أقيم صباح اليوم الاثنين احتفائية في الذكرى الأولى لأول شهداء الصحافة في الثورة اليمنية الزميل جمال الشرعبي الذي قتل في جمعة الكرامة 18 من مارس العام الماضي. وخلال الاحتفالية الذي أقامها مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي في نقابة الصحفيين اليمنيين، أقيم مزاد علني لشراء الكاميرا الفوتغرافية التي كان يحملها، ستخصص قيمتها لبناء منزل لأطفاله، ووصل المزاد إلى ثلاثة ملايين ونصف ريال يمني.
وقال رئيس المركز مصطفى نصر إن المزاد الذي بدأ اليوم ب 500 الف ريال يمني ووصل ثلاثة ملايين ونصف ريال وما يزال مفتوح للمنافسة، يعد مساهمة رمزية من المجتمع لصالح شهيد الصحافة الذي قدم روحه خدمة لمجتمعه ولأجل كشف الحقيقة وتوثيق الجرائم، وفي سبيل الحقيقة التي يناضل من أجلها كل رسل البشرية وأحرار العالم.
وسرد ما كان يتحلى به الشهيد جمال من خصائص من خلال معرفته به وعمله ضمن طاقم المركز، قائلاً «كان مقداماً وشجاعاً في عمله، ولرصد الاعتداءات ضد المتظاهرين سلمياً مستخدماً عدسته الحرة منذ بداية اندلاع الثورة الشبابية في اليمن».
وأشار إلى ان استهدافه بالقتل والقنص وهو يمسك الكاميرا "دليل واضح محاولة الجناة إخفاء الجريمة المشهودة والتي تابعها العالم اجمع عبر شاشات التلفزة والصحافة".
من جانبه قال عضو مجلس نقابة الصحفيين اليمنيين محمد شبيطة في كلمته عن النقابة إن الذكرى الأولى لاستشهاد الزميل الشرعبي "تعد يوم حزن للأسرة الصحفية جميعا في اليمن".
واستعرض وقوف النقابة منذ اللحظة الأولى للثورة مع خيار الشعب اليمني نحو الحرية والتطلع إلى غد أفضل، مؤكدا أن الصحفيين دفعوا ثمناً ناهضاً في نضالهم الطويل نحو الحرية.
وأشار إلى من وصفهم ب"كوكبة الشهداء" الذين سقطوا جراء القنص من قبل المجرمين الذين نطالب جميعاً بأن ينالوا جزاءهم العادل.
من جانبه قال وكيل نقابة الصحفيين اليمنيين سعيد ثابت سعيد إن النقابة تعمل حالياً على استكمال ملفات الشهداء الصحفيين بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحفيين لتقديم دعاوى قضائية خارج اليمن ضد القتلة.
وأكد بأن قتلة الصحفيين لن يفلتوا من العقاب وسيتم تقديم دعاوى قضائية ضدهم بالاسم.
ولفت إلى أساليب نظام الرئيس السابق القمعي في جعل الصحفيون أكثر الناس بؤساً، مطالباً حكومة الوفاق الوطني بتبني موضوع الشهداء بما يليق بهم وبأسرهم وحجم التضحية التي قدموها.
ابنة الشهيد نهى جمال الشرعبي أبكت الحاضرين في كلمتها، واستعرضت وصايا أبيها وشجاعته ونضاله قائلة "إن الوفاء لوالدي الشهيد يتطلب محاكمة القتلة الذين ما زال البعض منهم في مناصبهم".
وعبرت نهى عن امتنانها لتعاون الأسرة الصحفية وتكريمها لأبيها الشهيد، مضيفة: «كان أبي يفخر بأنه إعلامي يناضل من اجل الحقيقة، ونطالبكم أن تسيروا على دربه في كشف الحقائق للمجتمع».
وتحدث الزميل محمد الجماعي في كلمته عن المركز الإعلامي الذي عمل الشرعبي تحت مظلته منذ بدء الثورة عن مناقب الشهيد ودوره في كشف جرائم النظام من خلال تسجيل الأحداث وتوثيقها عبر كاميرته.
كما استعرض العديد من أصدقاء الشهيد ومحبيه عن مواقف إنسانية كبيرة تحلى بها الشهيد إلى جانب شجاعته وحرصه على تغطية أحداث الثورة. وكان رئيس مركز الإعلام الاقتصادي مصطفى نصر أعلن عن استمرار باب المزاد في شراء كاميرا الشهيد الشرعبي، عبر الرقم : 712000967.