الرئيس الزُبيدي: تدهور الأوضاع يحتّم على الانتقالي مراجعة قراراته    منح العميد أحمد علي عبدالله صالح حصانة دبلوماسية روسية..اليك الحقيقة    عاجل: قصف يستهدف سفينة جديدة غربي الحديدة بالبحر الأحمر وإعلان بريطاني بشأنه    فلكي يمني يحدد موعد أول أيام عيد الأضحى المبارك وبداية أيام العشر    بعد يوم من محرقة الخيام.. الاحتلال يرتكب مجزرة جديدة بحق النازحين برفح    الزُبيدي يؤكد على أهمية المخيمات الصيفية لخلق جيل مناهض للفكر الحوثي    المنتخب الوطني الأول يواصل تحضيراته في الدمام استعداداً للتصفيات الآسيوية المزدوجة    الوحدة التنفيذية : 4500 شخص نزحوا من منازلهم خلال الربع الأول من العام الجاري    عاجل: الحكم بإعدام المدعو أمجد خالد وسبعة أخرين متهمين في تفجير موكب المحافظ ومطار عدن    مارسيليا يسعى إلى التعاقد مع مدرب بورتو البرتغالي    نقل مراكز البنوك إلى عدن (المخاطر والتحديات)؟!    بعد تجريف الوسط الأكاديمي.... انتزِعوا لنا الجامعات من بلعوم السلفيات    ياوزير الشباب .. "قفل البزبوز"    بحضور القاسمي ... الاتحاد العربي للدراجات يعقد الاجتماع الأول لمكتبه التنفيذي الجمعة المقبل بالقاهرة    وزير الإعلام: مليشيا الحوثي تواصل استغلال مأساة المخفيين قسراً للمزايدة السياسية    انعقاد جلسة مباحثات يمنية - صينية لبحث مجالات التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها    سد مارب يبتلع طفلًا في عمر الزهور .. بعد أسابيع من مصرع فتاة بالطريقة ذاتها    إثارة الخلافات وتعميق الصراع.. كيف تعمل مليشيا الحوثي على تفتيت القبيلة اليمنية؟    ''بيارة'' تبتلع سيارتين في صنعاء .. ونجاة عدد من المواطنين من موت محقق    غرامة 50 ألف ريال والترحيل.. الأمن العام السعودي يحذر الوافدين من هذا الفعل    هل رضخت الشرعية؟ تفاهمات شفوية تنهي أزمة ''طيران اليمنية'' وبدء تسيير رحلات الحجاج عبر مطار صنعاء    انطلاق أولى رحلات الحج عبر مطار صنعاء.. والإعلان عن طريقة الحصول على تذاكر السفر    شاهد .. وزير الزراعة الحوثي يعترف بمجلس النواب بإدخال الحوثيين للمبيدات الإسرائيلية المحظورة (فيديو)    استعدادات الأمة الإسلامية للعشر الأوائل من ذي الحجة وفضل الأعمال فيها    بن مبارك في دبي للنزهة والتسوق والمشاركة في ندوة إعلامية فقط    أكاديمي سعودي: التطبيع المجاني ل7 دول عربية مع إسرائيل جعلها تتفرعن    برشلونة تودع تشافي: أسطورةٌ تبحث عن تحديات جديدة وآفاقٍ أوسع    الإعلان عن تسعيرة جديدة للبنزين في عدن(السعر الجديد)    إنجاز غير مسبوق في كرة القدم.. رونالدو لاعب النصر يحطم رقما قياسيا في الدوري السعودي (فيديو)    بوخوم يقلب الطاولة على دوسلدورف ويضمن مكانه في البوندسليغا    خمسة ملايين ريال ولم ترَ النور: قصة معلمة يمنية في سجون الحوثيين    سقوط صنعاء ونهاية وشيكة للحوثيين وتُفجر تمرد داخلي في صفوف الحوثيين    الاستخبارات الإسرائيلية تُؤهّل جنودًا لفهم اللهجتين اليمنية والعراقية    العكفة.. زنوج المنزل    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    استشهاد جندي مصري في الحدود مع غزة والقاهرة تحذر من المساس بأمنها    الوزير الزعوري يلتقي رئيس هيئة التدريب والتأهيل بالإنتقالي ورئيس الإتحاد الزراعي الجنوبي    استقرار أسعار النفط مع ترقب الأسواق لاجتماع مجموعة "أوبك بلس"    تدشين دورة إدارة البحوث والتطوير لموظفي وموظفات «كاك بنك»    8200 يمني سيغادرن من مطار صنعاء الى الأرضي السعودية فجر غدا الثلاثاء أقرأ السبب    معالي وزير الصحة يُشارك في الدورة ال60 لمؤتمر وزراء الصحة العرب بجنيف    مغادرة أول دفعة من الحجاج جواً عبر مطار عدن الدولي    ''زيارة إلى اليمن'': بوحٌ سينمائي مطلوب    محرقة الخيام.. عشرات الشهداء والجرحى بمجزرة مروعة للاحتلال في رفح    شيفرة دافنشي.. الفلسفة، الفكر، التاريخ    سلطان العرادة وشركة غاز صافر يعرقلون أكبر مشروع لخزن الغاز في ساحل حضرموت    شاهد: فضيحة فيسبوك تهزّ منزل يمني: زوجة تكتشف زواج زوجها سراً عبر المنصة!    مارب.. افتتاح مدرسة طاووس بن كيسان بدعم كويتي    دعم سعودي جديد لليمن ب9.5 مليون دولار    - 45أعلاميا وصحفيا يعقدون شراكة مع مصلحة الجمارك ليكشفون للشعب الحقيقة ؟كأول مبادرة تنفرد بها من بين المؤسسات الحكومية منذ2015 فماذا قال مرغم ورئيس التحرير؟ اقرا التفاصيل ؟    الثاني خلال أسبوع.. وفاة مواطن نتيجة خطأ طبي خلال عملية جراحية في أحد مستشفيات إب    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    عالم يمني يبهر العالم و يكشف عن أول نظام لزراعة الرأس - فيديو    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    ما بين تهامة وحضرموت ومسمى الساحل الغربي والشرقي    وهم القوة وسراب البقاء    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تعز!
نشر في الصحوة نت يوم 18 - 11 - 2011

في البلد المقصوف بأعتى النيران ولدت، وفي البلد التي يعبث تعبث بها الرتب الأقل أناقة عشت، وفي المدينة التي تبكي قتلاها عرفت أول معالم المدنية.. هنا حيث الجدران المتساقطة قصفاً كان لنا قصة مع أساطير الإمامة، ورعب الإمام.
حين كان والدي يشرح لي في المتحف وأنا في الصف الثالث الابتدائي أين كان يعدم الإمام الثوار وأين كان يسجنهم كنت أتخيل ذلك الغول المتوحش، وتجسدت تلك الصورة المعلقة في أحد جدران المتحف والعينين الحمراوين المتوحشتين للإمام أحمد، لترتسم في الذاكرة أبشع صورة في خيالي البسيط.
كبرت تلك الصورة معي، ولم أحاول أو أتمكن من كسر بروازها كي لا أضع مكانها صورة أكثر بشاعة لأني لم أجتهد كثيراً وأصنع خيالاً أكثر وحشية.
لم يأت في خاطري أن أحداً سيخرق حجب الخيال بوحشية أكثر من صورة الإمام تلك، لم يأت في البال أن تعز ستعرف صوت المدافع غير مدفع الإفطار.
هاهي تعز تبكي دماً اليوم، وهاهو برواز الإمام أحمد يتحطم لتنهار الصورة التي أصبحت أقل وحشية، في ظل تواجد وحوش أكثر ضراوة من كل ماعرفته اليمن في تاريخها السابق.
- في تعز يذكر الناس يد أحد اللصوص قطعت أيام الحمدي وعلقت في الباب الكبير، وكانت رسالة من الحمدي لكل يد أخرى، أما اليوم فلم يبق في تعز سوى الأيدي الملطخة بالدم والموت والخراب.
- في تعز يذكر الناس ثانوية تعز الكبرى التي أنجبت عمالقة توزعوا على شتى مناحي الحياة في الداخل والخارج؛ واليوم لاشيء سوى مدرسة القصف ومدرسة الدمار ومدرسة تعز الكبرى لسحق الكرامة.
- في تعز يترك الناس طفولتهم ويغادرون قراهم باكراً كي ينجحوا، لأن التعزي يجيد العناء ويجيد النجاح، ويجيد كل فنون الشقاء والسعادة معاً، أما اليوم فيعود التعزي هارباً من كل مكان ليستقبله الدم في شوارع المدينة اليتيمة من كل شيء إلا من الحزن.
- في تعز، يذكر الناس ميناء المخا الذي سمع به العالم وأصبح (كوفي موكا) أغلى أصناف القهوة في سلسلة مقاهي (ستار بوكس) عبر العالم، أما المخا ذاتها فلم يعد فيها سوى بقايا ميناء وبقايا مدينة.
- في تعز يبكي الموت حزناً على ساحة كانت تنبض بالفكر والحب والحرية، فاختار لها صناع الموت أبشع صور السحق، وأشنع طرق الإبادة.
- في تعز يجيد الناس الحياة، فيخرجون بعد كل قصف ليعلنوا لعبدة الأشخاص أن الحياة حق لتعز، وحق لليمن، وحق للحرية.
- في تعز يحتفي الناس بالدمع بلا خوف، يحتفون بالقهر بلا يأس، يحتفون بالانتظارات، ويحتفون بالأمل كاحتفائهم بالنصر.. هم مقهورين كالعادة، لكنهم كالعادة لاييأسون أيضاً.
- في تعز تولد الكلمات والطعنات، ويستقر القتلة والشعراء، ويرقص اللصوص والفنانون، ويبكي الجلاد والثكلى.. هنا حيث الأماكن كلها تنتظر الخلاص ينام الجائعون والصعاليك والسفلة.. هنا يتصارع الحاقدون على كعكة لن يجدوا من عسلها إلا الوهم، لأن تعز للناس وليس للسلطان، ولأنها موطن المحبة فهي لاتأبه للخراب الذي يصنعه الطغاة، وتفيق تنفض الغبار عنها لأنها تجيد الإبتسام كما تجيد البكاء.

لتعز نكهة المشاقر والبارود، وعبق الحرية والدمار، هنا تنام الشهيدات والصغار على سفوح الأحلام اليتيمة، هنا تقتل النساء في ساحة الصلاة، ويسجد الأطفال سجداتهم الأولى، ويرجع الرجال ركعاتهم الأخيرة.
- في تعز، تقف الحرية تحت شجرة القدر، وتبتسم للقتلة، صانعة أسطورة نصر لا يموت.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.