نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريراً عن المفهوم الجديد للحرب من وجهة نظر وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون). وتناول دور القوات الخاصة الامريكية في الحرب على التطرف وبؤر المقاومة والشبكات الاجرامية. كما تطرقت للأساليب المختلفة التي تتعامل بها تلك القوات وفقا للسيناريوهات المختلفة التي تواجهها. وتقول الصحيفة ان الاسلوب الذي ينتهجه الجيش الامريكي تجاه باكستان واليمن، يتمثل في دخول الولاياتالمتحدةالامريكية الحرب بشكل منفرد – بدون المجتمع الدولي - من خلال استخدامها الطائرات بدون طيار بالإضافة الى القوات الخاصة. وأضافت «ان نظرة الولاياتالمتحدة لمفهوم الحرب قد طرأ عليها تغيراً لمنع أي صراعات محتملة، سيكون لامتنا قوات بحرية وجوية وبرية استباقية في اماكن استراتيجية حول العالم. وستحتفظ بالثلاثي النووي من قوات برية وصواريخ باليستية تطلق من البحر وقاذفات استراتيجية». لكن لن تعود هناك حروب برية كبرى كالحرب العالمية الثانية وحرب كوريا وحتى حرب فيتنام، ولن تكون هناك حروب احتلال رئيسية لفترة قصيرة مثل حرب الكويت والعراق، ولا عمليات طويلة الأمد لإعادة الاستقرار كالتي شهدها العراق وافغانسان. وبكل تأكيد لن تكون هناك هجمات بأسحلة نووية كما كان الحال مع اليابان، حسب الصحيفة. وعوضا عن ذلك فقد تحول اهتمام إدارة اوباما إلى عصر الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار فيما يخص عمليات التجسس والى شن غارات جوية في حالة المواجهة كما حدث في ليبيا. وإذا اقتضت الحاجة لاستخدام قوات برية، فبالإمكان استخدام قوات محلية أو قوات الاممالمتحدة بمساعدة فرق القوات الامريكية الخاصة للتدريب والتوجيه، ومثال على ذلك: جمهورية افريقيا الوسطى. أما دخول الحرب بشكل منفرد –تقول «واشنطن بوست»- فسيكون ذلك باستخدام الطائرات بدون طيار كما يحدث في باكستان واليمن بالإضافة إلى استخدام القوات الخاصة ومثال على ذلك باكستان في حالة أسامة بن لادن وعملية الإنقاذ التي نفذت في الصومال في شهر يناير الماضي. وعندما عرض وزير الدفاع ليون بانيتا خطة إدارة أوباما الاستراتيجية، كان أول ما تحدث عنه انه سيخفض قوام الجيش ليكون بذلك أصغر مما هو عليه اليوم وسيصبح أكثر خفة ومرونة وسرعة على الانتشار وسيتم تجهيزه بأحدث التقنيات. «ستكون قوة متطورة جدا».
القوات الخاصة وواصل بنيتا حديثه قائلاً «سيكون لدى الولاياتالمتحدة جيش يستطيع ان يتكيف مع المتغيرات ولديه القدرة على هزيمة خصومه على الأرض وفي الوقت نفسه سنركز على قوات العمليات الخاصة». ومنذ أحداث 11 سبتمبر 2001، زاد نمو القوات الخاصة بشكل مضاعف عندما قام الرئيس جورج بوش بتكليف تلك القوات بمهام التخطيط والتنفيذ لعمليات خاصة بمكافحة الإرهاب تتبع وزارة الدفاع الامريكية. وفي عام 2008 توسعت العمليات لتشمل عمليات تدريبية والمساعدة في التخطيط للحلفاء لمقاومة تهديدات شبكات الارهاب. وأوضحت صحيفة واشنطن بوست انه في العام 2009 كانت وحدات القوات الخاصة تعمل في 60 دولة، أما اليوم فان العدد ارتفع ليصل إلى أكثر من 100 دولة. وفي تقرير أعدته خدمات البحث بالكونجرس الامريكي وصدر في يناير، قدر قوام تلك القوات الخاصة بنحو 60 ألف شخص ما بين حرس وطني وموظفين مدنيين. ويذكر انه في نهاية التسعينيات كانت القوات الخاصة تقدر بنحو 35 ألفاً. ويقول قائد عمليات القوات الخاصة الادميرال ماك رافن وهو يصف قواته الخاصة «تقوم بالاشتباك ولها تأثير على مناطق سكانية هامة – خارج امريكا – وتعمل على تعزيز دور القوات المحلية المستضيفة لها وذلك بتوسيع قدرات القوات الخاصة من خلال تطوير علاقة الشراكة، وكل ذلك يساهم في ان يكون السكان المحليين هم من يقودوا الحرب للانتصار على التهديدات». ويضيف الادميرال ماك رافن «هذه القوات ستغير الأوضاع الدولية وذلك من خلال اعتماد حلول محلية قادرة على التعامل مع التطرف العنيف والمقاومة والشبكات الاجرامية وجميعها تهدد السيادة الوطنية والازدهار الاقتصادي المطلوب لمستقبل مستقر وآمن.