حذر وزير الخارجية المصري، محمد كامل عمرو، الاثنين من مغبة تسليح المعارضة السورية، قائلا إن من شأن هكذا خطوة أن "تزيد من معدلات القتل ويحول سوريا برمتها الى حرب أهلية شاملة". وشدد الوزير المصري على ضرورة إعطاء الفرصة لمهمة كوفي عنان، المبعوث المشترك للأمم المتحدة وللجامعة العربية إلى سوريا، والانتظار حتى معرفة ما سينتج عنها. وأعرب عمرو، الذي كان يتحدث في أعقاب لقائه مع نظيره التشيكي كارل شوارزينبرج، عن أمله في أن يكون هنالك حل "غير عسكري" للأزمة من خلال مبادرة الدول العربية التي ترتكز عليها مبادرة عنان.
ووصف الوضع في سوريا بأنه "خطير ومؤسف للغاية، وأن هنالك خسائر بشرية تتزايد بشكل يومي لايمكن قبولها أوالسكوت عنها".
وردا على سؤال حول الدعوة التي وجهها زمن اسطنبول الأحد للمعارضة السورية لعقد اجتماع في مقر الجامعة العربية، قال الوزير المصري: "إننا نأمل أن يستمعوا لهذه الدعوة و يستجيبوا لها، لأنه من المهم للغاية أن تتوحد المعارضة السورية في الداخل والخارج."
وأشار إلى أن وحدة المعارضة السورية تساعد جميع الأطراف على التعامل معها بجدية على أساس أنها "بديل مقبول في حالة وجود حل، أو، على الأقل، شريك في حكومة الوحدة الوطنية".
وحول رؤية مصر للمجلس الوطني السوري المعارض، قال عمرو "إنه فصيل من فصائل المعارضة له وزن، لكن هناك أطيافا كثيرة للمعارضة، سواء في الداخل أ في الخارج، وأن مصر لن تعترف إلا بتشكيل يضم كافة أطياف المعارضة، وقد طالبناهم بالتوحد".
وقد جاء تحذير الوزير المصري بعد يوم واحد من تحذر مماثل أطلقه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وقال فيه إن من شأن تسليح مقاتلي المعارضة السورية ودعمهم ماليا أن يصعد الصراع في المنطقة، كما أنه لن يؤدي إلى إسقاط النظام في سوريا في نهاية المطاف.
"نرفض أي تسليح للمعارضة ونرفض إسقاط النظام بالقوة لأنها ستخلف أزمة تراكمية في المنطقة" ففي مؤتمر صحفي عقده في بغداد الأحد، قال المالكي: "نرفض أي تسليح للمعارضة ونرفض إسقاط النظام بالقوة لأنها ستخلف أزمة تراكمية في المنطقة."
وأضاف المالكي قائلا: "إن من يدعو إلى التسليح لا يدرك موقع سوريا وحقيقة الوضع داخلها والتفاعل والتشابك بينها وبين المناطق المحيطة في لبنان والعراق وتركيا والأردن وفلسطين."
ولفت إلى أن أن هناك بعض الدول ومجلس الأمن الدولي بدأوا يتحدثون عن أن الوضع في سوريا ليس كأي بلد آخر، وقال: "نحن نريد إطفاء الحريق بتجفيف منابع القوة، ونريد أن نجد حلا سلميا سياسيا للأزمة."
وقال المالكي: "إن مهمتنا كعرب ومسلمين هي تطويق الأزمة ما دامت قابلة للتطور والتوسع ولها تداعيات كما أن الوضع في سوريا من الموضوعات الحيوية التي تؤثر على استراتيجية العمل العربي المشترك."
يُشار إلى أن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل كان قد قال السبت الماضي إن تسليح "الجيش السوري الحر واجب"، لكن الدول الغربية تحرص على عدم التورط في صراع قد يستعصي على الحل.