صرح رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان لإحدى الصحف التركية الإثنين 9-11-2009 بأنه يفضل اللقاء مع الرئيس السوداني عمر البشير على أن يلتقي مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو. وحسب ما نقل موقع "يديعوت أحرونوت" صباح اليوم، فإن أردوغان أكد في تصريحه أنه يوجد في إسرائيل مجرمو حرب أكثر بكثير مما يوجد في السودان. وكان رد أردوغان على سؤال عن دعوة الرئيس السوداني لحضور اجتماع منظمة المؤتمر الإسلامي الذي سيعقد يوم غد الثلاثاء في أنقرة، حيث قال: "أفضل لقاء البشير المتهم والمطلوب للمحاكمة على خلفية جرائم الحرب في السودان على أن ألتقي نتنياهو".
وكانت وكالة أنباء الأناضول التركية ذكرت في وقت سابق نقلا عن مصادر "موثوق بها" أن الرئيس السوداني لن يتوجه إلى إسطنبول.
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف في حق البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور غرب السودان.
وكانت الصحافة التركية تحدثت أمس الأحد عن إمكان إلغاء هذه الزيارة التي تضع أنقرة في موقف حرج في ضوء الاعتراضات الدولية عليها، وخصوصا من جانب الاتحاد الأوروبي. وقال دبلوماسي تركي رفيع لوكالة فرانس برس رافضا كشف هويته إن "السودانيين يرون ويفهمون جيدا الصعوبات".
ولم تصادق تركيا على معاهدة روما العام 2002 التي نصت على إنشاء المحكمة الجنائية الدولية، لكن الاتحاد الأوروبي يحضها على الانضمام إلى المعاهدة في إطار المفاوضات التي تخوضها لدخول الكتلة الأوروبية.
وشكك رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الأحد في أن يكون الرئيس السوداني قد نسق ارتكاب إبادة في دارفور، مؤكدا أن "أي مسلم لا يمكنه ارتكاب إبادة".
لكن وكالة الأنباء السودانية ربطت إلغاء زيارة البشير بالتطورات الداخلية وقضية جنوب السودان.
ووقع شمال السودان وجنوبه العام 2005 اتفاقا أنهى أكثر من عقدين من الحرب الأهلية وأتاح تشكيل حكومة وحدة وطنية. ويتضمن الاتفاق إجراء انتخابات عامة في السودان في نيسان (إبريل) 2010 واستفتاء في بداية 2011 حول إمكان نيل جنوب السودان استقلاله.
ولكن ثمة خلافا بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم برئاسة البشير والمتمردين الجنوبيين السابقين في الحركة الشعبية لتحرير السودان حول مشاريع قوانين أساسية ينبغي إقرارها لضمان حسن سير الانتخابات.
وأجرى الجانبان الأحد مفاوضات في القصر الرئاسي في الخرطوم لتسوية خلافاتهما، وفق مصادر سياسية في العاصمة السودانية.
وذكرت الوكالة السودانية أن البشير لن يتوجه إلى إسطنبول على خلفية "الحوار الذي يجريه المؤتمر الوطني مع الحركة الشعبية حول الاختلافات الأخيرة بين شريكي اتفاق السلام الشامل، ودفعا لجهود التوصل إلى حلول للمشاكل العالقة".