عاني أبناء تهامة ومازالوا يعانون من التهميش والإقصاء وساهم النظام السابق بتصوير أبناء تهامة بأنهم كسالى وجبناء وسلبيين . وحين نعود رويدا لعهد الائمة سيتضح لنا بأن أبناء تهامة ممثلين بحركة الزرانيق في بيت الفقيه قد أبلت بلاءا حسنا في مقاومة الاحتلال التركي وإجلاءه ولكن الائمة لم يرق لهم شجاعة وبسالة الزرانيق فحاولوا إخضاع الزرانيق بالقوة والتحكم فيهم واستخدموا كل الحيل وأعتى أنواع الأسلحة حينها. وتمكن الائمة بعد جهد كبير وخسارة أكبر في الأرواح والعتاد من قهر وإذلال أبناء تهامة. واستمر حال أبناء تهامة يتردى ، وفي عهد الرئيس السابق على عبد الله صالح تم السطو على أراضيهم وممتلكاتهم من قبل متنفذين من كبار الضباط والمشايخ. وجاءت الثورة الشعبية الشبابية لتنزع الغطاء عن النار التي كانت متوارية تحت الرماد، وأنتفض أبناء تهامة كما انتفض أبناء اليمن في بقية محافظات الجمهورية اليمنية. وبدأ ابناء الحديدة يزيحون عن أنفسهم ما أصابها من ذل وهوان ، ويؤكدون للعالم أجمع بأن أبناء تهامة هم لا يقلون شأنا عن غيرهم من أبناء اليمن قاطبة ومناطقهم تزخر بالخير الوفير وكما يقول المثل :" أزرعوا تهامة تأكلوا ليوم القيامة فأبناء تهامة معروفين بثقافتهم الغزيرة وفكرهم الثاقب وشعرهم المبدع وعلمهم بالدين الإسلامي فمدينة زبيد التاريخية المسماة بمدينة العلماء والتي سبقت الأزهر في نشأتها. ونتساءل ونحن في عهد الثورة الشعبية السلمية تهامة إلى أين هل سيعاد لأبنائها ومن يقطنها اعتبارهم، وسيتاح لهم المشاركة في السلطة والثروة؟". ومن هي القوى التي ستعيد لأبناء تهامة اعتبارهم وحقوقهم المسلوبة ، تساؤلات عديدة تشغلني ولكن حين وقع بيدى بيان صادر عن الهيئة التحضيرية لملتقى أبناء تهامة تأكد لي بأن أبناء تهامة ومن يناصر قضيتهم العادلة لن يقفوا مكتوفي الأيدي وهم من سيدافعون عن حقهم كمواطنين يمنيين. ولعل أهم ما تضمنه هذا البيان أن ملتقى أبناء تهامة هو ملتقى وطني ديمقراطي ، مفتوح لكل من يحمل القضية التهامية أو يتعاطف معها أو يعترف بها وهو لا يختص بأبناء تهامة ( من أصول تهامية وإنما كل سكان تهامة بسهلها وجبلها) بل ويعتبر كل أبناء الوطن الواقفين والمتعاطفين مع القضية التهامية كقضية إنسانية عادلة وينتصرون لها جزءا منها. ويدعو البيان كل شرفاء اليمن للتفاعل والتضامن مع القضية التهامية ..ويطالب البيان بالمواطنة المتساوية والشراكة في الثروة والسلطة وسيادة القانون والعدالة الاجتماعية ونيل حقهم الوظيفي والحقوقي .. ويؤكد بيان الملتقى على أن أبوبه مفتوحة للجميع إيمانا منه بمبدأ الشراكة والتعايش مع الآخر موضحا نبذه للنزعات المناطقية المقيتة. ولأنني ممن عاشوا وترعرعوا في مدينة الحديدة منذ الصغر وحتى ريعان الشباب ومازال بيت والدي هناك ومعظم أهلي ليس هذا فحسب بل أن أصولي من الجد العاشر تقريبا من بيت الفقيه وبالتحديد أسرة العجيل فإنني من الطبيعي سأتعاطف مع القضية التهامية. وسيكون تعاطفي مع المظلومين والمضطهدين من أبناء تهامة وليس مع الرموز الفاسدة منهم كبقية الرموز الفاسدة في كل أنحاء الوطن. وأرى بأن اللجنة التحضيرية التي لم تفصح عن أسمائها بعد أن تتيح المجال لدخول شخصيات تهامية عانت من التهميش والإقصاء ونهبت أراضيها واضطهدت. وأرى أن تبدأ اللجنة التحضيرية في حصر مظالم أبناء تهامة ومعاناتهم ، وكذا كل من يسكن تهامة ومستقر بها منذ زمن بعيد وأصبح ينتمي إليها قلبا وقالبا. فكم نتمنى أن يتحول أسم الملتقى ليشمل كل من سكن تهامة منذ زمن طويل ومستقر فيها سواء بحكم عمله الحكومي أو الخاص أو بزواجه من نفس المنطقة وذلك حتى لا يصبح من يعيش فيها من غير أبناء تهامة غرباء أو أقليات؟؟. وإلا كيف يمكن أن يدافع أي يمني عن قضية تهامة كقضية إنسانية عادلة إذا كان سيعتبر من الأقليات. وليس معنى ذلك أن ابناء تهامة لا يعانون ولكن معاناتهم ليس سببها أبناء الشعب البائس وإنما الأنظمة البائدة وعلى رأسها النظام السابق. كما أن بعض أبناء تهامة ساهموا أيضا في ظلم بعضهم البعض ولذلك ينبغي أن لا تخلط الأوراق ونظر للقضية التهامية بنظرة موضوعية علمية تخضع للبحث والدراسة وتجمع كل الوثائق الت تدين الفاسدين من أي منطقة كانوا ويتم إيصالهم للقضاء ومحاكمتهم. وأقول ذلك لأنني فعلا أنتمي لتهامة اليمن ، وأرتبط بها نفسيا وروحيا ، ولا أفصل بينها وبين أرض اليمن «العربية السعيدة» إن شاء الله. وأعلن عبر مقالي هذا بأنني سأكون داعمة للقضية التهامية طالما لن تنسلخ عن القضية اليمنية الكبرى.