أبدى عدد من الصحفيين الذين شاركوا في دورة تدريبية حول "حرية المعلومات والصحافة الاستقصائية خلال الفترة من 2-4 نوفمبر الجاري، عن استحسانهم للتدريب الذي ساهم في تطوير مهاراتهم في مجال فنيات التحرير ومعارفهم حول أخلاقيات المهنة. وأجمع المشاركون على أن تحقيق مسعى الاحترافية الذي تهدف إلية الدورات التدريبية بهذا المجال, يبقى مرهونا بضمان الحق في الوصول إلى المعلومات.
وقال الصحفي بصحيفة 14 أكتوبر محمد جابر صلاح "إن مثل هذه الدورات تخلق نوعا من المعرفة الثقافية العامة, والمعرفة الصحفية بفنون التعامل مع الأنواع الصحفية, حيث أن الدورة جمعت بين الجانب المهني والقانوني, ومكنت المشاركين من التعرف على الاتجاه الحديث لصياغة التحقيق الاستقصائي, وبينت النصوص والمحاذير القانونية التي يجب أن يطلع عليها الصحفي".
واعتبر الصحفيون الذين تدربوا على يد المدرب الأردني يحيى شقير وعددهم أكثر من 35 صحفيا وصحفية ينتمون لصحف حزبية ومستقلة ورسمية, أن الدورة كانت غاية في الأهمية كونها ساهمت في التنبيه إلى أهم الأخطاء التي يقع فيها الصحفي غالبا, مما يؤدي إلى تغييب الدقة والموضوعية وخلط الرأي بالخبر في العمل الصحفي, والى السبل التي تسمح بانجاز تحقيقات استقصائية تتميز بالمهنية التي تبحث في قضايا الفساد والفضائح وكبريات الملفات والقضايا لا بنظرة انتقامية لا شفاء الغليل ونيل مصلحة ذاتية عابرة, ولكن من زاوية التحذير من أخطاء محدقة بالمجتمع بفرض التحرك لإصلاح ما يحدث من خلل في نسيج المجتمع.
وذكرت الصحفية بصحيفة الغد نجلاء حسن أنها تمكنت من تحقيق ما كانت تتطلع إلية في هذه الدورة من خلال التزود بقواعد وفنيات كتابة التحقيقات الاستقصائية الميدانية.
وشمل برنامج الدورة التدريبية التي نظمتها الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات"هود", ومنظمة المادة"19", محاضرات حول اثر التناولات الصحفية في إحداث التغيير في المجتمعات, وكذا تم التطرق إلى قوانين الصحافة والمطبوعات وأخلاقيات المهنة, التي من شانها تجنيب الصحفي ارتكاب جرائم السب والقذف.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الدورة التي تعد الثانية في غضون شهر, توجت بتوزيع شهادات على الصحفيين المدربين, كما تم تكليفهم بانجاز تحقيقات استقصائية لتقييم مدى استيعابهم للمعلومات التي تلقوها خلال الدورة, علما أن الفائز في كتابة أفضل تحقيق استقصائي سيتم اختياره للمشاركة في مؤتمر يعقد لاحقا للبحث حول حق الصحفي في الحصول على المعلومات.