لقد أدى ما تعرض له زملاء المهنة في صحيفة الثورة من تعدٍ واضح لامبرر له أستهدف مؤسسة إعلامية بحجم مؤسسة الثورة إلى كشف حقيقة النوايا العدوانية المبيتة، لدى بعض الأطراف في المؤتمر الشعبي العام والسعي لإفشال المبادرة الخليجية وتعطيل الانتخابات الرئاسية، في محاولة منه لاستكمال مشروعه في زعزعة امن واستقرار اليمن وتدمير ما تبقى من مقومات الدولة بحكم قرب انتهاء تاريخه السياسي المظلم، ولاشك بأن ذلك العمل الهمجي الذي طال مؤسسة إعلامية تتبع الدولة بقدر ما يتنافى مع الدستور والقانون، فانه يشكل تصرفاً أرعناً خاصة وقد استهدف صحفيين عزل سلاحهم القلم، لما من شانه وأد الكلمة وتعميم القمع للحريات العامة، وهي آخر معارك المؤتمر الشعبي العام قرب رحيله الوشيك، وما ترافق مع تلك الأعمال من ممارسات سافرة تعد سابقة خطيرة هي الأولى من نوعها في تاريخ الصحافة اليمنية، وقد جرى الترتيب لها مسبقا في أروقة ودهاليز المؤتمر الشعبي العام، وذلك لخطف الصحيفة الحكومية الأولى في بلادنا وترويع العاملين فيها وتهديد الصحفيين في مقر عملهم. إنه لمن المؤسف جدا أن تحدث مثل الأعمال الهمجية والغوغائية المناهضة لكل القيم والأخلاقيات والأعراف والقوانين في ظل حكومة الوفاق الوطني والرعاة الإقليميين والدوليين للمبادرة الخليجية، حيث لا تزال تلك الممارسات مستمرة حتى اللحظة بل ومتصاعدة بصورة خلقت أجواء غير آمنة حالت دون عمل الصحفيين في المؤسسة، مع ما يتعرضون له من تهديدات، وسط صمت مريب من قبل تلك الحكومة التي تجاهلت أن الصحيفة ناطقة باسمها وبدت وكأنها غير معنية بما تعرضت له مؤسسة الثورة وصحيفة الجمهورية من بلطجة وعهر بلطجي، من قبل عصابة مسلحة نفذت يوم الخميس الماضي الساعة الثالثة صباحاً جريمتها المتمثلة باقتحام وحصار مؤسسة الثورة وذلك بدعم وتوجيه من بقايا النظام العائلي المتهالك، وقد استعانت تلك العصابة المسلحة بمجاميع من البلاطجة وأصحاب السوابق والجرائم الجنائية والحرامية وقطاع الطرق وخريجي السجون وقد شاركهم فعلهم المشين ذوي الانحطاط المهني المنتسبين زورا وبهتان لمهنة الصحافة والدخلاء عليها كشرذمة قليلة ممن جيء بهم من جهات لا تنتمي للوسط الإعلامي، وقد استعانوا لإنجاح مهمتهم القذرة تلك بالمخبرين والمنحطين مهنيا وقاموا باستنساخ العدد رقم (17249) ولقد قاموا بكل ذلك اعتقادا منهم أنهم سيوقفون عجلة التغيير التي دارت رحاها ولا يمكن أن تتوقف، واهمين بأنهم سيخرسون صوت الحق والحرية والعدالة الذي ظل مصادراً طيلة العهد البائد، عهد الظلم والعبودية والاستبداد بكافة أشكاله وأنواعه، ومصادرة الحريات والحقوق العامة، لاسيما وان النهج الإعلامي الجديد الذي خط معالمه وزير الإعلام الأستاذ علي حسن العمراني بصدق وإخلاص وانتماء لقضايا شعبنا اليمني، مواكبةً لحركة التغيير الكبير التي يشهدها الوطن، مما أثار حفيظة ثقافة البوليس التي تحكم صحيفة الثورة في الظرف الراهن، ذلك النهج الجديد كان قد بدأ ت معالمه تتشكل في صحيفة الجمهورية وبدأت صحيفة الثورة تفكر فيه من خلال أول إصدار عدد الأربعاء وهو ما أثار استياء وحفيظة أعوان الظلام ودعاة الفجر الكاذب وحملة مباخر العسكرتارية ومرتزقة صالح حين حملوا معاولهم سعيا منهم لهدم ذلك التغيير غير مدركين أن بنادقهم وهراواتهم لن تحاصر التغيير أو تمنعه وإنما ذلك التغيير هو الذي يحاصر البلاطجة وإن تذرعوا زروا وبهتانا بالإضاءة الصُورية المزيفة لحجب النور الحقيقي التي لم تكن إلا قطعة من قطع الظلام الملازمة للعهد البائد وتحتها مارسوا أعلى صور النخاسة المخلة بالقوانين والتشريعات فلم يتركوا حلالا أو حراما إلا وتاجروا به، فعن أي إضاءة يتحدث أولئك الدجاجلة وهم يعانون من الظلام السلطوي الذي شملهم طيلة 33 عاما، لذلك فإن حجتهم واهية إذ لا يمكن أن يكون الظلام بديلا للنور والإشعاع، والظلم بديلا للعدل إلا في الوعي المزيف لدى أولئك الدجاجلة الذين يقودون معركة خاسرة ضد اليمن وهم يعلمون أن الوطن سينتصر لاشك في نهاية المطاف، لأن زلزال التغيير القادم يُحَاصر ولا يُحاصَر، غير مدركين أنهم بنقل معاركهم السياسية إلى المؤسسات الإعلامية الرسمية إنما يحاولون الالتفاف على ذلك التغيير الوطني الكبير الذي سيتحقق كسنة كونية شاء البلاطجة أم أبوا ليكون تغييرا فعليا وجذريا، تبدأ نقطة انطلاقته من 21 فبراير، إذ لا يوجد ثورة توقفت عن إنجاز مهامها أو تراجعت عن تحقيق أهدافها فمعركة خفاقيش الظلام مع التغيير لاشك بأنها معركة خاسرة لأن الوطن يتجه بخطوات ثابتة نحو بناء يمن جديد لا مكان فيه للقتلة والمتسلقين. وإنه لمن دواعي الدهشة والاستغراب أن يحاجج أولئك المتنفذون بالصورة الورقية بينما صورة الصنم هبل معبودهم التاريخي قد سقطت من عقول وقلوب شعبنا اليمني في كل أرجاء اليمن، لأن تلك الصورة الحقيقة ارتبطت ب33عاما من الظلم والظلام فصالح بالنسبة للشعب اليمني قد سقط واقعا ولا يمكن تكراره، وهو يعي ويدرك ذلك وبالتالي فإن البلاطجة لا يستطيعون تقديم رحيله أو تقديمه وكلاهما سيان لأن شعبنا اليمني العظيم قد لفظه إلى مزبلة التاريخ جراء ما ارتكبه من جرائم بشعة بحق ذلك الشعب لان فرضيات التغيير صارت أمرا واقعا لا مهرب منه، هو ما عرف منه إلا الظلام الذي نشره في كل أرجاء اليمن، حتى أن تلك الإضاءة المزعومة تحولت إلى سراجا معلن لنهب مؤسسة الثورة وإفراغها من مقدرتها وإمكانياتها ليتم في النهاية بدلا من إصلاح أوضاعها ومباركة التغيير الذي يتم ومحاسبة المتسببون في إفلاسها، ليتم بدلا هن ذلك إذا اغتصابها ومحاصرتها بمخيمات قطاع الطرق والبلاطجة وأصحاب السوابق، ممن فشل المؤتمر الشعبي العام عن توفير أعمال لهم، لذلك فإن هشاشة الاحتجاج تتجلى بما زعموا بان أهداف 26سبتمبر قد سقطت من ترويسة الصحيفة فذلك عذر أقبح من ذنب لأن أهداف تلك الثورة قد سقطت من عقولهم وقلوبهم منذ أربعين عاماً، وتحولت في وعيهم وأذهانهم إلى يافطة للدجل والخداع والتضليل وتزييف وعي الشعب، كما سقطت من خلال تلك اليافطة نظام وسياسة ثقافةٌ ووطن بدليل أن أول أهداف ثورة سبتمبر تؤكد على التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما، لكننا إذا ما نظرنا لحقيقة تلك الأهداف في الواقع العملي سنجد أنها قد وقعت كلها تسلل (كما يقول الرياضيين) بينما اليمن ترزح في الظرف الراهن تحت الوصاية الإقليمية والدولية وتعاني من الاستبداد الديمقراطي برعاية صالح والشيخ جيرالد فايرستاين مما يجعلنا نتساءل لماذا يحرص أولئك الدجاجلة على الكذب على شعبهم باسم الثورة اليمنية بينما هم في سياساتهم وإعلامهم طيلة 33 عاما يمارسون عكس أهداف الثورة ويعملون بنقيضها، وإن كان التجسيد الصادق لها هو المحك العملي للالتزام وليس شعارات طوباوية لإفقار اليمن ونهبها على غرار شعار اليمن في قلوبنا، بينما هي في الحقيقة في جيوبهم من النفط إلى الثروة السمكية ومن أراضي صنعاء وعدن إلى مزارع تهامة لذلك لم يحتجوا على تلك الثورة المغدور بها منذ اغتيال مهندسها الأول الملازم الشهيد علي عبد المغني في 6 أكتوبر 1926م وإنما اعترضوا على التغييرات الجديدة التي لن تسمح باستمرار فسادهم المتكئ على تلك الصورة، لأن ثورة فبراير هي في سياق التطور التاريخي لثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر. غير أن ردود أفعالهم تلك لم تكن بسبب صورة سقطت من كل أرجاء اليمن، وإنما منظومة المصالح الفاسدة بدأت تترنح بسبب حركة التغيير، لذلك ثاروا دفاعا عن فسادهم، ناهيك عن الأهداف والخفايا التي يسعون لتنفيذها ويأتي في مقدمتها إرباك حكومة الوفاق الوطني والتنصل من المبادرة الخليجية وكذلك تعطيل وإفشال الانتخابات الرئاسية المقبلة، خاصة والمؤتمر الشعبي العام كان قد طلب تأجيلها ويعتزم في الظرف الراهن توسيع نطاق الاضطرابات السياسية والأمنية لإجهاض عملية نقل السلطة وإفشال العملية الانتقالية، وما هو أهم من ذلك أن أهدف الثورات القديمة دائما ما تكون في مرحلة التحولات الجديدة يكون مكانها كتب التاريخ والمتاحف خصوصا إذا لم يتحقق من أهدافها شيء، وليس في تروا يس الصحف فثورة 23 يوليو في مصر 1952م والتي لولاها ما كانت ثورة 26 سبتمبر في اليمن لتتحقق، لم تختار لأهدافها حيزا في إلى جوار تراويس الصحف في الأهرام ولا في الأخبار ولا في الجمهورية، وغنما جعلت منها برامج تنموية وخطط عملية في الواقع لخدمة الشعب، لأن أهداف الثورات ليست شعارات عاطفية ولا أهداف ورقية تلف بها السندوتشات ولا يافطات معلقة لابتزاز الشعوب، و بل مكانها التجسيد الصادق في العقول والقلوب وتحويلها إلى برامج عمل لخدمة الشعوب وخطط تنموية لبناء الأوطان، وتخليص اليمن من العمالة والارتهان والحروب بالوكالة لأن البلد غير معني بتلك الشعارات الزائفة فيما استقلاله وسيادته رهينان لقوى خارجية، وبالتالي فإننا نؤكد أن ما تتعرض له المؤسسات الإعلامية لا يعدو عن كونه محاولة استباقية لإعاقة حركة التغيير في 21 فبراير من الشهر الجاري.