا التي قضت سنوات في اعادة بناء العلاقات مع سوريا ضد الاسد بعد أن تجاهل نصيحتها القيام باصلاحات لتهدئة الانتفاضة السلمية التي بدأت في مارس اذار ضد حكمه بوحي من الثورات العربية الاخرى. وفشلت الضغوط الدبلوماسية حتى الان في اقناع دمشق بوقف حملة القمع العنيفة على من تقول الحكومة انهم ارهابيون مسلحون ينفذون مؤامرة أجنبية.
وتقول الاممالمتحدة التي قدرت في منتصف ديسمبر كانون الاول أن اكثر من خمسة الاف شخص قتلوا انها لم تعد قادرة على متابعة تزايد اعداد القتلى. وتقول الحكومة ان المحتجين قتلوا أكثر من 2000 من الجنود ورجال الشرطة.
وناقش مجلس الامن التابع للامم المتحدة يوم الجمعة مسودة قرار اوروبي-عربي جديد يهدف الى وقف اراقة الدماء.
وقالت روسيا التي انضمت الى الصين في استخدام حق النقض (الفيتو) ضد مسودة قرار غربي سابق في أكتوبر تشرين الاول ان المسودة الاوروبية العربية في شكلها الحالي غير مقبولة ولكنها اضافت انها مستعدة "للمشاركة" بشأنها.
وانتقد فيتالي تشوركين سفير روسيا لدى الاممالمتحدة مسودة القرار الاوروبي-العربي الذي يقر خطة الجامعة العربية.
وقال ان موسكو تحث على عملية سياسية تقودها سوريا وليس "نتيجة عملية سياسة مفروضة من الجامعة العربية لم تحدث بعد او تغيير النظام على الطريقة الليبية." وقالت بريطانيا وفرنسا انهما تأملان بطرح مسودة القرار للتصويت عليه هذا الاسبوع بعد بيان يوم الثلاثاء للامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء القطري بشأن سوريا.
وتدعو المسودة التي حصلت رويترز على نسخة منها الى "انتقال سياسي" في سوريا. وعلى الرغم من عدم دعوتها الى فرض الاممالمتحدة عقوبات على دمشق فانها تقول ان المجلس قد "يتخذ اجراءات اخرى" اذا لم تمتثل سوريا للقرار. وروسيا وايران من بين الدول القليلة التي ما زالت تناصر حكومة الاسد.
وبينما يواجه رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أكبر احتجاجات على حكمه المستمر منذ 12 عاما والتخطيط للعودة الى الكرملين في انتخابات الرئاسة في مارس اذار تريد روسيا تجنب الموافقة على تغيير اي نظام بايعاز من الخارج.
وتنشغل موسكو برسم "خطوط حمراء" بينما تتعرض للضغط لوقف حماية الاسد حليفها القديم وحثه على وقف اراقة الدماء في سوريا.
(شارك في التغطية خالد يعقوب عويس في عمان وجوزيف لوجان في دبي وستيف جوترمان في موسكو ولويس شاربونو في الاممالمتحدة وسايمون كاميرون مور في اسطنبول) من اليستر ليون