لا نامت أعين الجبناء قالها خالد بن الوليد وهو على فراش الموت في مدينة حمص ولا توجد في جسمه مسافة شبر الا وفيه طعنت رمحه أو سيف لكن لم تكن تلك الطعنات الغادرة من أخوة في العقيدة أو اللغة، كانت طعنات أعداء وفي سبيل تحرير الأرض والإنسان ولكن ما نشاهده اليوم من قبح نظام ما عاد يتورع عن فعل أي شي في سبيل الجلوس على كرسي تفوح منه روائح الموت وأنين المصابين ونحيب الثكلى وآلام الأمهات على فراق الأحباب بأبشع صور القتل والاعتقالات. لا نامت أعين الجبناء من الاخوة العرب والمسلمين الذين خذلوا إخوان العقيدة واللغة وهم يموتون بالعشرات وبالمئات من اجل ان ينالوا حريتهم واخوانهم مشغولون ومنغمسون في اللهو والاجسام المثخنة حد الترهل والكروش المنفوخة حتى الأذنين مانعتهم من ان يسمعوا نداء ضل يبحث عن من يسمع لمدة عام بل وصل بهم حد التواطؤ والمهل القاتلة وياليتهم ضلوا بعيدا عن القضية بدل التسلي والاستهتار بدم الابرياء. لانامت أعين الجبناء وقد صرخت حمص حتى لم يعد في الكون من لم يسمع صرخت لتسمع الدنيا بجرحى يقتلون وهم في الاسر أو هم في طريق الاسعافات امام اهلهم وذويهم مجازر لم ولن نسمع بهاء الاقرباء من ما فعله التتار والصليبيين في أعدائهم المسلمين بل لم تصنعها حتى إسرئيل في العصر الحديث.. لا نامت اعين الجبناء في المجتمع الدولي الذي يدعي حقوق الحيوان ومضايقة الصحافة والرقابة على الانتهاكات الصغيرة وأمام شلال الدماء صامته صمت الجبال في أبشع المذابح ولا يجيدون إلا تبادل الأدوار والضحك على الدقون واستخدامات الفيتو التي رميي بها بعرض الحائط في قتل الابرياء في العراق وافغانستان.. لا نامت أعين الجبناء الذين يصمتون واخوانهم يقتلون وتهدم البيوت على رؤوسهم ولا فرق بين صغير أو كبير ببشاعة بعثية ادعت القومية كم بانت حقارتك وتفننك في قتل شعبك، أيه الساقط في الأوحال، ظنناك المستفيد ممن تساقطوا قبلك كجذوع نخلا خاوية فكنت أغباهم ولم تستفد الدروس، وظنناك شابا فكنت أعجزهم بعقلتك الحاقدة المملوة حقدا ومرض.. والى حمص خالد غدا سترين النور يا زهرة المدائن انهار الدماء غالية لكنها بعيون العرب ضريبة التربص بمن يجلسون على كراسيهم وبعيون الغرب دمائنا ودمائكم لا تشعل مدفئه ولا تساوي قطرة من النفط بل لو كان أنبوب نفط يسيل في الأرض دون التوقف لاستخدم الغرب كل قواه المادية والانسانية لوقف نزيفه ولكن بعيونكم كل قطرة دماء ستضيء الدنيا نورا وحرية ومستقبل بعيدا عن نتانة الحكام المتملكين بالبلاد والعباد، انها طريق الحرية وله الثمن الباهظ ما صعب التعبير في مقامكم وانتم تصنعون الحياة بقوافل وخيرة الأبناء. عذرا حمص، لا نملك إلا الدموع والدعاء وقلوبنا معكم نتمزق من الحزن ونتمنى لو نحمل بعض أوزاركم الثقيلة وحملكم التي لا تستوعبها حتى الجبال التي قد تحرك السكون والصمت الرهيب لعرب وأعراب ولغرب وأغراب ولا نامت أعين الجبناء. معكم الله فهو خير معين ولن يضيع الله تضحياتكم سدى وسيذل الله الأسد وشبيحته ومن وقف في صفه انه هو العزير المنتقم..