افادت الانباء الواردة من افغانستان بأن عسكريا امريكيا قتل 16 على الاقل من المدنيين الافغان بعد ان اقتحم مساكنهم في اقليم قندهار جنوبي البلاد. وقال مسؤول افغاني، وهو احمد جواد فيصل الناطق باسم حاكم ولاية قندهار توريالاي ويسا، "في الساعة الثالثة من فجر اليوم الاحد، خرج عسكري امريكي من قاعدته وهو مدجج بالسلاح وشرع باطلاق النار على المدنيين بعد ان اقتحم منزلين على الاقل. المعلومات المتوفرة لنا في هذا الوقت تشير الى سقوط ضحايا في قريتي الوكوزاي وغارامباي في منطقة بنجواي." وقال إنه "تم ارسال بعثة للتحقيق في ظروف الحادث." ويقول مراسل بي بي سي في العاصمة الافغانية كابول كوينتين سومرفيل إنه يعتقد ان العسكري، الذي سلم نفسه لاحقا للسلطات العسكرية الامريكية، ربما كان مصابا "بانهيار عصبي." واعلن حلف شمال الاطلسي لاحقا انه شرع بالتحقيق في الحادث الذي وصفه "بالمؤسف." وقال شيوخ القبائل المحليون إن عددا من النسوة والاطفال والرجال كانوا ضمن ضحايا الهجوم. وقالت قوة المساعدة الامنية الدولية التابعة لحلف الاطلسي في تصريح اصدرته الاحد إن مسؤولين امريكيين سيعملون بالتعاون مع نظرائهم الافغان في التحقيق بالحادث. وجاء في التصريح ان "هذا حادث مؤسف للغاية، ونحن نعبر عن اسفنا وتعاطفنا مع اسر الضحايا." وقالت ايساف إن "عسكريا امريكيا قد اعتقل اليوم الاحد لامور تتعلق بالحادث الذي اسفر عن سقوط ضحايا افغان في اقليم قندهار." ونقل مراسلنا عن مصادر في كابول قولها إن العسكري الذي ارتكب الحادث كان يعاني من شكل من اشكال الانهيار العصبي قبيل مغادرته القاعدة واطلاقه النار على المدنيين. وقد تجمع سكان المنطقة لاحقا امام القاعدة العسكرية في بنجواي للاحتجاج على الهجوم، ونصحت السفارة الامريكية في كابول الرعايا الامريكيين بعدم السفر الى المنطقة. وقال الجنرال ادريان برادشو، مساعد قائد قوات حلف الاطلسي في افغانستان، إنه "عاجز عن فهم الدفاع الذي حدا بالعسكري الامريكي الى القيام بهذا العمل المستهتر" على حد تعبيره، مضيفا "ان مشاعرنا وصلواتنا مع اولئك الذين مستهم هذه الفاجعة." واكدت وزارة الدفاع الافغانية في وقت لاحق "ان قوات التحالف قتلت 15 مدنيا رميا بالرصاص في اقليم قندهار." وجاء في بيان اصدرته الوزارة "ان وزير الدفاع صدم واصابه حزن شديد لدى سماعه انباء مقتل 15 مدنيا بريئا واصابة 9 آخرين على ايدي جنود التحالف." ونقلت وكالة فرانس برس عن شيخ احدى القرى التي استهدفت بالهجوم ويدعى حجي صمد قوله "لقد قتل 11 من افراد عائلتي، لقد ماتوا كلهم." ونقلت الوكالة عن شاهد آخر اسمه حجي سيد جان من قرية الكوزاي انه قال "لقد هوجم منزلي وخسرت اربعة من افراد اسرتي." ويأتي هذا الحادث في وقت تستعر فيه المشاعر المعادية للامريكيين في افغانستان وذلك عقب قيام جنود امريكيون بحرق نسخ من المصحف في قاعدة تابعة لحلف الاطلسي في الشهر الماضي.